قضية العدد.. من الجرائم الفريدة التي نادراً ما تتكرر.. والتي تتسم بالاثارة والغموض الذي يسدل ستائر أسراره عليها.. ويفرض ألغازه علي هوية "الجاني" ودوافعه لارتكاب جريمته التي تحتاج جهداً مكثفاً لكشف غموضها. "المجني عليها" في هذه الجريمة "طفلة" في الرابعة من عمرها فقدت حياتها علي يد شخص مجنون فقد إنسانيته وارتكب جريمته عندما تجرد من مشاعر الرحمة وسرق "الطفلة" من جوار والدتها النائمة بالمستشفي.. وألقي بها من شرفة الطابق الرابع لتسقط علي الأرض جثة هامدة. بلاغ بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ من "ربة منزل" إلي مأمور مركز شرطة منفلوط قالت فيه انها محتجزة مع طفلتها الطفلة "حنين" البالغة من العمر 4 سنوات بمستشفي منفلوط المركزي.. وانها كانت نائمة.. وعندما استيقظت فوجئت بعدم وجود طفلتها بجوارها. أضافت في أقوالها بمحضر الشرطة: انها بحثت عن طفلتها فلم تجدها.. فاستغاثت بالعاملين بالمستشفي وراحوا جميعاً يبحثون عن "الطفلة" لتفاجأ بها جثة هامدة بأرضية الطابق الأول بالمستشفي.. وأوضحت انها لا تتهم أو تشتبه في أحد بارتكاب الجريمة. علي الفور أسرع رئيس مباحث المركز إلي المستشفي حيث عثر علي "الطفلة" مسجاه علي الأرض مرتدية كامل ملابسها.. فأخطر النيابة التي انتقلت إلي مكان الحادث.. وأجريت معاينة لمكان الحادث وقامت بمناظرة الجثة ثم أمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. ثم تسليمها لذويها والتصريح بدفنها. كشف كما طلبت تقرير الطب الشرعي لبيان ما بها من اصابات وإن كانت هي سبب الوفاة من عدمه.. وكلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف حدوثها.. وسماع أقوال "الأمن" عن الواقعة والعاملين بالمستشفي خاصة بالطابق الرابع والمصعد حول أي مشاهدات وقت الحادث. كما طلبت كشفاً بالزوار والمترددين علي القسم المحتجزة به الأم وطفلتها في نفس اليوم وان كان أحداًَ منهم له علاقة بأسرة "الطفلة" وعائلتها.. أيضا سماع أقوال أفراد الأمن بالطابق الرابع مكان احتجاز "المجني عليها" وأمها.. والطابق الأول مكان العثور علي جثة الطفلة. فحص أيضاً فحص علاقات أسرة "المجني عليها" بالجيران والأهل من طرفي الأم والأب وإن كانت هناك خلافات مالية أو مشكلات أسرية أو خصومات ثأرية أو خلاف مع الجيران أو نزاعات حول ميراث.. بالإضافة إلي فحص علاقة الأم مع زوجها وإن كان هناك خلافات بينهما وأسبابها. وبإعداد فريق عمل أعده مدير مباحث أسيوط بإشراف رئيس مباحث المديرية رجحت تحرياته الأولية أن يكون الانتقام هو الدافع وراء الحادث البشع الذي ارتكبه "الجاني" بكل قسوة عندما ألقي "الطفلة" من الطابق الرابع.. أو انه خطفها من جوار والدتها أثناء نومها ثم تخلص منها بقتلها سواء خنقاً أو ضرباً ثم تركها بالطابق الأرضي وهرب. كما لم يستبعد رجال المباحث أن تكون الجريمة عائلية.. وأن "الجاني" من أهلية "الطفلة" وراح يفحص علاقات الأم وخلافاتها وعلاقتها بزوجها وخلافاتهما إن وجدت.. أيضاً فحص علاقتهما بالآخرين وإن كان هناك مشكلات أو أي خلافات تؤدي لارتكاب الجريمة. غموض علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال مباحث أسيوط جهوداً مضنية وحثيثة فحصوا فيها كافة الاحتمالات ودراسة التحريات والمعلومات التي توصلوا إليها.. لكن أي منها لم يقودهم إلي خيوط تؤدي إلي كشف غموض الجريمة المثيرة أو كشف أسرارها.. ورغم مرور فترة طويلة علي اكتشاف الحادث إلا أن دوافع الجريمة مازالت غير معروفة.. وبالتالي فإن الغموض يسيطر علي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!!