انتشرت الإصابة هذه الأيام بمرض الغدة النكافية خاصة بين تلاميذ المدارس بسبب التكدس في الفصول وسرعة انتشار العدوي بينهم. وتشير الاحصاءات إلي ان 57% فقط من دول العالم تطعم الأطفال ضد فيروس النكافية. يقول الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ان فيروس "النكاف" له سلالات متعددة والعدوي به تكسب المصابين مناعة ضده ولا يصابون به مرة أخري مشيرا إلي ان التطعيم بجرعة واحدة يحمي بنسبة 80% وبجرعتين يحمي بنسبة 90% والشفاء من العدوي يكسب مناعة دائمة بنسبة 99%. أضاف هناك 12 سلالة حاليا للفيروس أغلبها يتشابه موضحا ان التهاب الغدة النكافية مرض ينشأ بعدوي فيروسية تصيب الغدد النكافية لكن العدوي تحدث بصورة أقل من أمراض الطفولة مثل الحصبة والجديري المائي. وأشار إلي ان الإصابة بالفيروس تسبب انتفاخا في احدي الغدتين النكافيتين أو كلتاهما ويعتبر فصلا الشتاء والصيف هما فصلا القمة لحدوث العدوي والمرض سريع الانتشار شتاء. قال ان لدينا حوالي 18 مليون تلميذ وطالب. لذا فإن إصابة المئات بالنكاف لا يعد شيئا غريبا بل هو أمر متوقع لان التطعيم لا يحمي بنسبة 100%. مشيرا إلي ان الفيروس متوطن حتي في العالم المتقدم. أوضح ان طرق العدوي تكون مباشرة بواسطة الرذاذ المتطاير من أنف المريض أو العطس أو الكحة وبطريقة غير مباشرة بواسطة أدوات المريض الملوثة أو لمس أسطح ملوثة بالفيروسات ويصبح اللعاب معديا قبل انتفاخ الغدة بيومين ويستمر إلي 8 أيام بعد الانتفاخ واللعاب له دور كبير في نقل العدوي للمخالطين للمريض وتقل قدرته علي عدوي المخالطين إذا كان المريض قد سبق له الإصابة من قبل. حذر من المشاركة في أدوات المائدة أو الطعام أو فرشاة الأسنان مع الآخرين وينبغي التخلي عن عادة تبادل القبلات مشيرا إلي ان فترة حضانة المريض تستمر من 16 إلي 18 يوما وربما تنخفض إلي 14 يوما أو تزيد إلي 25 يوما. انتقل للحديث عن أعراض المرض موضحا انها تظهر في صورة انتفاخ للغدد النكافية في 95% من الحالات وهو مؤلم خاصة عند تناول الطعام أو البلع والأعراض تشبه التهابات الجهاز التنفسي العلوي في بعض الحالات. ومن الأعراض أيضا الصداع والاعياء حيث الشعور بالضعف والتعب وارتفاع بسيط في درجة الحرارة قبل انتفاخ الغدة بيومين وأغلب الحالات يحدث فيها انتفاخ في الغدة النكافية الثانية وتورم الخد الآخر بعد يوم إلي خمسة أيام من تورم الخد الأول ويبدأ الانتفاخ في الاختفاء بعد حوالي 4 إلي 7 أيام. أشار إلي ان الوقاية تتمثل في قتل الفيروس قبل دخوله الجسم بالمطهرات العادية وبالحرارة وبالأشعة فوق البنفسجية. قال ان هناك ثقافة للوقاية من عدوي الجهاز التنفسي فالاتيكيت الخاص بالعطس يتمثل في تغطية الفم والأنف بمنديل والعطس في "الكم" إذا فوجئ الطفل به وغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وعدم مشاركة الغير في أدوات الطعام أو فرشاة الأسنان أو الفوط وتطهير الأسطح التي يتم ملامستها بشكل مستمر مثل الهواتف واللعب ومقابض الأبواب والصنابير والمصاعد والطاولات والمقاعد. أشار إلي انه يجب عزل المريض منذ ملاحظة انتفاخ الغدة النكافية في غرفة خاصة تطهر باستمرار مع التهوية الجيدة ومنع الاختلاط بالأطفال داخل المنزل والحوامل. قال ان المضادات الحيوية ليس لها أي دور في العلاج لانها ضد البكتيريا وليس الفيروسات ولكن يتم خفض درجة حرارة الجسم بكمادات الماء الجاري ومخفضات الحرارة البسيطة.