لا حديث يشغل الرأي العام في مصر الآن أهم من الحديث عن ضرورة فض اعتصام جماعة الإخوان في ساحة رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة بعد أن ضاق المواطنون ذرعاً بما يجري في المنطقتين خاصة السكان المقيمين فيهما. ويتساءل المواطنون عن الكيفية التي سيتم بها فض هذين الاعتصامين دون وقوع خسائر في الأرواح.. خاصة أن جماعة الإخوان علي استعداد أن تضحي بأي عدد من المواطنين الذين جلبتهم بطريقة أو أخري وحبستهم دون السماح لهم بالخروج.. فإذا ما لقي بعض هؤلاء المواطنين حتفهم في مواجهات مع رجال الأمن خرجت الجماعة بدعاية علي العالم لتشويه الصورة وإظهار ثورة 30 يونيو وكأنها ضد حرية التظاهر وحرية الرأي. الآن.. ماذا ستفعل الشرطة والقوات المسلحة لفض هذه الاعتصامات؟! الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون ذكر في لقاء عقد بحزب التجمع بالإسكندرية أنه سيتم فض اعتصام رابعة خلال أيام بطريقة تذهل العالم.. قال إنه سيتم توجيه إنذار بفض الاعتصام خلال 24 ساعة. وفي حالة عدم الاستجابة سيتم توجيه خراطيم المياه للمعتصمين. وفي حالة استخدام بعض المعتصمين للسلاح سيتم التعامل معهم بالمثل. وإذا كانت هذه هي خطة الأمن كما شرحها الدكتور سعد الدين إبراهيم فإن جماعة الإخوان استعدت لذلك بخطة مضادة لمواجهة هذه المحاولة عن طريق تشكيل لجان متعددة. منها لجنة استطلاع ولجنة إمدادات ولجنة تخابر ولجنة شحن معنوي. وذكر أحد المعتصمين لصحيفة "اليوم السابع" أن الخطة تتضمن عدم السماح للنساء المتزوجات الموجودات بالميدان بمغادرته والبقاء بجوار أزواجهن لضمان عدم مغادرة الأزواج في حالة حدوث اشتباكات. إذن نحن أمام خطة هجومية لرجال الأمن تعتمد أكثر ما تعتمد علي اقناع المتظاهرين بضرورة إخلاء الميدان طواعية.. ثم التدرج في التعامل معهم في حالة الرفض بخراطيم المياه فإذا ما استخدم المعتصمون الرصاص للعدوان علي رجال الأمن سيتم التعامل معهم بالمثل. الخطورة.. كل الخطورة في هذا الموقف تتمثل في استخدام الإخوان الأطفال كدروع بشرية وهو أمر يثير القلق بكل المقاييس وله انعكاسات سيئة لدي الرأي العام في مصر وفي العالم.. ومن هنا حذرت المنظمات العالمية المهتمة بشئون الطفل من استغلال الأطفال في هذه الخلافات وجعلهم في صدارة المشهد الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلي إلحاق أضرار كبري بهم وربما تتعرض حياتهم لأخطار حقيقية. الأيام القادمة هي التي ستكشف لنا عن حل لهذا الموقف المعقد.. فالمواطنون لم يعودوا يتحملون مظاهر العنف والتوتر في الشارع.. والإخوان مصرون علي عدم التراجع ظناً منهم أن ذلك سيعيد مصر إلي الخلف تحت ضغوطهم.. والجيش والشرطة لم يكشفا حتي الآن عن خططهما لفض هذه الاعتصامات. الإخوان تصرفوا بطريقة خاطئة في إدارة أمور الدولة.. و ها هم مصرون علي أن يسيروا في طريق التحدي إلي آخر مدي.. فلمن ستكون الغلبة.. للإخوان أم للشعب ومعه الشرطة والجيش؟! الله أعلم.