إذا كانت الأنهار ليست من صنع البشر تجري بمشيئة الخالق .. فليس من حق أحد أن يعوق حركتها أو جريانها.. وهذا هو منطق الأمور.. يقول به كل عاقل سوي!! بمعني آخر.. ليس لأحد فضل في جريان الأنهار وليس من حق دول المنبع أن تدعي ما ليس لها فتحرم دول المصب من حق تاريخي وطبيعي وجغرافي تحت أي زعم أو ادعاء. من حق الجميع أن يستفيد من نهر النيل. سواء دول المنبع أو أثيوبيا حيث الهضبة الأثيوبية التي تمد نهر النيل بنحو 86% من موارده المائية. من حق الاثيوبيين الاستفادة بنهر النيل دون أن يلحقوا ضرراً بالآخرين .. وعليهم أن يدركوا الفارق الشاسع بين سد يقام في مصر آخر دول حوض النيل ودولة المنبع.. فمصر عندما أقامت السد العالي كانت أول محاولة عبقرية لترويض نهر النيل والسيطرة علي جموحه الهادر الذي لا يتوقف.. وفيضانه الذي يغرق البلاد.. ولم تكن بعدنا دولة أخري يمكن أن تتضرر من هذا الصنيع "بناء السد العالي". لكن أن تقيم إثيوبيا سداً يزيد ارتفاعه كثيراً عن السد العالي وكذلك رقعته ومساحته. بقصد تخزين .. كما يتردد 73 مليار متر مكعب.. فهذا يلحق ضرراً بالغاً بمصر ومواردها وحصتها المائية هذا إن نجح المشروع ولم يتعرض للانهيار حسبما يتوقع العلماء .. كما أن الأضرار التي قد تلحق بدول المصب لا تقل خطورة حال انهيار السد الإثيوبي "سد النهضة". اذن سد النهضة يمثل خطراً داهماً في كل الأحوال .. اذا أقيم وفق حسابات هندسية وفنية وتقنية عالية.. أو اذا كان هشاً ومعرضاً للانهيار. السؤال: هل يمكن أن يكون الهدف من اقامه مثل هذا السد هو انهياره لاغراق الآخرين؟! الجواب: من يدري؟!