بينما انقطعت الاتصالات عن المواطنين المصريين يوم الجمعة 28 يناير وبدأت عمليات السلب والنهب في الانتشار بمختلف المحافظات. وبدأ الكل في مغادرة مكانه وترك العمل. وشعر الجميع بالانعزال عن العالم. كان هناك شباب من نوع خاص قرر ألا يترك مكانه. وأن يساعد المواطنين بكافة طوائفهم في هذه الأزمة. إنهم شباب الدليل 140 بالمصرية للاتصالات. فبمجرد فرض حظر التجوال. وملاحظة زيادة عدد المكالمات التي تحوي استغاثات من المواطنين. تم علي الفور اتخاذ قرار داخلي من العاملين بتحويل 140 من مجرد رقم استعلامات إلي خدمة طوارئ علي مدار الساعة تتصل مباشرة بغرفة عمليات قيادة الجيش. وتحول الدليل إلي ما أشبه بغرفة عمليات. يقول محمد منصور أحد المشرفين بالدليل: قام العاملون مباشرة بتكوين فرق عمل تقوم بتدوين استغاثات وشكاوي المواطنين وتصنيفها ومن ثم نقل الصورة بشكل دقيق للجيش. ولم يكتفوا بذلك بل كان هناك نوع من المتابعة مع العميل المبلغ حتي الاطمئنان علي وصول قوات الجيش إليه ويروي أحمد عبدالعال مقدم الخدمة بالدليل كيف كان رد فعل العملاء الذين قدروا جهد العاملين بالدليل. وكيف انهالت عليهم مكالمات الشكر والتقدير. وقام بهجت مشالي. مقدم خدمة. بإعداد برنامج "سوفت وير" يتم من خلاله تسجيل شكاوي العملاء بكافة أنواعها سواء كانت شكوي من نقص سلع بالسوق أو مشكلات حجز طيران أو مشكلات كهرباء أو بترول وغيرها من المشكلات المصاحبة للأزمة. ليتم الاتصال بعد ذلك بالجهة المختصة بكل نوع والمتابعة معها حتي تنتهي المشكلة. ولم يكتف العاملون بذلك بل سعوا للإعلان عن تواجدهم في خدمة الجمهور عبر وسائل الإعلام. وتم ذلك من خلال شبكات تليفزيون النيل. وبعد ذلك كان تصريح السيد رئيس الوزراء أحمد شفيق عن تخصيص هذا الرقم لمساعدة المواطنين. وهو الأمر الذي تسبب. كما يقول المسئولون عن الدليل. في زيادة عدد المكالمات الواردة بنسبة 150%. يقول العاملون إن هذه الفترة كانت من أفضل فترات العمل لديهم. شعورا بالثقة التي يضعها المواطنون في 140. والشعور بالقيام بدور حيوي كجهة اتصالات قررت البقاء ساهرة إلي جانب العملاء في وقت انقطعت عنه كل وسائل الاتصال.