* سيدتي.. لا اصدق انني سأجد من يستمع لمشكلتي التي تزداد حدتها كلما اقترب موعد الاحتفال بعيد الأم.. فالمشكلة هي أمي ولكن ليست مشكلتي أنا ولكنها مشكلة حبيبتي وأهلها مع والدتي ليتسع لي صدرك لأحلي لك ما أعانيه من حبي ومن حبيبتي.. بدأت الحكاية بقصة حب لزميلتي في العمل هي فتاة منطلقة مرحة.. لا يملك أي شاب طبيعي إلا ان يحبها وهكذا فعلت.. وطلبت منها ان تمهد لي عند أهلها لخطبتها ورحبوا بي جدا.. واخبرت والدتي بذلك وفرحت جدا.. إلي هنا ولا يوجد مشكلة من وجهة نظر كل من سيقرأ رسالتي.. ولكن المشكلة بدأت بعد أن زرنا أهل حبيبتي وبدأ الاتفاق علي المهر والشبكة والتفاصيل الدقيقة التي لم يحدث عليها خلاف حقيقي.. إنما اشتعلت الأزمة عندما قالت أمي لأهل حبيبتي بأنني سأعيش معها في الشقة علي اعتبار انني وحيدها ولأنها منفصلة عن والدي ولا تستطيع العيش بمفردها.. هنا بدأت المشكلة.. والدة خطيبتي تريد ان تستقل ابنتها وأمي ترفض التنازل وحبيبتي تسمع لكلام أمها بشدة حتي انها وضعت علاقتها بي والزواج في كفة واقامتنا مع أمي في الكفة الثانية ومالت كفتها طبعا.. وعندما حاولت اقناعها قالت انني ابن أمي وانني أفضل أمي عليها. سيدتي أنا أحب أمي جدا ولن انسي انها لم تتركني لحظة ولم تفكر في الزواج منذ طلاقها من ابي لكنني احب زميلتي جدا ويبدو ان هذا جعل أمي تعاند وتقول لي لو رغبت في العيش بعيدا فأبحث لنفسك عن شقة ولن اشتري شقة ولدي سشقة بمثابة فيلا صغيرة وهنا وجدتني حائرا ليس لدي القدرة علي شراء شقة ولا اعرف كيف اتصرف حتي عندما سألت أمي عن هدية عيد الأم التي تريدها قالت لا أريد هدية.. اريدك بجانبي. سيدتي ماذا افعل وهل حقا أنا ضعيف الشخصية أمام أمي؟ احتاج دعمك لي فهل ممكن؟ ** عزيزي: لا أجد مبررا لحيرتك ولا لحزنك بهذا الشكل.. استمعت إليك جيدا ووجدت ان مشكلتك تكمن في رغبتك الحقيقية ان تأخذ كل شيء وانك لا تفكر بشكل منطقي مرتب.. بل انك لم تجنح لرغبة والدتك برا بها وإنما قلة حيلة منك بمعني انك لو ملكت المال الذي يشتري لك شقة لربما نزلت علي رغبة حبيبتك.. تلك التي بدأت حياتها معك باتهامك بأنك - ابن أمك - وهذا اغضبك ودعني أسألك: ابن من انت إذن؟ انت ابن أمك وهي ابنة أمها وهذا ليس اهانة أو سبة فالفارق كبير بين ان تصفك بضعف في الشخصية وان تقول لك ابن أمك.. الأولي سبة والثانية حقيقة.. ان لم تكن من باب حقيقة النسب فليكن من باب انها من يزوجك.. فلا تملك حق الرفض ولكن هذه ليست القضية الحقيقية.. القضية الحقيقية يا صديقي تكمن في ان اسرة حبيبتك تريد ان تفرض عليك رؤيتها ورغبتها دون مراعاة ظروفك وأمك.. وفي تصوري ان هذه بداية خاطئة فهم لم ينظروا لتضحيتها ولا لوحدتها لو ابتعدت أنت عنها ولم يتركوا الأمر للتجربة فقد ترتاح ابنتهم مع والدتك التي هي بالضرورة أمها ايضا.. لكن الأمر قد يحتاج تدخلك بشكل حاسم ورجولي مع حماك.. أخبره ان واجبك نحو أمك يحتم عليك عدم التخلي عنها.. وأنك لو فعلت فيجب ان يقلق تجاهك بدلا من اتهامهك بالضعف أمامها وانك لو تخليت الآن عن أمك ستتخلي عنه ابنته ذات يوم. يا عزيزي.. حسم الأمور في بداية الزواج من أهم الأمور فما ستضعه من قواعد الآن سيكون منهجا لحياتك.. وأعلم ان الحب قد تجده مع أخري ولكنك لن تجد أما أخري لذا ادعوك لعدم جرح والدتك وأوصيك بها خيرا وأقول لك إلا أمك.. عليك أن تفهم بعيدا عنها السبب في الرفض وطمأنتهم.. أما إذا كان الأمر لا يعدو التحكم.. فلا تبع أمك.. بفتاة كل ما تملكه خفة الروح والجمال بينما غاب عنها العقل فمهما يكن حلمها بالاستقلال بك.. كان عليها ان تفكر بأن هذا لا يكون علي حساب أمك.. فكر بني والله معك ولا تنس أمك ثم أمك.. فهذه وصية سيد الخلق.. ولتكن هديتك في عيدها طاعتها فقد وافقت علي كل شيء ولم تعرقل أي اتفاق.. وكل عام وكل الأمهات بخير.