* عمري 27 عاماً.. تخرجت في الجامعة.. مشكلتي تمتد لأكثر من أربع سنوات.. كنت وقتها في المرحلة الثالثة بالجامعة.. عندما خطبت لي والدتي ابنة خالي من البلد. كل شيء تم بشكل تقليدي جداً. ولعل فرحتي بالخطوبة وأن يكون لي عروس. انستني أنه ليس هناك تفاهم أو قبول بيننا وبعد شهرين بالضبط قررت أن أتركها.. لكن والدتي رفضت ولخوفي من غضب أمي التي لا تريد أن تخسر أخيها أكملت مشوار الخطوبة.. وأما والدي فقام بشراء بيت لي ولاخوتي حتي نتزوج فيه. ولكن حدثت المفاجأة فمنذ عامين قابلت فتاة ابنة أحد أصدقاء أسرتنا.. تفاهمت معها ووجدت راحة إليها وحتي بعد أن سافرت.. ظللنا علي اتصال معاً رغم أن أحدنا لم يعترف للآخر إلا بعد فترة بمشاعره.. وقد جاء الاعتراف تلقائي وتعلقنا ببعضا.. وهي لا تريدني أن أترك ابنة خالي.. لأنها لا تقبل أن تكون السبب في إيذاء مشاعر إنسانة أخري. مر علي خطوبتي أربع سنوات.. ولا أشعر نحو خطيبتي بأي مشاعر مما دفعني لسؤال الشيوخ.. هل أنا ظالم لو تركتها.. قال لي الشيخ: إن عصيان أمي ليس عصياناً لله في هذا الشأن. والآن أفضل من الغد.. وعن غضب أمي قال إنها ستغضب قليلاً ثم تعود وترضي عني.. بناء علي هذا ابلغت والدتي بأنني غير راغب في خطيبتي وابلغنا خالي بفسخ الخطبة وهكذا انتهي الموضوع.. وتنازلت ابنة خالي عن الشبكة وهذا تصرف محترم من إنسانة علي خلق. بعدها قمت بزيارة حبيبتي وعرف الجميع أنني تركت ابنة خالي لأجل هذه الفتاة.. وعلي الرغم من أن حبيبتي كانت قد اتخذت موقفاً وابتعدت عني فترة لأنني تركت خطيبتي إلا انني قررت خطبتها لكن والدتها لم تقبل بي بسبب خطبتي لابنة خالي وتركي لها. حاولت ان أشرح لها بأنها لا دخل لها هي وابنتها في الموضوع وأنني غير راغب في الزواج من ابنة خالي من البداية وكنت أفكر في تركها.. ثم تحدثت مع أخيها فقال لي إنه سيحاول مع والدته.. ولكنها رفضت تماماً حتي أن تستمع إليّ والسبب ابنة خالي التي تركتها.. ولكن حبيبتي قالت لهم انها تريدني ووافق كل من في البيت علي ذلك إلا والدتها.. وبالطبع تعرقل كل شيء. حاولت أن اعرف السبب الحقيقي وبالضغط علي حبيبتي عرفت أن الرفض سببه مشاكل أخي غير الشقيق مع آخرين.. وبالطبع هي مشاكل مادية ثم قالت لي سبباً آخر وهو أن أمي تعمل بوابة في عمارة.. مع أن لنا بيتنا الخاص ولكن هذا ما حدث.. الآن لا أعرف كيف أقنعهم ولا اعرف كل اصل لحبيبتي فهل لديك حل لنا..؟ بدون توقيع ** يا صديقي لمشكلتك شقان. الأول هو تركك لابنة خالك والأزمة التي وضعت والدتك فيها وإن لم تظهر الآن ستظهر غدا عندما تتزوج سيظل في قلب الأسرتين غصة وخاصة أهل الفتاة.. وإن عاملوك بكرم زائد وردوا إليك الشبكة.. فأنا أعتقد أنك خسرت هذه الفتاة لأن هذا التصرف يشي كيف هي وكيف أخلاقها.. لكنك لا تشعر ناحيتها بما يقيم حياة أسرية ناجحة فلا بأس مما فعلت. تبقي المشكلة الثانية وهي والدة حبيبتك تلك التي ترفضك لأشياء لا دخل لك بها أولها مشاكل أخيك غير الشقيق وعمل والديك وإن كنت أعجب من هذا فقد قلت أنك تعرفت علي الفتاة لانكم أصدقاء واعني هنا أسرتها وأسرتك.. فما الجديد الذي جد علي تلك العلاقة التي اظنها متكافئة؟ فالأصدقاء غالباً يكونون متكافئين. عموما في تصوري أن الأم التي تضن عليك بابنتها لن يكون أمامك إلا الحديث معها مرة أخري وأن تترك أسرتم ان قبلت بالحديث معها ولكن إن رفضتك فلا تهين أسرتك أمام تعنتها وأترك هذه القضية لفتاتك فقد قدمت حسن النية وإن لم يحدث فما عليك إلا محاولة نسيان الأمر والبحث عن عروس تشعر معها بالقبول وتبدأ معها من جديد ولا تبك وأذكر أنني قرأت ذات مرة في أحد الكتب أن هناك درساً ألقاه أحد المعلمين علي تلاميذه عندما دخل الفصل ومعه زجاجة لبن وتعجب الطلاب ما علاقة زجاجة اللبن بالدرس الذي سيأخذونه وما هي إلا لحظات وضرب المدرس زجاجة اللبن بيده فأنكسرت وسال اللبن وشربته الأرض.. ثم نظر المدرس إلي التلاميذ وقال أريدكم أن تذكروا هذا الدرس جيداً.. لأنم مهما شددت شعرك فلن يعود اللبن ولا الزجاجة فلماذا تسمح للهم والنكد أن يسحقا حياتك فلن تستعيد قطرة واحدة وان كان من الممكن أن تتلافي الخسارة بشيء من الحيطة والحذر.. لذا الحل هو أن تمحو أثر الحزن وننسي ما حدث ونعمل لتمر الحياة ونعبرها بلا آلام. والمعني الذي أقصده أنك فرحت بالخطوبة فحطمت مشاعر ابنة خالك وأحببت إنسانة يرفضك أهلها فتحطم قلبك أليس من الافضل التروي والتفكير في كل شيء قبل أن تخطو..؟ اعتقد ذلك.. فكر كيف تمر من تلك الأزمة بلا خسائر ولا تتمسك بمن يرفضك ويتكبر علي والديك ولا تنسي أنهما قدما لك الحب والرعاية والتعليم الجامعي والبيت الذي يضم أحلامك أنت وزوجة تحقق بها حلم الأسرة. يا صديقي تأكد أن تجنب اهانة والديك تستحق منك التضحية خاصة انها جاءت من أصدقاء لهم يعرفون أن عمل البواب أو البوابة ليس سبة في جبين من يعمل به.. ولك ولوالديك تحياتي.