رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 2-10-2025 في البنوك    أسعار الخضروات اليوم الخميس 2-10-2025 في قنا    محافظ أسيوط: ربط إلكتروني بين الوحدات المحلية وجهاز تنمية المشروعات لتيسير إجراءات تراخيص المحال ودعم الاستثمار    مظاهرات في تركيا احتجاجا على اقتحام إسرائيل سفنا لأسطول الصمود    عاجل- الولايات المتحدة تؤجل تطبيق الرسوم الجمركية على واردات الأدوية    راموس بعد إسقاط برشلونة: نحن الأبطال ويجب أن نثبت ذلك في الملعب    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ربع نقل بحدائق أكتوبر    موعد مباراة روما وليل في الدوري الأوروبي    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    الرعاية الصحية: إنشاء وحدتين لزراعة النخاع بمجمع الأقصر الدولي والسويس الطبي    وزير الخارجية يؤكد تضامن مصر الكامل مع السودان ودعم سيادته ووحدة أراضيه    كوبا تخطف نقطة من إيطاليا وصعود الأرجنتين فى كأس العالم للشباب.. فيديو    السيسي يصدر قرارًا جمهوريًّا جديدًا، اعرف التفاصيل    خبير مصرفي: تثبيت أسعار الفائدة الأقرب في أكتوبر لمواجهة ضغوط المحروقات    السودان: سنجري مراجعة تفصيلية لملف السد الإثيوبي    بقرار جمهوري، مجلس الشيوخ يفتتح اليوم دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    مصرع شخص وإصابة 5 في حادث انقلاب ميكروباص بالشرقية    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    قصور الثقافة تعلن مد فترة استقبال الأعمال المشاركة بمسابقة النصوص الدرامية القصيرة جدا    رحيل بشير أحمد صديق شيخ القراء فى المسجد النبوى عن عمر ناهز 90 عاما    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2-10-2025 في محافظة قنا    3 شهداء و13 مصابًا في قصف إسرائيلي على خيام النازحين بدير البلح    عاجل - حقيقة إغلاق المدارس والإجراءات الوقائية.. رسالة عاجلة من الصحة بشأن ظهور HFMD بين الطلاب    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    تعطل الاتصالات والإنترنت بالقاهرة اليوم.. والسبب المتحف المصري الكبير    معركتك خسرانة.. كريم العدل يوجه انتقادات حادة لمخرج فيلم «اختيار مريم»: انتحار فني كامل    بهدفين لا أجمل ولا أروع، المغرب يضرب البرازيل ويتأهل لثمن نهائي مونديال الشباب (فيديو)    البابا تواضروس الثاني يترأس قداس تدشين كاتدرائية الأنبا أنطونيوس والأرشيدياكون حبيب جرجس بأسيوط الجديدة    المسرح المتنقل يواصل فعالياته بقرية نزلة أسطال بالمنيا    شركة مايكروسوفت تطلق "وضع الوكيل الذكي" في 365 كوبايلوت    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    «قولاً واحدًا».. خالد الغندور يكشف رحيل فيريرا عن تدريب الزمالك في هذه الحالة    بلاغ أم يقود لضبط مدرس متهم بالاعتداء على طفل فى الأهرام    متى يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025 رسميًا؟ استعد ل تغيير الساعة في مصر    الدكتور محمود سعيد: معهد ناصر قلعة الطب في مصر وحصن أمان للمصريين    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    الحمل بيحب «الروايات المثيرة» والحوت «الخيالية».. ما نوع الأدب الذي يفضله برجك؟    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب: شهادة «العذرية» ليست Big Deal !
نشر في صباح الخير يوم 28 - 09 - 2010


نواصل فتح الملف الشائك .. شرف البنت
شباب: شهادة «العذرية» ليست Big Deal !
وبنات: ظلم وإهدار للكرامة
لازلنا نطرح التساؤلات ونرصد هذه الحالة من الارتباك والخلل الواضح في عدة مفاهيم جعلت شبابا يطلب من الزوجة المستقبلية الذهاب إلي طبيب لاستخراج شهادة بأنها «عذراء» ولم تجر عملية شرطا لإكمال الزيجة وإتمام الزفاف.
بعضهن رفضن بشدة استخراج الشهادة وأخريات وافقن علي استخراج الشهادة، ولكنهن طلبن الطلاق.. وأخريات خفن من نظرة المجتمع المحيط إذا ما رفضن استخراج الشهادة.

أمي ساعدت خطيبي علي إهدار كرامتي
قبل أن أسألها قالت لي رحمة 25 سنة أرجوك دعيني أتكلم. فمنذ أن صدمتني أمي وساعدت خطيبي علي إهانة كرامتي، لم أستطع أن أتحدث مع أي شخص.
أنا رحمة عبد اللطيف 25 سنة خريجة معهد فني من أسرة علي قد الحال، توفي أبي ونحن صغار فتولت أمي تربيتي أنا وأخي الذي يصغرني بست سنوات، وبالرغم من أن الحالة المادية كانت ضعيفة إلا أن أمي لم تبخل علينا بشيء وعملت في أكثر من مكان لتلبي احتياجاتنا. وبعد أن حصلت علي الشهادة وجدت وظيفة في أحد المحلات بمرتب 350 جنيهاً فقبلتها حتي أساعد أمي بالرغم من أن هذه الوظيفة كانت تضطرني للرجوع إلي البيت في ساعات متأخرة من الليل.
وفي أحد الأيام جاءت والدتي لتخبرني بأن قريب أحد جيراننا رآني أثناء عودتي إلي البيت فأعجب بي ويريد التقدم لخطبتي لكني سألت والدتي: وهل نستطيع الآن أن نتكفل بمصاريف الزواج وتجهيزاته فأجابتني قائلة: رزق البنت وراء الباب، وأنا نفسي أشوفك عروسة في بيتك علشان لو مت أبقي مطمئنة عليك.
وبالفعل قابلت هذا الشاب في بيتنا، وأعجبت به وتمت الخطبة.
كان حاصلاً علي نفس شهادتي لكنه يعمل حارساً بأحد العقارات، ولديه سوبر ماركت يقوم بتأجيره مقابل مبلغ شهري، وبالرغم من أنه كان يعرف كل شيء عني وعن أسرتي ويعلم أنني أساعد أمي رفض أن أستمر في عملي بحجة أنني أعود إلي البيت في ساعة متأخرة، وبالرغم من رفضي ذلك لاحتياجي الشديد للمال لكن أمي وافقت علي طلبه قائلة: إنه يريد أن يريحني، أما عن مشكلة المال فسوف تتصرف بمفردها وربنا هيعينها.
وبالفعل مرت شهور الخطبة كالضيف الثقيل ليس لأنني لا أحبه لكن الحمل كان صعباً علي أمي، فجهازي أرهقها كثيراً بالإضافة إلي أن أخي الصغير كان يعمل في إجازات الصيف حتي يوفر مصاريفه.
وجاء موعد الزواج فطلب مني خطيبي أن أخرج معه بحجة شراء بعض الأشياء الخاصة به، لكني فوجئت به يتوجه بي إلي أحد أطباء النساء والتوليد، فلم أفهم ما يحدث، وبسؤاله أخبرني أنه يريد أن يأخذ من الطبيب شهادة تثبت أنني عذراء.
بعد هذه الجملة صمتت «رحمة»، وقطعت صمتها بسرعة متسائلة عن رد فعلها فقالت لي: تركته علي الفور وعدت إلي بيتي غير مصدقة وما أن رأيت أمي حتي انفجرت في البكاء وأنا أقص عليها ما تعرضت له فلم تصدق وقالت لي: إنها ستتحدث معه وبالفعل استدعته إلي المنزل وجلست معه فترة طويلة وأخبرها أن طلب هذه الشهادة ليس معناه أنه يشك في شرفي، لكن هذا زيادة اطمئنان، خاصة أنني كنت أرجع من عملي في أوقات متأخرة.
رفضت أمي ما يقوله لكنه هددها بأن هذا شرطه لإتمام الزواج ثم غادر المنزل، عند هذا الحد ظننت أن أمي ستفسخ الخطبة لكني فوجئت بها تأتي وتقول لي: مافيهاش حاجة يارحمة.. الراجل مابيشككش فيك.. عديها علشان خاطري، دي شهادة وخلاص.
فصرخت فيها باكية: لا لن أفعلها، فهو بذلك يهين كرامتي وأنا لن أقبل. ولأول مرة أري أمي تنهار أمامي قائلة: يابنتي أنا ما صدقت أجهزك وأزوجك لواحد يكون ظهرك وسندك في الدنيا وأنا لو عشت النهارده مش هاعيش بكرة، كفاية قلقي علي أخوك. رضخت لطلب أمي، ورغبة خطيبي فلم يكن بيدي أن أفعل غير ذلك.
ذهبت إلي الطبيب لكن هذه المرة مع أمي، وبعد أن تم كل شيء رجعت إلي منزلي شبه غائبة عن الوعي، وفي المساء جاء الرجل الذي خطبني (علي حد تعبيرها) وما أن رآني حتي ابتسم في وجهي ابتسامة الظافر، وطلب من أمي تحديد موعد الزواج، وبينما هم يتناقشون في موعد الزواج، لم أدر بنفسي إلا وأنا أصرخ: لن أتزوجك فلم أعد أريدك زوجاً لي وأنهيت بذلك هذه المأساة، ودخلت بعدها حجرتي وانهرت في بكاء شديد.
ولماذا تراجعت فجأة خاصة بعد تنفيذك لما طلبه منك؟
لم أستطع تحمل ظلم نفسي أكثر من ذلك، فأنا أعترف أنني أخطأت في حق نفسي وكرامتي عندما وافقت علي ما طلبه مني. لكني فعلت هذا إرضاء لوالدتي التي انهارت أمامي وتمنت أن تراني في كنف رجل، لكن أي رجل هذا الذي يطلب من زوجة مستقبله شهادة تثبت أنها عذراء، فعدم وجوده أفضل.
والحقيقة أنني ارتحت كثيراً فبكائي الشديد وصراخي فيه ساعداني بعض الشيء علي مسامحة نفسي التي ارتكبت في حقها إثماً كبيراً، لكن ما يقلقني هو أن أمي خاصمتني ولاتريد أن تتحدث معي حتي الآن وتتهمني بأنني سرقت فرحتها التي كادت أن تتحقق. والكارثة أنها تخيفني وتقول لي: إنني سوف أتعرض لفضيحة كبيرة إن حكي خطيبي ما حدث لأي شخص، وبالتالي فلن يتقدم أحد للزواج مني، فالمجتمع لايعترف بفتاة حولها شكوك.
الخوف من المجتمع
أما أسماء 23 سنة فمشكلتها أنها خافت أن تحكي لأحد عما طلبه زوجها منها. فيتم اتهامها بأنها تخشي استخراج الشهادة لأنها تخرجت في كلية السياحة والفنادق، وعملت في أحد الفنادق الشهيرة، طلب منها زوجها إحضار شهادة إثبات عذرية، فرفضت لكنها في نفس الوقت خافت أن تخبر أحداً حتي أهلها، وخافت أيضاً أن تلجأ إلي المحكمة لطلب الطلاق.
تقول أسماء: زوجي كان زميل أختي التي تكبرني بعامين في كلية الزراعة تعرفت عليه عندما كنت أزورها في إحدي المرات، ومنذ اليوم الأول الذي رآني فيه طلب من أختي أن يتقدم لخطبتي، والحقيقة أنني الأخري أعجبت به من اللحظة الأولي، ورغم تحذيرات أختي لي بأنه شخص غريب الأطوار، وله آراء متشددة في بعض الموضوعات إلا أنني وافقت علي الخطوبة وكانت فترة رائعة شعرت فيها أنه الرجل المناسب لي بكل الأشكال، فقد كان كريماً لايبخل علي بأي شيء، وحنوناً جداً كما أنه كان يحتويني مثل أبي جذبني وأكثر ما أعجبني فيه هو اعتماده علي نفسه منذ سن السابعة عشرة، فباختصار لم أجد أي شيء يعيبه.
ومرت سنتان من الخطوبة وتخرج خطيبي من الجامعة فطلب من والدي إتمام الزفاف لكن والدي أصر علي أن يكون الزواج بعد سنتين أخريين حتي أتمكن من إتمام دراستي وأتخرج من الجامعة فرضخ لطلب أبي، وفي هذه الأثناء عرضت عليه وظيفة في إحدي الدول الأوروبية، فشجعته علي السفر لأنها فرصة جيدة، وعندما يرجع أكون قد انتهيت من دراستي ونتزوج.
وبعد مرور السنتين أخبرنا أن عقده تم إمداده لسنة أخري، وإذا رفض ستضيع عليه فرصة كبيرة.
ومن هنا اضطررت أن أعمل حتي أشغل وقتي إلي أن يعود بعد سنة، فقد كان رافضاً عملي بعد الزواج، لكني أقنعته بأن أعمل بشهادتي في أحد الفنادق حتي يعود ونتزوج. ومرت السنة ورجع خطيبي لكنني فوجئت بشخص آخر أمامي.
وكيف؟
لم أشعر منه بالحنان أو الاحتواء الذي كان يجذبني إليه، وكل ما فعله عند عودته هو المجيء إلينا وطلبه من أبي سرعة تحديد موعد الزفاف حتي يأخذني معه للخارج، فوافق أبي تحت ضغط مني. واتفقا أن نكتب الكتاب وبعدها بأسبوعين نتزوج وأسافر معه لكني فوجئت به بعد كتب الكتاب يسألني أسئلة غريبة عن حياتي وقت غيابه.
أسئلة مثل ماذا؟
هل كان لك أصدقاء رجال، وإلي أي مدي وصلت بينكم حدود الصداقة. وهل كنت تمكثين كثيراً خارج المنزل؟
وبما إنك كنت تتعاملين مع سياح، هل حاول أحدهم التقرب منك؟ كل هذه أسئلة كان يستجوبني بها، وكلها كانت تمهيداً للقنبلة التي أطلقها علي مسامعي.. فقد قال لي: أريدك أن تذهبي إلي الطبيب وتجري بعض الفحوصات التي يتم إجراؤها قبل الزواج، وفي نفس الوقت أريد شهادة تثبت أنك مازلت عذراء، فلم أقو علي الحديث بعدها.
ألم تتوقعي طلبه؟
لا لم أتوقع طلبه أبداً، لذلك أصبت بصدمة شديدة، ومكثت في منزلي عدة أيام وانعزلت عن الجميع ورفضت أن أتحدث مع أحد.
؟ ألم يحاول الاتصال بك بعدها؟
اتصل مرة واحدة وأخبر أختي أن أستعد للزواج وأن أذهب لأقوم بتنفيذ ما طلبه مني، وعندما حاولت أختي الاستفسار مني عما يريد زوجي أن أقوم به، هربت من سؤالها ولم أقل لها الحقيقة.
وما السبب الحقيقي الذي كان يخيفك من قول الحقيقة؟
نحن نعيش في مجتمع شرقي ذكوري لاينظر أبداً إلي الرجل بأي نظرة سيئة، فالمرأة هي المتهمة دائماً حتي ولو كان الرجل هو المخطيء، وفي حالة كحالتي لن يقول الناس إنه أخطأ في طلبه لكنهم سيقولون إنني فعلت شيئاً سيئاً أثار الشك والريبة في قلبه من ناحيتي، وحتي وإن كنت بريئة، وقد كان هذا تفكيري وقتها.
وحتي أهلك؟
كنت أريد ألا أحملهم هموم ومصائب مثل هذه المصيبة لكني سأضطر آسفة أن أخبرهم خاصة بعد أن أنذرني زوجي بضرورة الانصياع لأوامره حتي لايجبرني علي ذلك عن طريق ذهابه إلي المحكمة وطلبه عرضي علي طبيب شرعي حتي يتأكد بسرعة أنني مازلت عذراء ثم يأخذني ويسافر.
وهل ستستجيبين؟!
بالطبع لا. فكرامتي وكرامة أهلي تأبي علي فعل ذلك، وبصراحة شديدة لقد كنت محتارة كثيراً فيما أفعل لكني بعد أن اكتشفت من ملفكم (شرف البنت) أن هناك حالات عديدة مثلي، قررت أن أفعل مثلما فعلوا وأطلب الطلاق، وإن رفض سأذهب إلي المحكمة.
لقد كنت خائفة من أن يعلم أحد بمشكلتك حتي أهلك لكنك الآن مستعدة للذهاب إلي المحكمة أمام كل الناس؟!!
نعم.. الحق يقوي صاحبه، وأنا أعترف أنني كنت مخطئة في خوفي من نظرة المجتمع. وتحفظي الشديد من أن أحكي لأحد مشكلتي فبعد تفكيري الشديد وجدت أن الناس تتكلم في كل الحالات، لكني في حالة دفاعي عن نفسي سأحتفظ بكرامتي التي هي أهم من كلام الناس.
اعتراف
اعترفت لزوجها أنها كانت تجمعها قصة حب بزميلها في الجامعة لكنه توفي، فطلب منها شهادة عذرية.. رفضت لكنها ترددت في طلب الطلاق خوفاً من أن يطلق عليها المجتمع لقب (مطلقة).
تقول ه م 31 عاماً والتي تخرجت في كلية الحاسبات والمعلومات: انقلبت حياتي رأساً علي عقب بعد ظهور زوجي في حياتي، فقد كنت قبل ظهوره وردة متفتحة مليئة بالحيوية والنشاط، لم أكن أحمل للدنيا أي هموم فبعد أن حصلت علي مجموع كبير في الثانوية التحقت بكلية الحاسبات والمعلومات، وكنت فيها طالبة مجتهدة والأجمل من ذلك أنني تعرفت علي زميل لي يكبرني بعامين ونشأت بيننا قصة حب كبيرة لكنها كانت طاهرة فقد كان حبنا عذرياً.. دائماً كان مصدر حسد وغيرة زملائنا، وقد كان أهلي علي علم بهذا الحب وكنا متعاهدين علي الزواج حتي سرق الموت فرحتنا مات حبيبي في حادث سيارة. توقفت عندي الحياة، فقد أصبت بانهيار عصبي ودخلت المستشفي لمدة سنة فاقدة للنطق فلم أكن أتصور أبداً أن حبيبي مات.
تعب معي أهلي كثيراً فما بين الأطباء النفسيين والعلاج الطبيعي وظللت علي هذه الحالة لمدة خمس سنوات حتي اكتمل شفائي وبدأت في الخروج للتعامل مع المجتمع الخارجي، وياليتني لم أخرج.
لماذا؟
عملت في إحدي شركات الكمبيوتر وهناك تعرفت علي مهندس شاب اعتبرته صديقاً لي، لكنه بعد فترة جاء وطلب أن يخطبني فصدمت من طلبه وذهبت إلي منزلي ولم أذهب للعمل عدة أيام حتي فوجئت به يبحث عن عنواني ويزورني في البيت وبمجرد أن رأي والدي عرض عليه الزواج مني. ولأن أبي كان علي علم بقصة حبي السابقة طلب مني أن أفكر طويلاً وأتمهل في الرد.
وفي هذه الأثناء كنت قد تجاوزت الثلاثين من عمري، وجلست معي أمي وأخبرتني أن فرص الزواج تقل مع تقدم السن، وأن الحي أبقي من الميت، كما أنها «ترجتني أن أوافق» لأنها تريد أن تري أطفالي قبل أن تموت وبعد تفكير كبير وافقت، وخاصة أن هذا الشاب لم يكن به أي عيب.
وبالفعل تمت الخطبة وبعدها بأسابيع قليلة كتبنا الكتاب، وفي إحدي المرات التي خرجت فيها مع زوجي لنشتري الأثاث.. سألني: هل مررت بقصة حب من قبل؟
فأجبته بمنتهي الصراحة: نعم، وحكيت له كل ما سبق أن حكيته وعند انتهائي من الحكي فوجئت به ينظر لي نظرات ريبة وشك لم أفهم معناها، بعدها طلب مني أن نرجع للمنزل. في البداية ظننت أن سبب ضيقه أنني أحببت قبله شخصاً آخر لكن ظني خاب.
وكيف خاب ظنك؟
زوجي المحترم ظن أن الحالة النفسية التي أصبت بها بعد موت حبيبي سببها أنني أخطأت معه، وبعد أن مات لم أجد من يستر علي فضيحتي، ولم يقف ظنه عند هذا الحد، بل تصور أني أجريت عملية حتي أعود بكراً وأستطيع الزواج مرة أخري.
هل قال لك هذا الكلام بنفسه؟
لا لم يقله إلا بعد أن جاء لي في اليوم الثاني وطلب مني ضرورة الذهاب إلي طبيب وإحضار شهادة أنني عذراء، ولم أقم بأية عملية.
وبالطبع انفعلت كثيراً وتشاجرت معه، وعندما سألته عن سبب ذلك قال لي كل الكلام السابق.
وماذا فعلت؟
لم أفعل شيئا، فحتي الآن لم أتصل به أو أكلمه، فأنا رافضة تماماً لكل ما يقوله ولن أفعله، فأنا إنسانة متعلمة خريجة كلية من كليات القمة، حافظت علي نفسي دائما، فكيف ينتهي بي الأمر بأن أذهب إلي طبيب لأحصل منه علي شهادة عذرية.
وفي نفس الوقت خائفة من أن أخبر أهلي حتي لايهدموا مثلما هدمت، فيكفيني ماذاقوه مني خلال السنوات السبع الماضية.
ألم يحاول زوجك الاتصال بك؟
لا لم يحاول وآخر شيء قاله لي: اتصلي بي بعدها تحصلي علي الشهادة. ومن يومها لايتصل بي وقد لاحظت أمي هذا الموضوع وخاصة أنني من يومها لم أذهب إلي العمل.
هل فكرت في طلب الطلاق؟
أنا متأكدة أن الطلاق هو الحل الوحيد لكني خائفة من شيئين أولهما: أن زوجي قد يظن أنني أخطأت بالفعل مع حبيبي السابق، وأن طلبي الطلاق سببه خوفي من اكتشافه هذا الأمر وثانيهما أن يطلق علي المجتمع لقب (مطلقة) وهذا يعني أنني صيد سهل أمام أي رجل، فمجتمعنا الشرقي ينظر إلي المطلقة نظرة سيئة للغاية وأنا لن أتحمل هذه النظرة.
فأنا لا أعرف ماذا أفعل؟
فأنا بين نارين: إما الشهادة الطبية التي تهين كرامتي وإما الفضيحة التي سأنالها عند طلاقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.