«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب: شهادة "العذرية" ليست Big Deal !

بعض الفتيات رفضن بشدة استخراج شهادة العذرية وأخريات وافقن علي استخراج الشهادة، ولكنهن طلبن الطلاق وأخريات خفن من نظرة المجتمع المحيط إذا ما رفضن استخراج الشهادة.
الخلل الواضح
لازلنا نطرح التساؤلات ونرصد هذه الحالة من الارتباك والخلل الواضح في عدة مفاهيم جعلت شبابا يطلب من الزوجة المستقبلية الذهاب إلي طبيب لاستخراج شهادة بأنها "عذراء" ولم تجر عملية شرطا لإكمال الزيجة وإتمام الزفاف هكذا تقول شاهنده الباجورى في تحقيق أجرته لمجلة روز اليوسف.
بعضهن رفضن بشدة استخراج الشهادة وأخريات وافقن علي استخراج الشهادة، ولكنهن طلبن الطلاق.. وأخريات خفن من نظرة المجتمع المحيط إذا ما رفضن استخراج الشهادة.
أمي ساعدت خطيبي علي إهدار كرامتي
قبل أن أسألها قالت لي رحمة 25 سنة أرجوك دعيني أتكلم. فمنذ أن صدمتني أمي وساعدت خطيبي علي إهانة كرامتي، لم أستطع أن أتحدث مع أي شخص.
أنا رحمة عبد اللطيف 25 سنة خريجة معهد فني من أسرة علي قد الحال، توفي أبي ونحن صغار فتولت أمي تربيتي أنا وأخي الذي يصغرني بست سنوات، وبالرغم من أن الحالة المادية كانت ضعيفة إلا أن أمي لم تبخل علينا بشيء وعملت في أكثر من مكان لتلبي احتياجاتنا. وبعد أن حصلت علي الشهادة وجدت وظيفة في أحد المحلات بمرتب 350 جنيهاً فقبلتها حتي أساعد أمي بالرغم من أن هذه الوظيفة كانت تضطرني للرجوع إلي البيت في ساعات متأخرة من الليل.
العريس
وفي أحد الأيام جاءت والدتي لتخبرني بأن قريب أحد جيراننا رآني أثناء عودتي إلي البيت فأعجب بي ويريد التقدم لخطبتي لكني سألت والدتي: وهل نستطيع الآن أن نتكفل بمصاريف الزواج وتجهيزاته فأجابتني قائلة: رزق البنت وراء الباب، وأنا نفسي أشوفك عروسة في بيتك علشان لو مت أبقي مطمئنة عليك.
وبالفعل قابلت هذا الشاب في بيتنا، وأعجبت به وتمت الخطبة.
ساعات العمل المتأخرة ليلا
كان حاصلاً علي نفس شهادتي لكنه يعمل حارساً بأحد العقارات، ولديه سوبر ماركت يقوم بتأجيره مقابل مبلغ شهري، وبالرغم من أنه كان يعرف كل شيء عني وعن أسرتي ويعلم أنني أساعد أمي رفض أن أستمر في عملي بحجة أنني أعود إلي البيت في ساعة متأخرة، وبالرغم من رفضي ذلك لاحتياجي الشديد للمال لكن أمي وافقت علي طلبه قائلة: إنه يريد أن يريحني، أما عن مشكلة المال فسوف تتصرف بمفردها وربنا هيعينها.
وبالفعل مرت شهور الخطبة كالضيف الثقيل ليس لأنني لا أحبه لكن الحمل كان صعباً علي أمي، فجهازي أرهقها كثيراً بالإضافة إلي أن أخي الصغير كان يعمل في إجازات الصيف حتي يوفر مصاريفه.
طبيب النساء وشهادة العذرية
وجاء موعد الزواج فطلب مني خطيبي أن أخرج معه بحجة شراء بعض الأشياء الخاصة به، لكني فوجئت به يتوجه بي إلي أحد أطباء النساء والتوليد، فلم أفهم ما يحدث، وبسؤاله أخبرني أنه يريد أن يأخذ من الطبيب شهادة تثبت أنني عذراء.
بعد هذه الجملة صمتت "رحمة"، وقطعت صمتها بسرعة متسائلة عن رد فعلها فقالت لي: تركته علي الفور وعدت إلي بيتي غير مصدقة وما أن رأيت أمي حتي انفجرت في البكاء وأنا أقص عليها ما تعرضت له فلم تصدق وقالت لي: إنها ستتحدث معه وبالفعل استدعته إلي المنزل وجلست معه فترة طويلة وأخبرها أن طلب هذه الشهادة ليس معناه أنه يشك في شرفي، لكن هذا زيادة اطمئنان، خاصة أنني كنت أرجع من عملي في أوقات متأخرة.
تنازل
رفضت أمي ما يقوله لكنه هددها بأن هذا شرطه لإتمام الزواج ثم غادر المنزل، عند هذا الحد ظننت أن أمي ستفسخ الخطبة لكني فوجئت بها تأتي وتقول لي: مافيهاش حاجة يارحمة.. الراجل مابيشككش فيك.. عديها علشان خاطري، دي شهادة وخلاص.
إهانة الكرامة
فصرخت فيها باكية: لا لن أفعلها، فهو بذلك يهين كرامتي وأنا لن أقبل. ولأول مرة أري أمي تنهار أمامي قائلة: يابنتي أنا ما صدقت أجهزك وأزوجك لواحد يكون ظهرك وسندك في الدنيا وأنا لو عشت النهارده مش هاعيش بكرة، كفاية قلقي علي أخوك. رضخت لطلب أمي، ورغبة خطيبي فلم يكن بيدي أن أفعل غير ذلك.
ابتسامة الظافر
ذهبت إلي الطبيب لكن هذه المرة مع أمي، وبعد أن تم كل شيء رجعت إلي منزلي شبه غائبة عن الوعي، وفي المساء جاء الرجل الذي خطبني (علي حد تعبيرها) وما أن رآني حتي ابتسم في وجهي ابتسامة الظافر، وطلب من أمي تحديد موعد الزواج، وبينما هم يتناقشون في موعد الزواج، لم أدر بنفسي إلا وأنا أصرخ: لن أتزوجك فلم أعد أريدك زوجاً لي وأنهيت بذلك هذه المأساة، ودخلت بعدها حجرتي وانهرت في بكاء شديد.
ولماذا تراجعت فجأة خاصة بعد تنفيذك لما طلبه منك؟
لم أستطع تحمل ظلم نفسي أكثر من ذلك، فأنا أعترف أنني أخطأت في حق نفسي وكرامتي عندما وافقت علي ما طلبه مني. لكني فعلت هذا إرضاء لوالدتي التي انهارت أمامي وتمنت أن تراني في كنف رجل، لكن أي رجل هذا الذي يطلب من زوجة مستقبله شهادة تثبت أنها عذراء، فعدم وجوده أفضل.
الفضيحة
والحقيقة أنني ارتحت كثيراً فبكائي الشديد وصراخي فيه ساعداني بعض الشيء علي مسامحة نفسي التي ارتكبت في حقها إثماً كبيراً، لكن ما يقلقني هو أن أمي خاصمتني ولاتريد أن تتحدث معي حتي الآن وتتهمني بأنني سرقت فرحتها التي كادت أن تتحقق. والكارثة أنها تخيفني وتقول لي: إنني سوف أتعرض لفضيحة كبيرة إن حكي خطيبي ما حدث لأي شخص، وبالتالي فلن يتقدم أحد للزواج مني، فالمجتمع لايعترف بفتاة حولها شكوك.
الخوف من المجتمع
أما أسماء 23 سنة فمشكلتها أنها خافت أن تحكي لأحد عما طلبه زوجها منها. فيتم اتهامها بأنها تخشي استخراج الشهادة لأنها تخرجت في كلية السياحة والفنادق، وعملت في أحد الفنادق الشهيرة، طلب منها زوجها إحضار شهادة إثبات عذرية، فرفضت لكنها في نفس الوقت خافت أن تخبر أحداً حتي أهلها، وخافت أيضاً أن تلجأ إلي المحكمة لطلب الطلاق.
تقول أسماء: زوجي كان زميل أختي التي تكبرني بعامين في كلية الزراعة تعرفت عليه عندما كنت أزورها في إحدي المرات، ومنذ اليوم الأول الذي رآني فيه طلب من أختي أن يتقدم لخطبتي، والحقيقة أنني الأخري أعجبت به من اللحظة الأولي، ورغم تحذيرات أختي لي بأنه شخص غريب الأطوار، وله آراء متشددة في بعض الموضوعات إلا أنني وافقت علي الخطوبة وكانت فترة رائعة شعرت فيها أنه الرجل المناسب لي بكل الأشكال، فقد كان كريماً لايبخل علي بأي شيء، وحنوناً جداً كما أنه كان يحتويني مثل أبي جذبني وأكثر ما أعجبني فيه هو اعتماده علي نفسه منذ سن السابعة عشرة، فباختصار لم أجد أي شيء يعيبه.
ومرت سنتان من الخطوبة وتخرج خطيبي في الجامعة فطلب من والدي إتمام الزفاف لكن والدي أصر علي أن يكون الزواج بعد سنتين أخريين حتي أتمكن من إتمام دراستي وأتخرج في الجامعة فرضخ لطلب أبي، وفي هذه الأثناء عرضت عليه وظيفة في إحدي الدول الأوروبية، فشجعته علي السفر لأنها فرصة جيدة، وعندما يرجع أكون قد انتهيت من دراستي ونتزوج.
وبعد مرور السنتين أخبرنا أن عقده تم إمداده لسنة أخري، وإذا رفض ستضيع عليه فرصة كبيرة.
شخص آخر
ومن هنا اضطررت أن أعمل حتي أشغل وقتي إلي أن يعود بعد سنة، فقد كان رافضاً عملي بعد الزواج، لكني أقنعته بأن أعمل بشهادتي في أحد الفنادق حتي يعود ونتزوج. ومرت السنة ورجع خطيبي لكنني فوجئت بشخص آخر أمامي.
وكيف؟
لم أشعر منه بالحنان أو الاحتواء الذي كان يجذبني إليه، وكل ما فعله عند عودته هو المجيء إلينا وطلبه من أبي سرعة تحديد موعد الزفاف حتي يأخذني معه للخارج، فوافق أبي تحت ضغط مني. واتفقا أن نكتب الكتاب وبعدها بأسبوعين نتزوج وأسافر معه لكني فوجئت به بعد كتب الكتاب يسألني أسئلة غريبة عن حياتي وقت غيابه.
أصدقاء رجال
أسئلة مثل ماذا؟
هل كان لك أصدقاء رجال، وإلي أي مدي وصلت بينكم حدود الصداقة. وهل كنت تمكثين كثيراً خارج المنزل؟
شهادة العذرية
وبما إنك كنت تتعاملين مع سياح، هل حاول أحدهم التقرب منك؟ كل هذه أسئلة كان يستجوبني بها، وكلها كانت تمهيداً للقنبلة التي أطلقها علي مسامعي.. فقد قال لي: أريدك أن تذهبي إلي الطبيب وتجري بعض الفحوصات التي يتم إجراؤها قبل الزواج، وفي نفس الوقت أريد شهادة تثبت أنك مازلت عذراء، فلم أقو علي الحديث بعدها.
ألم تتوقعي طلبه؟
لا لم أتوقع طلبه أبداً، لذلك أصبت بصدمة شديدة، ومكثت في منزلي عدة أيام وانعزلت عن الجميع ورفضت أن أتحدث مع أحد.
ألم يحاول الاتصال بك بعدها؟
اتصل مرة واحدة وأخبر أختي أن أستعد للزواج وأن أذهب لأقوم بتنفيذ ما طلبه مني، وعندما حاولت أختي الاستفسار مني عما يريد زوجي أن أقوم به، هربت من سؤالها ولم أقل لها الحقيقة.
مجتمع شرقي ذكوري
وما السبب الحقيقي الذي كان يخيفك من قول الحقيقة؟
نحن نعيش في مجتمع شرقي ذكوري لاينظر أبداً إلي الرجل بأي نظرة سيئة، فالمرأة هي المتهمة دائماً حتي ولو كان الرجل هو المخطيء، وفي حالة كحالتي لن يقول الناس إنه أخطأ في طلبه لكنهم سيقولون إنني فعلت شيئاً سيئاً أثار الشك والريبة في قلبه من ناحيتي، وحتي وإن كنت بريئة، وقد كان هذا تفكيري وقتها.
وحتي أهلك؟
كنت أريد ألا أحملهم هموم ومصائب مثل هذه المصيبة لكني سأضطر آسفة أن أخبرهم خاصة بعد أن أنذرني زوجي بضرورة الانصياع لأوامره حتي لايجبرني علي ذلك عن طريق ذهابه إلي المحكمة وطلبه عرضي علي طبيب شرعي حتي يتأكد بسرعة أنني مازلت عذراء ثم يأخذني ويسافر.
شرف البنت
وهل ستستجيبين؟!
بالطبع لا. فكرامتي وكرامة أهلي تأبي علي فعل ذلك، وبصراحة شديدة لقد كنت محتارة كثيراً فيما أفعل لكني بعد أن اكتشفت من ملفكم (شرف البنت) أن هناك حالات عديدة مثلي، قررت أن أفعل مثلما فعلوا وأطلب الطلاق، وإن رفض سأذهب إلي المحكمة.
لقد كنت خائفة من أن يعلم أحد بمشكلتك حتي أهلك لكنك الآن مستعدة للذهاب إلي المحكمة أمام كل الناس؟!!
نعم.. الحق يقوي صاحبه، وأنا أعترف أنني كنت مخطئة في خوفي من نظرة المجتمع. وتحفظي الشديد من أن أحكي لأحد مشكلتي فبعد تفكيري الشديد وجدت أن الناس تتكلم في كل الحالات، لكني في حالة دفاعي عن نفسي سأحتفظ بكرامتي التي هي أهم من كلام الناس.
اعتراف
اعترفت لزوجها أنها كانت تجمعها قصة حب بزميلها في الجامعة لكنه توفي، فطلب منها شهادة عذرية.. رفضت لكنها ترددت في طلب الطلاق خوفاً من أن يطلق عليها المجتمع لقب (مطلقة).
تقول ه م 31 عاماً والتي تخرجت في كلية الحاسبات والمعلومات: انقلبت حياتي رأساً علي عقب بعد ظهور زوجي في حياتي، فقد كنت قبل ظهوره وردة متفتحة مليئة بالحيوية والنشاط، لم أكن أحمل للدنيا أي هموم فبعد أن حصلت علي مجموع كبير في الثانوية التحقت بكلية الحاسبات والمعلومات، وكنت فيها طالبة مجتهدة والأجمل من ذلك أنني تعرفت علي زميل لي يكبرني بعامين ونشأت بيننا قصة حب كبيرة لكنها كانت طاهرة فقد كان حبنا عذرياً.. دائماً كان مصدر حسد وغيرة زملائنا، وقد كان أهلي علي علم بهذا الحب وكنا متعاهدين علي الزواج حتي سرق الموت فرحتنا مات حبيبي في حادث سيارة. توقفت عندي الحياة، فقد أصبت بانهيار عصبي ودخلت المستشفي لمدة سنة فاقدة للنطق فلم أكن أتصور أبداً أن حبيبي مات.
تعب معي أهلي كثيراً ما بين الأطباء النفسيين والعلاج الطبيعي وظللت علي هذه الحالة لمدة خمس سنوات حتي اكتمل شفائي وبدأت في الخروج للتعامل مع المجتمع الخارجي، وياليتني لم أخرج.
لماذا؟
عملت في إحدي شركات الكمبيوتر وهناك تعرفت علي مهندس شاب اعتبرته صديقاً لي، لكنه بعد فترة جاء وطلب أن يخطبني فصدمت من طلبه وذهبت إلي منزلي ولم أذهب للعمل عدة أيام حتي فوجئت به يبحث عن عنواني ويزورني في البيت وبمجرد أن رأي والدي عرض عليه الزواج مني. ولأن أبي كان علي علم بقصة حبي السابقة طلب مني أن أفكر طويلاً وأتمهل في الرد.
وفي هذه الأثناء كنت قد تجاوزت الثلاثين من عمري، وجلست معي أمي وأخبرتني أن فرص الزواج تقل مع تقدم السن، وأن الحي أبقي من الميت، كما أنها "ترجتني أن أوافق" لأنها تريد أن تري أطفالي قبل أن تموت وبعد تفكير كبير وافقت، وخاصة أن هذا الشاب لم يكن به أي عيب.
خيبة ظن
وبالفعل تمت الخطبة وبعدها بأسابيع قليلة كتبنا الكتاب، وفي إحدي المرات التي خرجت فيها مع زوجي لنشتري الأثاث.. سألني: هل مررت بقصة حب من قبل؟
فأجبته بمنتهي الصراحة: نعم، وحكيت له كل ما سبق أن حكيته وعند انتهائي من الحكي فوجئت به ينظر لي نظرات ريبة وشك لم أفهم معناها، بعدها طلب مني أن نرجع للمنزل. في البداية ظننت أن سبب ضيقه أنني أحببت قبله شخصاً آخر لكن ظني خاب.
وكيف خاب ظنك؟
زوجي المحترم ظن أن الحالة النفسية التي أصبت بها بعد موت حبيبي سببها أنني أخطأت معه، وبعد أن مات لم أجد من يستر علي فضيحتي، ولم يقف ظنه عند هذا الحد، بل تصور أني أجريت عملية حتي أعود بكراً وأستطيع الزواج مرة أخري.
شهادة عذرية أخرى
هل قال لك هذا الكلام بنفسه؟
لا لم يقله إلا بعد أن جاء لي في اليوم الثاني وطلب مني ضرورة الذهاب إلي طبيب وإحضار شهادة أنني عذراء، ولم أقم بأية عملية.
وبالطبع انفعلت كثيراً وتشاجرت معه، وعندما سألته عن سبب ذلك قال لي كل الكلام السابق.
وماذا فعلت؟
لم أفعل شيئا، فحتي الآن لم أتصل به أو أكلمه، فأنا رافضة تماماً لكل ما يقوله ولن أفعله، فأنا إنسانة متعلمة خريجة كلية من كليات القمة، حافظت علي نفسي دائما، فكيف ينتهي بي الأمر بأن أذهب إلي طبيب لأحصل منه علي شهادة عذرية.
وفي نفس الوقت خائفة من أن أخبر أهلي حتي لايهدموا مثلما هدمت، فيكفيني ماذاقوه مني خلال السنوات السبع الماضية.
ألم يحاول زوجك الاتصال بك؟
لا لم يحاول وآخر شيء قاله لي: اتصلي بي بعد تحصلي علي الشهادة. ومن يومها لايتصل بي وقد لاحظت أمي هذا الموضوع وخاصة أنني من يومها لم أذهب إلي العمل.
هل فكرت في طلب الطلاق؟
أنا متأكدة أن الطلاق هو الحل الوحيد لكني خائفة من شيئين أولهما: أن زوجي قد يظن أنني أخطأت بالفعل مع حبيبي السابق، وأن طلبي الطلاق سببه خوفي من اكتشافه هذا الأمر وثانيهما أن يطلق علي المجتمع لقب (مطلقة) وهذا يعني أنني صيد سهل أمام أي رجل، فمجتمعنا الشرقي ينظر إلي المطلقة نظرة سيئة للغاية وأنا لن أتحمل هذه النظرة.
فأنا لا أعرف ماذا أفعل؟
فأنا بين نارين: إما الشهادة الطبية التي تهين كرامتي وإما الفضيحة التي سأنالها عند طلاقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.