لماذا نرفض الحوار الوطني؟!.. ولمصلحة من؟! هل لمصلحة المصريين ومصر التي تئن من الأوجاع؟! أم لمصالح وحسابات ورغبات خاصة للبعض ربما تخدم الخارج وتهدم الداخل؟! أسئلة كثيرة تدور في ذهني وفي أذهان المصريين الذين يشاهدون نزيف الاقتصاد الوطني والعنف في الشوارع والبلطجة وهو ما زاد عن الحد بما ينذر بكارثة تهدد السياحة في مصر بدليل ان بعض الدول باتت تحذر رعاياها من زيارة مصر. ولا يقتصر الأمر علي ذلك فالخدمات متوقفة والأسعار في تزايد مستمر والدولار ارتفع بشكل كبير مما يزيد من المعاناة ومعدلات الفقر فضلا عن البطالة والتعطل وإغلاق المصانع.. وكل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالا للشك انه اذا استمر الحال علي هذا المنوال فنحن علي وشك الافلاس.. أو ثورة جياع نتيجة توقف الايرادات والسحب من الرصيد النقدي والانقسام والانفلات الذي زاد عن الحد وبات يتطلب من الجميع وقفة مع النفس والتوافق من أجل صالح الوطن والمصريين. لذلك أقول ان الحق كل الحق مع فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذي أكد ان الأوضاع في مصر لا تحتمل أي تأجيل للمصالحة الوطنية بين كافة التيارات. وأتمني أن تؤتي الاتصالات التي تجريها الرئاسة مع كل القوي السياسية للمشاركة في الحوار الوطني ثمارها وأن يوافق الكل علي الجلوس معا لأن كل الأطراف تخسر في الشارع نتيجة العناد والصراع الذي يدفع ثمنه المواطن الغلبان.. والذي أصبح في واد والنخبة في واد آخر. الناس تريد علاجا بالمستشفيات عندما يعانون المرض ويريدون الدواء بأسعار تناسب دخولهم ويأملون في توفير السولار والبنزين والبوتاجاز بلا أزمات أو اختناقات كالتي نشاهدها يوميا في الشوارع ليس في العاصمة وحدها.. بل في كل المحافظات. ويريدون حل مشاكل العشوائيات وتوفير خدمات الصرف الصحي والمياه النقية بالقروي المحرومة.. ويريدون طرقا آمنة بلا حوادث سطو مسلح وبلا سيطرة من البلطجية. ويريدون قبضة قوية من الدولة لمنع قطع الطرق والمواصلات وتعطيل مصالح الانتاج والخدمات. فوق هذا وذاك يريدون ألا نهدم الدولة بأيدينا وألا نسقط النظام الديمقراطي الذي وضعت لبناته ثورة الشباب في 25 يناير .2011 لا تهمنا المسميات المتناحرة.. جبهة إنقاذ أو حرية وعدالة وسلفيين وإخوان إلي آخر قائمة المسميات التي يريد الشارع من أصحابها أن يلتقوا علي الهدف لتحقيق مبادئ الثورة: عيش حرية عدالة اجتماعية.. كرامة انسانية.. بعيدا عن لغة التخوين والتكويش والتهميش التي باتت ظاهرة للعيان والكل يلعب علي طريقة "فيها لاخفيها" فمصر أكبر من الجميع ولا يمكن أن نتركها لفصيل واحد يحكم ويتحكم. القوي الوطنية مطالبة اليوم قبل الغد بنزع فتيل التوتر فيما بينها والنقاش وأن يتسع سقف الحوار إلي كل شيء بلا شروط مسبقة تنسف اللقاء قبل أن يبدأ باعتبار ان مصلحة الوطن تعلو كل المصالح.. وذلك اذا كان هدفنا لم الشمل وليس "الشو" الاعلامي.. فهل نبدأ وبسرعة قبل فوات الأوان أو قبل البكاء علي اللبن المسكوب؟! أتمني لأن كل الجبهات وكما قلت تخسر بسبب الصراع الدائر وكثير من المواطنين بات يري ان النخبة في طريق محفوف بالمخاطر ويختلف عن الطريق الذي نريده والذي يحقق الاستقرار والانطلاق لمصرنا الجديدة التي حلمنا بها بعد ثورة 25 يناير ومازال الحلم قائما بعد سنتين من الثورة دون أن نري بوادر طيبة في الأفق. المصريون يحلمون الآن أكثر من أي وقت مضي بالتوافق علي الاصلاح السياسي دون مغالبة لتحقيق الطموحات والاتفاق علي مشروع قومي أو أكثر للخروج من النفق المظلم الذي أدخلنا أنفسنا فيه.. فتوافقوا يرحمكم الله من أجل 90 مليون مصري. لقطات: ** حذر د. عمرو حسنين رئيس مؤسسة "ميريس" الشرق الأوسط للتصنيف الائتنماني: ان الاقتصاد الوطني لن يصمد أكثر من عام في غياب التوافق السياسي. * نتيجة العناد.. معروفة!! ** الحركة التعاونية تناشد الرئيس والنخبة في بيان: سرعة تحقيق المصالحة والوفاق لإنقاذ الدولة من الانهيار. * يارب يوافقوا. ** الفقيه الدستوري د. ثروت بدوي قال: البحث عن الغنائم سر فشل مبادرات الحوار. * الشارع ذكي. ** قال الرئيس الأمريكي أوباما: لا نستطيع فرض مسار التغيير علي مصر. * أتمني أن تصل الرسالة. ** وقال صديقي: هل سمعت خطاب أوباما أمام الكونجرس الذي تعهد فيه بزيادة دخل الفرد إلي 9 دولارات في الساعة وزيادة الدخل القومي 600 مليار دولار. * أجبته قائلاً: أشاهد مسرحية أخويا هايص.. وأنا لايص!! ** د. شعبان محمود المتهم بالتحريض علي قتل رموز الانقاذ قدم سي دي للنيابة.. وقال لم أصدر فتوي.. وتم إخلاء سبيله بكفالة 5 آلاف جنيه. * الرجوع إلي الحق فضيلة.. يا مولانا!! ** من عناوين الانفلات: الضابط حاول الافلات من كمين البلطجية فأصابوه وقتلوا زوجته بالرصاص. سطو مسلح علي سيارة محافظ البنك المركزي واستشهاد حارسه. * أين الأمان .. ؟!