هل نخرج من حالة الانقسام التي نشهدها الآن وحشود المليونيات والمليونيات المضادة مع وضد الإعلان الدستوري.. وحديث رجال القانون الذين يؤيدون والذين يعارضون وكلهم يسوق العديد من الحجج والبراهين التي تحيرنا!! بصراحة الشعب احتار وكان يتمني بعد الثورة أن تستقر الأحوال وأن نبدأ في مسيرة التنمية وتوفير لقمة العيش ومواجهة البطالة وزيادة الإنتاج كماً ونوعاً ومواجهة العجز في الميزانية. كنا نريد رؤية شاملة تتفق لإقرار الأمن والانطلاق لحل المشاكل ووقف العراك السياسي.. لكننا الآن نعيش مشهداً مأساوياً من إراقة الدماء والمصادمات الجديدة ليس بين الشرطة والمتظاهرين فقط ولكن ايضا بين أبناء الشعب الواحد بدليل سقوط الطفل إسلام مسعود في البحيرة قتيلاً في معركة بين الفريقين المتناحرين بسبب الإعلان الدستوري. المشكلة أننا دخلنا الآن في نفق مظلم.. القضاة علقوا العمل بالمحاكم واعتصموا في ناديهم وفي أندية الأقاليم ويهددون بمزيد من التصعيد.. والمتظاهرون في الميدان يعدون لمليونيات جديدة غير مليونية الثلاثاء الماضي التي أكدوا أنها مليونية حماية الثورة.. وأكدوا ايضا أنهم لن يتركوا الميدان إلا بعد إلغاء الإعلان الدستوري..وانطلقت منذ ساعات مليونية حلم الشهيد. علي الجانب المقابل أعلن الإخوان المسلمون أن هذه الحشود لا ترهبهم وأنهم يستطيعون حشد أعداد مضاعفة تأييداً للإعلان.. بل أكدوا العزم علي تنظيم مليونية اليوم تحت شعار الدستور والشريعة كان مقرراً لها الميدان مما أوقع الخوف في القلوب مما سوف يحدث عندما يلتقي الفريقان المتنازعان خاصة أن المعتصمين بالميدان حتي إسقاط الإعلان الدستوري أكدوا عدم مغادرتهم لأماكنهم. مصدر الانزعاج والخوف من المجهول أن الصدام بين المؤيدين والرافضين للإعلان الدستوري في المحلة كان 250 مصاباً فما بالنا لو وقع هذا الصدام بين مليونيتين من الفريقين؟! دماء بلا حدود وكارثة يدفع ثمنها الوطن المثخن بالجراح والأوجاع.. لذلك كان قرار نقل مليونية الأحزاب الإسلامية إلي جامعة القاهرة موفقاً لنبتعد عن الصراع.. ونتمني أن نستمر علي هذا النهج وأن نتقدم أسرع نحو التوافق المطلوب بعيداً عن العناد الذي نعيشه الآن من كل الأطراف. الموقف صعب ويجب أن نخرج منه وفوراً من أجل مصر التي نريدها قوية دائماً.. ويريدها الأعداء ضعيفة منقسمة علي نفسها لتحقيق مصالحهم علي حسابنا؟! كنت أتمني من الرئاسة أن تتجه بكل قوتها إلي مشروعات تنموية قومية تجمع أبناء الوطن علي قلب رجل واحد. نحتاج مشروعات زراعية وصناعية وفي الطاقة والصحة والتعليم الذي تدهور حاله.. فكل هذه أفكار تنطلق بنا وتحقق النهضة التي سمعنا عنها ولم نشاهدها. أين قانون الحدين الأدني والأعلي للأجور؟!.. ولماذا لم يخرج إلي النور لعلاج التفاوت الكبير في الدخول وتحقيق العدالة الاجتماعية؟! دعونا من تصفية الحسابات والتفتيش في النفوس.. هذا من الفلول وذاك لهو خفي نبحث عنه ولا نجده وآخر إخواني ورابع ليبرالي أو شيوعي وخامس مسيحي إلي غيرها من التصنيفات التي يتسع الوطن لاستيعابها جميعاً دون أدني تفرقة بل ونستطيع توجيهها إلي العمل والإنتاج بدلاً من محاولة الإقصاء. لو فعلنا ذلك بحرفية ووعي فسنخرج بقواعد حاكمة ودستور توافقي يرضي عنه أبناء الوطن. دعونا من استعراض القوة الذي يهدم ولا يبني ويعطي الفرصة للمتربصين في الداخل والخارج للانقضاض علينا. أين العقلاء؟! لماذا يتوارون ولماذا لا يتقدمون الصفوف الآن لقد أكد الأزهر الشريف أن مصلحة الوطن فوق الجميع وناشد رئيس الجمهورية التأكيد علي سيادة القانون والعمل علي سرعة العودة إلي مائدة الحوار مع كل القوي الوطنية لمنع الفرقة والخلاف وتهيئة المناخ المناسب.. وواجبنا أن نتعامل مع هذه الدعوة بسرعة قبل فوات الأوان.. فهل تفعل الرئاسة وكل القوي السياسية والجماعات المتناحرة؟! أتمني من أجل مصر. لقطات: ** أعلن د. أشرف العربي وزير التخطيط تطهير 190 ألف فدان من الألغام بالعلمين والساحل الشمالي بتكلفة استثمارية 23 مليون دولار.. وأن إيطاليا وألمانيا وانجلترا تساهم في التمويل للانتهاء من هذه المساحة قبل نهاية عام .2016 * هل هو مجرد توارد خواطر عندما كتبت الأسبوع الماضي أدعو لضرورة إزالة الألغام؟! ** خسرت البورصة الخميس الماضي 12 مليار جنيه بسبب اضطراب الأوضاع السياسية واستمرار المظاهرات الرافضة للإعلان الدستوري ليصل إجمالي الخسائر في أسبوع إلي 2.31 مليار جنيه. * بالذمة.. مش حرام؟! ** قال الفقيه الدستوري د. ثروت بدوي من يقول ان الرئيس ليس من حقه إصدار الإعلان الدستوري جاهل. وأعلن المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مؤخراً باطل ومنعدم لأنه لا يملك هذه السلطة. * نصدق مين في الأساتذة؟! ** قررت جنايات القاهرة إحالة أوراق 7 من أقباط المهجر إلي المفتي في قضية الفيلم المسئ للرسول. * صحيح.. الحكم غيابي.. لكنه رسالة رادعة! ** الباعة الجائلون صداع مزمن في الرءوس.. يحتلون الأرصفة والشوارع والميادين.. ويمارسون لعبة القط والفأر مع شرطة المرافق. * بصراحة.. كلام المحليات عن الملاحقة والأسواق الحضارية.. "فنكوش".