ضاعت الميدالية البرونزية آخر أحلام الأهلي في مونديال الأندية بعد خسارته من مونتيري بطل المكسيك صفر/ 2 في مباراة لم تكن تعبر عن النادي الأهلي الذي أذهل العالم في أول مباراتين.. فاز في الأولي علي هيروشيما بطل اليابان 1/2 وخسر في الثانية من كورنيثيانز صفر/ 1.. وهي نفس النتيجة التي فاز بها بطل البرازيل علي تشيلسي وحصد اللقب. وبرغم ضياع الحلم إلا أن الأهلي بقي كبيراً في عيون كل المتابعين والمحللين.. نال احترام العامة والخاصة وصفق له كل من تابع البطولة في ظل كل المعوقات التي اعترضت طريق وتكلم عنها الكثيرون ولكن خلال السطور القادمة ستكون هناك رؤية للأهلي وعرض للأسباب التي كانت وراء خسارته من مونتيري وضياع الميدالية.. وأهم المكاسب التي خرج بها المارد الأحمر من البطولة بصفة عامة. في البداية عندما نتكلم عن حسام البدري واختياره لتشكيل المواجهة الأخيرة وتغييراته ليس انقاصاً من قدرته كمدرب كبير أثبت ذلك عملياً وواقعياً ولم يعد هناك مجال للحكم عليه كمدرب مميز.. أم لا.. ولكننا فقط نتكلم عن إدارة موقف. وفي لقاء مونتيري لم يكن البدري موفقاً في التشكيل الذي بدأ به اللقاء.. فما كان ينبغي أن يستبعد ثلاثة عناصر قوية ومؤثرة دفعة واحدة بعد أن دخلت وبقوة في أجواء المباريات وارتفع مستواها بشكل جيد وهم شديد قناوي وجدو والقناص سيد حمدي.. وكان باستطاعته ألا يغيب سيد حمدي الذي تأكد انه ورقة رابحة ومؤثرة.. ولا يبدأ بسيد معوض في مثل هذا اللقاء الصعب والحرج وهو يعلم أن معوض لم يلعب رسمياً منذ فترة طويلة.. وكان باستطاعته الدفع به في جزء من المباراة. وبرغم ذلك وبمرور الوقت لم يكن عبدالله السعيد ووليد سليمان في حالتيهما ولم يقدم كلاهما المطلوب في المباراة الثانية علي التوالي ولم يفكر فيهما وكان أول تغيير له استبدال متعب الذي لم يكن سيئاً ونزول سيد حمدي "مهاجم بمهاجم" بدلاً من دعم الهجوم برأس حربة ثان.. ويظل أبوتريكة مهاجماً ثانياً. وفي التغيير الثاني توقعنا نزول بركات بدلاً من السعيد أو وليد ولم يحدث بل لعب بدلاً من فتحي الذي قال إنه مصاب وكان من الطبيعي أن يلعب بركات في نفس المركز ولكنه أعاد ربيعة فأحدث خللاً في وسط الملعب كان سبباً في سيطرة واضحة للمنافس.. كما لم يتمكن بركات من دخول أجواء اللقاء مثلما هو حال جدو الذي لعب في آخر عشر دقائق. السبب الثاني كان في التألق غير العادي لحارس الفريق المكسيكي في الوقت الذي واصل فيه محمود أبوالسعود مواقفة الغريبة وتسبب في الهدف الأول بشكل كبير ولم يكن مطمئناً علي الاطلاق. ثالثاً غاب التوفيق عن الأهلي بشكل كبير في أكثر من كرة وتعاطفت العارضة مع منافسه ولسان حاله يقول: اليوم ليس يومك. اخر الأسباب كان الحكم الذي لم يكن منصفاً.. وبدا متعاطفاً مع بطل المكسيك ولم يحم لاعبي الأهلي بشكل كاف. أما المكاسب التي خرج بها الأهلي سواء من اللقاء أو من البطولة فتتمثل في الاداء الجيد والجماعي والاصرار والروح التي أدي بها الفريق حتي في الخسارة.. وحالة الانضباط التي ظهر عليها اللاعبون حتي وهم يتعرضون لظلم تحكيمي أو لخشونة من المنافس فجاء سلوكهم غير عادي يدرس في الكتب. كسب الأهلي نجماً صاعداً وواعداً هو رامي ربيعة الذي ظهر وكأنه من الكبار.. كما أكد أبوتريكة أنه لايزال النجم الأوحد ليس في الأهلي بل في مصر.. ومازال أمامه الكثير بدنياً وفنياً فكان بطل فريقه.. وسيكون أمل المنتخب. المكسب الأخير والأهم هو تواصل الأجيال في الأهلي.. وتلك آفة عاني الأهلي منها فترات طويلة عقب اعتزال الخطيب تارة ورحيل حسام حسن تارة أخري.. أما هذه الفترة فاذا رحل جيل أبوتريكة وبركات وجمعة ومعوض.. فهناك جيل السعيد وسليمان وحمدي وجدو.. ومن خلفهم جيل ربيعة وسمير وتريزيجيه وتاحا.. وهكذا لن يسقط الأهلي بسبب تعاقب الأجيال.. وسيظل كبيراً.