يعقد مجلس الشعب اليوم أولى جلساته، بمشاركة 9 سيدات منتخبات - بخلاف السيدتين المعينتين - من جموع المواطنين، وهن عزة الجرف، ورضا عبد الله، وهدى أنور، وسهام اليمانى، من الحرية والعدالة، ومارجريت عازر، وحنان أبو الغيط، وماجدة النويشى، عن الوفد، وفضية سالم، عن حزب الإصلاح والتنمية، وسناء جمال الدين، من حزب مصر الاجتماعى الديمقراطى، ممثلة لتحالف الكتلة المصرية فى أسيوط. وتمثل هذه النسوة جميع التيارات السياسية، حيث تمثل نائبات الحرية والعدالة القوى الإسلامية، فيما تأتى نائبات الوفد كممثلات عن التيار الليبرالى، بينما "فضية" ممثلة حزب الإصلاح والتنمية تجسد تمثيل قوى فلول الحزب الوطنى المنحل، و"سناء" نائبة حزب مصر الاجتماعى الديمقراطى، ممثلة لتحالف الكتلة المصرية. ليس هذا فحسب، بل يعكس تمثيل المرأة فى هذه الدورة علامة فارقة فى تاريخ الحياة النيابية وحقوق المرأة، وأبلغ رد من التيارات الإسلامية والليبرالية المعتدلة على اليساريين والعلمانيين المتشددين الذين هاجموا التيارات الإسلامية، واتهموها بأنها تهدر حقوق المرأة، فمن ضمن 9نائبات نجح منهن 4 بدعم من الإخوان المسلمين، و3 من حزب الوفد الذى يصنفه الخبراء بالليبرالى المعتدل، فى الوقت الذى فشل فيه العلمانيون من دعم المرأة سياسياً ونيابياً، وآثر كل منهم إبعاد النساء عن رؤوس القوائم أو ترشيحها على الفردى مع تقديم الدعم الجماهيرى لها، سواء فى اختيار من تمثلهم أو بعد الاختيار. من ضمن العلامات المميزة لانتشار وتميز تمثيل المرأة فى برلمان الثورة، أنهن يمثلن جميع المناطق الجغرافية المصرية، حيث تمثل 4 سيدات القاهرة الكبرى، وهن مارجريت عازر عن القاهرة، وعزة الجرف عن الجيزة، وهدى أنور عن القليوبية، فيما تمثل اثنتان المحافظات الساحلية، وهما ماجدة النويشى عن الإسماعيلية، وحنان أبو الغيط عن دمياط، وتمثل محافظات الدلتا، المهندسة رضا عبد الله عن الشرقية، وسهام اليمانى عن الدقهلية، وجاءت فضية سالم نائبة عن سيناء بعد نجاحها فى دوائر الجنوب، ونيابة عن نساء الصعيد نجحت سناء جمال الدين فى أسيوط. ونجحت جميع النساء على القوائم، ولم يتمكن أى حزب أو تحالف أو قوى سياسية من دعم مرشحة على المقاعد الفردية. ويعكس عدد السيدات المنتخبات، أن نظام القوائم النسبية أفضل للمرأة كثيراً من النظام الفردى، فعلى مدار الحياة النيابية بدءاً من الخمسينيات حتى الآن، تم انتخاب أعلى نسبة للسيدات فى برلمان 1987 وهن 14 سيدة، وكان معمولاً بنظام القوائم فى الانتخابات على جميع المقاعد، ويأتى برلمان الثورة فى المرتبة الثانية ب9 سيدات، رغم العمل بنظام القوائم على ثلثى المقاعد فقط. كما يعكس التاريخ فشل نظام الكوتة، ففى مرتين من ثلاث مرات تم الأخذ فيها بنظام الكوتة، تم حل المجلس وإعادة الانتخاب، بل وتغيير النظام الانتخابى، ففى عام 1979 حدد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كوتة المرأة لأول مرة، وهى 30 مقعدًا، واكتملت الدورة البرلمانية، وفى الدورة التالية عام 1984، تم العمل بنفس النظام إلا أنه تم حل المجلس فى نهاية 1986، بعد حكم القضاء ببطلان العمل بنظام الكوتة، وفى 2010 نجحت 64 سيدة من محافظات الجمهورية المختلفة نصفهن من العمال والفلاحين والنصف الآخر من باقى الفئات، بعد طلب سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع بتحديد نسبة مقاعد للمرأة فى البرلمان، الذى كان سينتخب نجلها جمال لرئاسة الجمهورية، إلا أن قيام ثورة 25 يناير أدى لحل المجلس ورحيل النظام، وتغيير طريقة الانتخاب للفردى والقوائم. وبالنسبة لتمثيل المرأة فى ظل الانتخاب الفردى فى عهد المخلوع، كان التمثيل ضعيفاً جداً، فمن بين 444 مقعدًا تم انتخاب 7 سيدات فى برلمان 1990، وقل العدد إلى 5 فى دورة 1995، ثم عاد لمعادلة الرقم 7 فى عام 2000، ثم انخفض مرة أخرى إلى 4 سيدات فقط عام 2005، فيما لم تستطع أى من نساء مصر الفوز خارج الكوتة فى انتخابات 2010 سوى سيدتين فقط. وتشير الإحصائيات إلى أن الثورة فتحت الحرية للمرأة على مصراعيها لإثبات كفاءتها وجدارتها، بل ونصبها الإسلاميون نائبة على الشعب فى عدة محافظات، فى رسالة مفادها أن العمل العام ليس حكراً على الرجل فقط، وأن الإسلام جاء لتعزيز المرأة ورفعتها وليس كما يروج العلمانيون بأن الإسلاميين سيحجبون دورها فى المجتمع.