اعتداءات لفظية وجسدية.. وأولياء الأمور: "مجبورين علشان يساعدونا في لقمة العيش" تفاقمت بمحافظة المنوفية عمالة الأطفال داخل مصانع الطوب التي تنتشر بشكل كبير داخل قرى المحافظة والتي تبتلع طفولة العشرات من الأطفال ويتوجه البعض الآخر إلى العمل كأنفار داخل الحقول والزراعات ورغم وجود المجلس القومي للأمومة والطفولة وعشرات الجمعيات لرعاية الطفولة مازال عدد كبير من الصغار يخضع للاستغلال في أعمال مصانع الطوب والزراعات. يقول "محمد .ع .ك" موظف بإحدى القرى التابعة لمركز أشمون والشهيرة بعمالة الأطفال بمحافظة المنوفية إن عمالة الأطفال تتركز العديد من قرى المركز، حيث يخرج الآلاف من الأطفال في الصباح الباكر للعمل في مصانع الطوب والحدائق ويستقلون سيارات نصف نقل، مشيرًا إلى أنه كثير ما يتعرض هؤلاء الأطفال إلى حوادث بالطريق، والغريب أن الأهالي لم يستوعبوا الدرس في الحفاظ على أبنائهم من الموت. وأضاف أن أصحاب الأعمال يلجأون إلى الاستعانة بالأطفال في العمل لما يحصلون عليه من مبالغ قليلة وسهولة تعلمهم والسيطرة عليهم. فيما أضاف "م . ع" من أهل القرية ل"المصريون" أن لديه 3 أطفال بالذهاب بهم في الصباح إلى مصانع الطوب من أجل العمل وظروف الحياة التي أصبحت غاية في الصعوبة، مؤكدًا أن بعض الموظفين أصبحوا يزاحموننا في عملنا لظروفهم الصعبة ولا يوجد بديل أمامي سوى إرسال أطفالي للعمل لمساعدتي. فيما أشار "ح .م" أحد الأهالي إلى أن الفقر وصعوبة الحصول على لقمة العيش أجبرني لخروج أطفالي الذين هم في عمر الزهور لتوفير احتياجات الأسرة. وتابع "محمد س" من أهل القرية أن وجود الأطفال في سوق العمل تسبب في زيادة معدلات البطالة بين الشباب، حيث إن أصحاب الأعمال يفضل أن يأتي بالأطفال للعمل لقلة أجرهم وسهولة السيطرة عليهم، مطالبًا بإصدار تشريع قوي يفعل للحد من عمالة الأطفال. من ناحيته، أكد الدكتور "رفعت البدري" أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة المنوفية أن عمالة الأطفال بالمحافظة رغم أن نسبتها ضئيلة مقارنة بالمحافظات الأخرى بسبب اهتمام أبناء المنوفية بالتعليم الذي يؤهلهم شغل الوظائف الحكومية والوصول إلى أعلى المراكز إلا أنها من الظواهر السلبية التى تزايدت في المجتمع وهي نتيجة تراكمات اجتماعية واقتصادية على مدى فترات طويلة. وأشار إلى أن الآباء غير المتعلمين يرغمون أبناءهم على ترك المدرسة لمساعدتهم في العمل بالمزارع والمهن المختلفة لمواجهة أعباء المعيشة وتلبية احتياجات الأسرة والطفل في مزرعته أو ورشته التي يعمل بها ويسمع ألفاظًا جارحة وخارجة يتعامل مع مستويات عقلية لا تناسب عقليته وعمره وعادة ما يتعدى عليه لفظيًا وجسديًا وبالعنف والقهر مما يدفعه في النهاية إلى الهروب من هذا العمل ثم المنزل ومحاولاً البحث عن مكان آخر لتوفير المال سواء من حلال أو حرام وبالتالي يقع في دائرة الانحراف. شاهد الصور...