«أبو سنة» يكشف تفاصيل إنشاء أكبر مجمع إعادة تدوير للمخلفات في مصر    "وضع سقف للدين العام".. أبرز تصريحات معيط بشأن الموازنة العامة أمام النواب    «الخارجية الأمريكية»: نرفض قيام إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة في رفح الفلسطينية    تشكيل باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    تحرير 50 محضرا متنوعا للمخابز خلال 4 حملات تموينية مكبرة بالفيوم    إبراهيم السمان يخوض أول بطولة سينمائية مطلقة ب«مخ في التلاجة» (صور)    شارك صحافة من وإلى المواطن    "جلب السيطرة والقيادة والقوة لنا".. سام مرسي يحصد جائزة أفضل لاعب في إبسويتش    فرسان العلم والعمل والإنتاج مع أحمد إبراهيم في قناة مصر الزراعية يومي الاثنين والأربعاء    السفير المصري ببوليڤيا يهنئ الأقباط بعيد القيامة    وزير الصحة يشهد تدريب العاملين بالوزارة على توحيد مفاهيم الجودة (تفاصيل)    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    رئيس وزراء فرنسا يعرب مجددًا عن "قلق" بلاده إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    خالد الجندي يوضح مفهوم الحكمة من القرآن الكريم (فيديو)    رئيس جامعة المنوفية يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    خطة الزمالك لتأمين شبابه من «كباري» الأهلي (خاص)    كيف يمكنك ترشيد استهلاك المياه في المنزل؟.. 8 نصائح ضرورية احرص عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    «الأعلى للطرق الصوفية» يدين هجمات الاحتلال الإسرائيلي على رفح الفلسطينية    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بقرى الرواتب والحسينات وبخانس بأبوتشت    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"بلية"..المظلوم ..!!
نشر في المساء يوم 07 - 12 - 2012

لدينا المجلس القومي للأمومة والطفولة. وعشرات الجمعيات لرعاية الطفولة. ورغم ذلك مازال عدد كبير من الصغار يخضع للاستغلال في أعمال الورش والمحاجر. إما لأنهم ينتمون لأسر فقيرة دفعت بهم إلي سوق العمل للحصول علي قروش معدودة تساعدهم في الحصول علي القوت الضروري. وأما لأن الأطفال تسربوا من التعليم.. وكان لابد أن يتعلم الواحد منهم "صنعة" تفيده في حياته.
انهم صغار علي العمل والبهدلة.. انه "بلية.. المظلوم".
الأسطي يضربه .. بالشرقية
الشرقية عبدالعاطي محمد :
قال محمود عبدالعال نصر "موظف" من فاقوس: عمالة الأطفال تتميز بها العديد من قري المركز. حيث يخرج الآلاف من الأطفال في الصباح الباكر للعمل في الحدائق ويستقلون سيارات نصف نقل.. مشيراً إلي أنه في قرية بني صريد دفع ثمانية أطفال في عمر الزهور حياتهم ثمناً للعمل في هذه السن غير القانونية في حادث تصادم. والغريب أن الأهالي لم يستوعبوا الدرس في الحفاظ علي أبنائهم من الموت.
أضاف محمد سالم "موظف": يلجأ أصحاب الأعمال إلي الاستعانة بالأطفال في العمل لما يحصلون عليه من مبالغ قليلة.
قال حسين محمد "عامل باليومية" لدي 4 أطفال وأخرج في الصباح الباكر للجلوس علي القنطرة بالزقازيق للبحث عن عمل. وساعات ربنا يرزقني بعمل "كويس". ولكن في ظل الظروف التي تمر بها البلد زاد طابور البطالة حتي أن بعض الموظفين أصبحوا يزاحموننا في عملنا لظروفهم الصعبة ولا يوجد بديل أمامي سوي إرسال اثنين من أطفالي للعمل في الحدائق لمساعدتي.
إمبابي حسين: الفقر وصعوبة الحصول علي لقمة العيش هي التي أجبرتني لخروج أطفالي الذين هم في عمر الزهور لتوفير احتياجات الأسرة.
ابراهيم محمد "طالب بالصف الأول الثانوي" والدة موظف بسيط بالري بالمكافأة وراتبه الشهري لا يكفي أيام معدودات وله 3 أشقاء وهو الأكبر وكان لابد أن يخرج لمساعدة أسرته ولإتمام دراسته. لافتاً إلي أنه يعمل منذ نعومة اظافره.
ويتساءل موسي عبده: أين خطط الدولة علي أرض الواقع للقضاء علي ظاهرة عمالة الأطفال.
أوضح رائد السيد "12 عاماً": الظروف الصعبة لأسرتي قتلت طفولتي. فلم أعد أمارس اللعب وأصبحت مجبراً علي العمل. حيث أعمل في ورشة ميكانيكي سيارات وأتعرض للضرب المبرح وفي كل مرة أهرب من الأسطي وأعود لأحضان أسرتي. لكن والدي يجبرني علي التوجه إلي الورشة بعد إعطائي "علقة سخنة".
أضاف محمد سليمان "بدون عمل": وجود الأطفال في سوق العمل تسبب في زيادة معدلات البطالة بين الشباب. ولابد من إصدار تشريع قوي يُفعل للحد من عمالة الأطفال.
قال الطفل محمد كارم "8 سنوات" أعمل في ورشة نجارة والغبار يؤثر علي صحتي بشدة وقلت لوالدي أنا مريض. لكن أهم حاجة عنده الفلوس و"طظ" في صحتي.
السيد سالم: توجد فتيات يعملن في المزارع وهن أيضاً يعاملن معاملة سيئة.
سمكري وبائع فطير .. في بورسعيد
بورسعيد طارق حسن :
قصص وحكايات يرويها الأطفال الصغار الذين يعملون في ورش منطقة الحرفيين بزرزارة في ظروف صعبة ليساعدوا أسرهم من أجل لقمة العيش ومعظمهم تركوا الدراسة ليتفرغوا للعمل.
قال محمد مرسي حسن 18 سنة : أعمل في ورشة لسمكرة السيارات بمنطقة حرفيين زرزارة منذ سبع سنوات حيث خرجت من المدرسة وعمري 6 سنوات. لم أكن أحب الدراسة لأنها "وجع دماغ" والذي دفعني للعمل والدي الذي أصيب وعمل عملية الغضروف واضطررت لأن انزل اشتغل واكسب فلوس بعرف جبيني والحمد لله "ماشية".
يروي محمود محمد فريد 17 سنة قصته حيث يعمل ببيع الفطائر والمخبوزات علي صاج بمنطقة الحرفيين وهو طالب في السنة النهائية بالمدرسة الصناعية الميكانيكية حيث يقول: والدي كان يعمل فراناً ولكنه جراء عملية الغضروف لم يستطع العمل وقررت أنا وشقيقي الأكبر مساعدته حيث نعجن ونخبز في البيت وأنا أقوم بتسويق ماننتجه ليساعدنا في العيش..
اضاف محمود نبيل محمد 14 سنة "سمكري": أنا في الصف الثاني الاعدادي. وأعمل سمكرياً مع عمي. والدي عنده سوبر ماركت وأنا أهوي العمل وأنا أوفق بين الدراسة وعملي. لأنني أدرس منازل..
قال صبري محمد السيد "صاحب ورشة سمكرة": الحقيقة الصنايعية قلت جداً. كنا زمان نشغل 10 "عيال" في الورشة نشغل "النهاردة" للأسف العيال الصغيرة بيستسهلوا وبيلموا الخردة والحديد ومنهم يسرق الورش .. دي مشكلة كبيرة جداً وأنا أخويا الصغير "محمد" 14 سنة خرج من المدرسة وواقف في الورشة معايا لكي يتعلم صنعة أحسن من وقفته في الشارع مع أصدقاء السوء وللأسف معظم الصنايعية من المحافظات الأخري..
يقول ابراهيم ابراهيم أبو النور 18 سنة : أعمل حداداً منذ سنة واحدة كنت في مدرسة حافظ ابراهيم الاعدادية ولكني خرجت من المدرسة. أبويا طلعني لكي اساعده في المعيشة فهو "أرزقي" بيسرح علي باب الله..
يضيف أحمد محمد ابراهيم 15 سنة : ظروفنا سيئة جداً وأنا أساعد أسرتي علي المعيشة في هذه الظروف الصعبة أعمل ايه؟.
يؤكد محمد أحمد أحمد 13 سنة : أنا في 6 ابتدائي وأعمل في ورشة بالحرفيين لأن والدي ترك البيت وليس له أي علاقة بنا ووالدتي تتحمل المسئولية وتشتغل عاملة في الاستثمار لتوفر لنا مصاريفنا وأنا أعمل لكي أساعدها وأساعد أختي والحمد لله أنا أحصل علي 5 جنيهات في اليوم و50 جنيهاً آخر الأسبوع..
ينفجر من نفخ الكاوتش.. بالفيوم
الفيوم نبيل خلف:
أصبحت قضية أطفال الشوارع بمحافظة الفيوم خطراً يهدد المجتمع الفيومي وقنبلة كبري تهدد الأجيال القادمة خاصة أن المشكلة في تفاقم شديد وبحاجة إلي تضافر كافة الأجهزة المعنية بالدولة للحد منها.
يقول أحمد سعد 11 سنة : أعمل في محل نفخ الكاوتش بعد أن انفصل والدي عن أمي وتزوج بأخري ولم تستطع والدتي الصرف علي تعليمي فخرجت من المدرسة وأعمل حالياً عند الأسطي محمود في تصليح ونفخ إطارات السيارات وأتقاضي شهرياً مبلغ 200 جنيه أعطيه لوالدتي للصرف علي المعيشة.
يضيف سيد الصوفي "10 سنوات" ويعمل في ورشة ميكانيكي سيارات بأن والدة متوفي منذ 8 سنوات وشقيقه الأكبر يعمل في ليبيا منذ سنوات ووالدته ربة منزل ولا يجدون قوت يومهم فلم يلتحق بالمدرسة وفضل العمل في الورشة حيث يحصل علي 250 جنيهاً شهرياً ووالدتها مريضة لا تجد ثمن علاجها.
يقول مجدي عادل "13 سنة" ويعمل في مخبز بلدي: منذ أن تزوج والدي بأخري وطلق والدتي التي تزوجت هي الأخري وتركوني أنا وشقيقتي الصغيرة بمفردنا في المنزل تسربت من المدرسة وأنا في الصف الثالث الابتدائي وعملت في المخبز البلدي الموجود بالحي الذي أقيم فيه وأحصل علي 350 جنيهاً شهرياً أحصل بها علي القوت الضروري لي ولشقيقتي الصغيرة لأن التعليم لا يؤكل أي عيش.
ويضيف عويس بكري 11 عاماً يعمل في ورشة تصنيع الأقفاص: والدي منذ أن بلغ عمري 5 سنوات وأنا معه في صناعة الأقفاص حيث رفض التحاقي بالمدرسة وقال لي المدرسة مش بتوكل عيش ويعطيني مصروفاً يومياً 2 جنيه.
يقول المهندس محسن الصيفي أين المجلس القومي لحقوق الطفل وأين المجلس القومي للأمومة والطفولة من هذه المشكلة؟ خاصة أنها في تزايد بالفيوم والأطفال البعض منهم يعمل في جمع القمامة والآخر في صيد الأسماك والأعمال الثقيلة مثل ميكانيكي السيارات والأعمال الخطرة مثل الحدادة وتصنيع البمب والشماريخ ويتعرضون اسبوعياً لخطر دون أن يقوم أي مسئول بحل المشكلة.
يقول المحاسب فهمي رأفت أمين صندوق جمعية رسالة بالفيوم: تتبني جمعية رسالة بالفيوم قضية أطفال الشوارع وسبق أن نظمت الجمعية أول وقفة لأطفال الشوارع بميدان السواقي بالفيوم. للتعرف علي مشاكل أطفال الشوارع والتعبير عنهم. وجذب عدد من المتطوعين لمساعدة هؤلاء الأطفال والتوعية بخطورة قضيتهم في إطار الحملة التي تتبناها جمعية رسالة تحت عنوان "أطفال قيد الحياة" حيث حمل الأطفال اللافتات المدون عليها مطالبهم وشارك معهم عدد من شباب اللجان الشعبية والمتطوعين وأطفال الشوارع.
قالت فاطمة شعيب أحد منظمي الحملة: إن حماية أطفال الشوارع وتأهيلهم ودمجهم داخل طبقات المجتمع يعد أول أهداف الحملة. بالإضافة إلي ضرورة تغيير نظرة المجتمع إلي أطفال الشوارع باعتبارهم ضحايا وليسوا مجرمين. ونشر الوعي بين طبقات المجتمع لاحتواء هذه الفئة. مشيرة إلي أهمية توفير مناخ أسري خاصة للأطفال الذين يفتقدون لهذا الشعور.
وأضافت أن من أبرز أهداف الحملة توصيل رسالة إلي الجهات المعنية والمسئولية مفادها ضرورة التحرك من أجل حماية ووقف للانتهاكات التي يتعرض لها أطفال الشوارع. إلي جانب أنهم يمثلون خطراً يهدد المجتمع نتيجة ما ينتشر بينهم من عادات أخلاقية سيئة اكتسبوها من الاهمال وعدم الاهتمام بهم. وتعرضهم لبعض الانتهاكات والاستغلال مما جعلهم ينفصلون عن المجتمع ويبنون علاقة عداء.
مبيض محارة.. في أسوان
أسوان عصمت توفيق:
يقول محمود مصطفي عبدالراضي 15 سنة: إنه ترك المدرسة منذ ثلاث سنوات لأنه لا يحب التعليم ويكره المدرسة وله رغبة في تعلم أي حرفة بعيداً عن الذهاب إلي المدارس.
أضاف محمود مجاهد 15 سنة أنه ترك المدرسة حينما كان في الصف الأول الإعدادي ثم التحق بالعلم في ورشة نجارة مقابل أجر يومي قدره جنيهان فقط ثم ترك هذه الورشة والتحق بالتدريب في مركز التكوين المهني في كيما بمدينة أسوان ويحصل فيه حالياً علي 8 جنيهات يومياً علاوة علي بعض المزايا المادية الأخري مثل نسبة في الإنتاج وإعانات من مديرية التضامن الاجتماعي.
أما محمد حامد 14 سنة فيقول: رسبت أربع سنوات في المدرسة حتي تم فصلي خاصة بعد أن تشاجرت مع الأبلة في الفصل ثم استغلت مع مبيض محارة وبعدها مع نقاش للحصول علي قوت يومي خاصة أن والدي متوفي منذ بضع سنوات..أشار من إبراهيم محمد ضوي 13 سنة أن والده لم يدخله في المدرسة من أصله نظراً لأن أسرته كبيرة العدد وتضم 6 أولاد و5 بنات لذلك خرج مبكراً لسوق العمل من أجل تعلم مهنة مثل النجارة.
يقول سمير كامل مدير جمعية المستقبل بأسوان ان أغلب الأطفال في أسوان يعملون في تحصيل الأجرة بسيارات السرفيس كما يلجأ بعضهم إلي التسول باعتباره مهنة علاوة علي بيع العاديات السياحية والمناديل والبرديات أمام البازارات السياحية والمراسي السياحية والمناطق الأثرية وعلي شارع كورنيش النيل.
أضاف أن الجمعية نظمت مشروعاً بعنوان كنوز المستقبل ومن خلال البحث والدراسة تبين أن عمالة الأطفال سببها التفكك الأسري وضعف الحالة المادية للأسرة لأن طفلاً في هذه الأسر مطالب بأن يجلب المال كما انها تؤدي إلي زيادة ظاهرة أطفال الشوارع حيث يبدأ الطفل بالعمل في الورش الصعبة ثم يتعرض إلي الضرب المبرح أو المضايقات أو التحرش وبعدها يهرب إلي الشارع.
وأضاف أن حل مشكلة عمالة الأطفال يتمثل في ضرورة التوسع في مراكز التدريب التحويلي للأطفال فوق سن 15 سنة حتي يتعلموا مهنة تساعدهم علي كسب قوت يومهم وألا يقتصر هذا التدريب علي المهن التقليدية مثل النجارة والحدادة والسباكة بل يجب استحداث مهن جديدة تواكب العصر مثل صيانة الكبيوتر وخلافه.
نتقد قايم مراكز التشييد والبناء في أسوان بتحصيل رسوم علي الراغبين في تعلم الحرف المختلفة في حين أن هذه المراكز كانت تعطي مقابلاً للتشجيع علي التدريب في السابق وذلك حتي لا يؤدي فرض الرسوم إلي عزوف الأطفال عن تعلم الحرف.
أضافت أسماء إسماعيل رئيس جمعية كارت أحمر ضد عمالة الأطفال بأسوان أن بحيرة ناصر توجد فيها نماذج صارخة لاستغلال الأطفال في أعمال الصيد تصل إلي حد تجارة الرق حيث يقوم بعض الصيادين بالاتفاق مع أسر الأطفال للعمل معهم في بحيرة ناصر مقابل 3000 جنيه شهرياً أو عن طريق خطف أطفال الشوارع ويتم تسخير هؤلاء الأطفال في خدمة الصيادين والتحرش بهم جنسياً في بعض الأحيان ومعاملتهم معاملة غير آدمية وقتلهم أحياناً.
أشارت إلي أن العام الماضي شهد واقعة مفزعة حينما قام أحد الصيادين باصطحاب ثلاثة أطفال من منطقة خور عواضة بمدينة أسوان للعمل معه في الصيد ببحيرة ناصر وتعرض أحد هؤلاء الأطفال ويدعي محمود.ج.ع إلي الانتهاك الجنسي ثم قتل علي يد الصيادين.
قالت إنه تمت مساندة أسرة هذا الطفل وحتي تم رفع قضية في محكمة الجنايات ضد الصياد بتهم القتل العمد.
وأوضحت أن المؤسسة تضم مركزاً للدفاع القانوني عن الأطفال المتهمين في القضايا المختلفة وتقديم المشورات والنصح لذويهم وتوعيتهم بخطورة عمالة الأطفال في الأماكن البعيدة والنائية علاوة علي تشجيع الأطفال علي عدم التسرب من التعليم عن طريق بعض الإعانات المالية لهم والزي المدرسي..ضاف إبراهيم جاد الرب أحمد وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بأسوان ان المديرية تضم مركزين للتكوين المهني الأول في منطقة عزب كيما والثاني في شارع السماد بمدينة أسوان من أجل تدريب الأطفال المتسربين من التعليم علي حرف السباكة والنجارة والحدادة ويحصل علي أجر يومي أثناء حصوله علي هذا التدريب الذي يستمر لمدة عامين.
مشيراً إلي أن الطفل خلال تواجده في مركز التكوين المهني يكتسب العديد من الخبرات التي تساعده لأن يحترف مهنة توفر له لقمة العيش حينما يكبر ولكن في الحقيقة أعداد الأطفال الذين يلتحقون بهذا المركز قليل نسبياً ولا يتناسب مع الامكانيات الهائلة والورش الموجودة في مراكز التكوين المهني الذي يمكن أن يستوعب أعداداً كبيرة فعلي سبيل المثال يبلغ عدد الملتحقين بالتدريب في التكوين المهني في كيما 18 طفلاً بينما يستطيع هذا المركز استيعاب 100 طفل.
وقال إن عمال الأطفال ظاهرة سلبية تنتج عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها بعض الأسر لذلك يضطر الطفل للعمل لكي يعول أسرته.
مؤكداً أن مديرية التضامن الاجتماعي تقدم معاش ضمان اجتماعي للأسر الفقيرة حفاظاً علي الأطفال من التسرب من التعليم أو العمل في سن مبكرة علاوة علي أنه يتم صرف معاش ضمان اجتماعي للأطفال الأيتام فاقدي الأب والأم هذا بخلاف الإعانات المالية والمادية التي يتم تقديمها كل فترة خاصة في الأعياد والمناسبات المختلفة.
أسير البلطجية .. في الإسكندرية
الإسكندرية عادل عبدالكريم:
وفي الإسكندرية عمالة الأطفال لها شكل مختلف حيث يبدأ سن عمل الأطفال من العاشرة في الشوارع والميادين والمحلات وورش الخراطة والميكانيكية وغيرها.. ولأن أصحاب المحلات يستغلونهم لرخص أجورهم في هذه السن.
الأجر في المحلات والورش المختلفة يكون بالأسبوع وهو من 7 10 جنيهات علي الأكثر بخلاف الوجبات التي يمنحونها لهم أحياناً.
اعترف الصبية بأن الظروف الاجتماعية والأسرية والتفكك الأسري هي التي دفعتهم للعمل بالشوارع والخروج من المدارس من أجل مساعدة أسرهم أو حتي الانفاق علي أنفسهم.
قالوا إنهم يلقون معاملة سيئة من أصحاب الورش والمحلات الذين يستغلونهم. لكن ما باليد حيلة فهم مجبرون علي ذلك..
أكدوا أن الكثير من البلطجية والخارجين علي القانون يستغلونهم في أعمال السرقة والتسول. وفي نفس السياق أكد أصحاب بالورش أنهم يلجأون إلي هؤلاء الصبية لأن أجورهم بسيطة وهم في أشد الحاجة إلي المال. مشيرين إلي أن قلة بسيطة منهم يستمرون بالعمل ولكن الغالبية العظمي غير منتظمين. ويفضلون بيع علب المناديل والسجائر في اشارات المرور. حتي يكون العائد أكثر.
د. بهية شاهين رئيس المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية قالت إن دور المجلس بالنسبة لعمالة الأطفال غير موجود للاهتمام الأكبر بالمرأة أما عمالة الأطفال فهي مسئولية جهات معنية أخري.
يقول الطفل محمد علي: هربت من جحيم البيت بعد المشاجرات المستمرة بين والدي وأمي حتي وصل الأمر إلي قيامه بالتعدي عليها أكثر من مرة بسبب عدم الانفاق علي المنزل.
أحمد فتحي يعمل في الكورنيش حيث يقوم ببيع الملابس لحساب تاجر مقابل حصوله علي 30 جنيهاً في اليوم ومع ذلك المبلغ لا يكفيه بسبب ضياع نصفه علي الطعام والسجائر.
أما يوسف ابراهيم. فإنه يعمل في ورشة خراطة مقابل 70 جنيهاً في الأسبوع بمعدل 10 جنيهات في اليوم ويقول انه المسئول عن الانفاق علي نفسي. مشيراً إلي انه يضطر إلي المبيت في محطات الترام.
يشير "جابر نصار" إلي سوء معاملة صاحب ورشة الميكانيكا التي يعمل بها حيث يقوم دائماً بالخصم من أجره المحدود له في اليوم وهو 12 جنيهاً إذا تأخر عن موعده. ويصل الخصم إلي 3 جنيهات ليكون أجري في النهاية 9 جنيهات بالطعام والشراب مما يضطره إلي العمل بعد الظهر للقيام ببيع علب المناديل في اشارات المرور وداخل وسائل النقل العام.
يقول "هاني مصطفي إنه هرب من منزله بسبب طلاق أمه من والده وسوء معاملة زوج أمه له. حيث يستولي دائماً علي ما يتقاضاه من مرتب في الأسبوع. مقابل السماح له بالمبيت بالمنزل فقط!
أما يوسف جمال. فقد اضطر إلي العمل وترك المدرسة وهو في سن 12 سنة بالصف الأول الاعدادي. وكان متفوقاً في دراسته لكن بسبب وفاة والده وزواج أمه ترك الدراسة لأنها تركت زوجها الجديد يعامله معاملة سيئة هو وأخوته فاضطروا للهروب من المنزل ويضطر إلي المبيت هو واشقاؤه داخل مقهي بالليل.
فاطمة ابراهيم تبلغ من العمر 13 سنة واضطرتها الظروف أن تعمل خادمة في البيوت والتنقل ما بين الشقق المفروشة لكي تصرف علي أمها المريضة بعد أن تركها والدها ليتزوج من أخري دون أن يخصص لهما مصروفاً أو نفقة.
تشير "أمل محمد" إلي أنها تحصل علي 20 جنيهاً في اليوم من الخدمة في المنازل من التاسعة صباحاً وحتي الخامسة عصراً مقابل افطارها ووجبة الغداء وأنها تقوم بالانفاق علي أشقائها الأربعة ثم تعود لتعمل في مقهي بمنطقة بحري من السادسة والنصف حتي منتصف الليل وتحصل علي 25 جنيهاً..
أما "هند عبدالكريم" فتقول أن عمرها 19 عاماً والظروف السيئة التي أحاطت بها جعلتها تتزوج عرفياً مقابل مبلغ 1000 جنيه في الأسبوع. وفوجئت أن طليقها سرق ورقة الزواج العرفي والمبلغ وهرب. فاضطرت أن تعمل بائعة في محل ملابس مقابل 550 جنيهاً. مشيرة إلي أنها ترعي شقيقها الصغير بعد أن طردتها أمها من الشقة حتي تتزوج!!
أكد مجموعة من الصبية أنهم يعملون لحساب بلطجي يقوم بجمعهم بالمقهي وأطفالهم مقابل توزيعهم علي الشوارع والميادين للتسول وحصوله علي الايراد كله مقابل أن يعطي مصروفاً لكل واحد مبلغ يصل 10 جنيهات!! وهو يكسب في اليوم من الايراد أكثر من مائة جنيه.
قالوا أنهم ضحية المجتمع حيث لا يوجد جهة تحميهم من التفكك الأسري والظروف التي وضعتهم في مأساتهم.
حمل الأطباء النفسيون المسئولية الأولي وراء ظاهرة عمالة الشوارع وتسربهم من التعليم إلي التفكك الأسري وكثرة حالات الطلاق والزواج أكثر من مرة وعدم تكافؤ الزوجين..
وقالوا إن هؤلاء الصبية يعتبرون قنبلة موقوتة في المجتمع حيث إن الخارجين عن القانون يستغلون هؤلاء الصبية في الأعمال الاجرامية.
يكتوي بنار "الحدادة".. في قنا
قنا عبدالرحمن أبوالحمد:
أدي الوضع الاقتصادي المتردي الذي تمر به مصر في الوقت الحالي إلي زيادة عمالة الأطفال. ففي محافظة قنا اضطرت العديد من الأسر ذات المستوي الاقتصادي المتدني إلي تشغيل أطفالهم سواء في الحقول أو الورش أو غيرها من الأعمال التي تتدرج في خطورتها. حيث أكد خبراء التنمية وأساتذة الاجتماع والأطفال أنفسهم أن الأسباب التي تؤدي إلي عمالة الأطفال تتلخص في الوضع الاقتصادي والتفكك الأسري وانتشار الأمية بالإضافة إلي نظم التعليم العقيمة داخل المدارس الفنية..يقول "هشام.ع 13 سنة" ويعمل بورشة حدادة: إنه بدأ العمل بالورشة منذ عامين بعدما أجبرته والدته علي ذلك لمساعدة والده الذي يعمل باليومية في الحقول والزراعات. ولكنه غير قادر علي تحمل النفقات المتزايدة. مشيراً إلي أنه يذهب للورشة يومياً بعد المدرسة وأحياناً يتغيب عنها مؤكداً أنه يحصل علي 10 جنيهات يومياً وراحة يوم الجمعة من كل أسبوع وقال: "أنا مش عايز أكمل في المدرسة لأنني مش بكسب فيها فلوس زي الورشة".
وأضاف محمود.م 12 سنة عامل بمقهي أنه لم يكن يفكر في العمل من قبل إلا أن والده أجبره علي العمل بمقهي فترة مسائية ليتقاضي في النهاية خمسة جنيهات. كما أنه يقضي يومه بعد العودة من المدرسة في العمل بالزراعات مع والده..من جانبه قال د.مصطفي الجزيري أستاذ الإعلام بجامعة جنوب الوادي : إن ظاهرة عمالة الأطفال أصبحت بمثابة مرض ينهش في جسد الأسر الفقيرة. ولن يتم علاجه إلا بتحسن مستوي الدخل لتلك الأسر. فلا تجد طفلاً يخرج لعمل بمحض إرادته أو دون موافقة والديه فهو إما يعمل مع والده أو يعمل بعيداً عنه في مهنة أخري من أجل توفير المزيد من المال الذي يكفي لسد احتياجات الأسرة بعدما تحول عمل الطفل لمصدر دخل بالنسبة لها. ولهذا ستفشل كل الجهود التي تنادي بالحد من عمالة الأطفال إذا لم يتم رفع المستوي الاقتصادي لأرباب الأسر. بالإضافة إلي حماية الأطفال من التسرب بتوفير عوامل جذب وتحسين مستوي التعليم وجعل التعليم مجاناً في المرحلة الإلزامية بدلاً من فرض عدة رسوم بمسميات مختلفة ما بين كتب دراسية وأنشطة وتزيين للفصول لأن هذه الأشياء تجعل الفقراء ينفرون من التعليم ويجدون راحتهم في تشغيل الأطفال.
وأكد أن هناك عدة عناصر يجب علي الدولة أن تضعها في دائرة الاهتمام للحد من المشكلة إذ لابد من توسيع الحماية التشريعية للأطفال العاملين لحين الوصول إلي الهدف الاستراتيجي وهو القضاء علي عمالة الأطفال بكافة صورها. مع تفعيل دور منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في عملية الرقابة علي المؤسسات التي يعمل بها أطفال. وكذلك يجب الاستماع إلي الأطفال العاملين وإشراكهم عند التخطيط للحد من الظاهرة. لأنهم الأقدر علي نقل واقع الحياة التي يعيشونها.
وكشف جمال يوسف استشاري التنمية بقنا وعضو مجلس إدارة جمعية "أنا مصري" ان أبرز الأعمال التي يعمل بها الأطفال في قنا تتنوع ما بين أعمال الحقول والورش المختلفة وبيع المناديل في الشوارع مشيراً إلي أنه قام مؤخراً بإجراء دراسة حول عمالة الأطفال كشفت عن تركز المشكلة في مراكز قوص ونجع حمادي وقنا وتزداد الحالات طبقاً للترتيب وتتراوح أعمارهم ما بين سن الثامنة وما فوقها. مؤكداً أن أبرز الأسباب التي تؤدي إلي عمالة الأطفال تتمثل في ضعف المستوي الاقتصادي والتفكك الأسري إلي جانب ضعف دور مؤسسات رعاية الطفل وانعدام دور مؤسسات الحماية. موضحاً أن الجمعيات الأهلية عليها أن تنشط لمواجهة المشكلة وهذا يحتاج إلي أن يكون للقضاة دور للمساهمة في إعادة تأهيل الأطفال وحمايتهم فبدلاً من أن يقضي أحدهم بحبس طفل ارتكب جريمة أن يقرر تبني جمعية أهلية له وتكون مسئولة عن رعايته وحمايته وهذا يتطلب تعديلاً تشريعياً.
قال رمضان خميس محمد مدير دار الملاحظة بقنا إن الدار تستقبل في كل يوم حالات جديدة للأطفال الذين يتم ضبطهم علي ذمة قضايا ما بين سرقة وقتل وغيرها من الجرائم. ويلاحظ علي هؤلاء أنهم كانوا قبل ارتكاب الجرائم يعملون في مهن مختلفة رغم حداثة أعمارهم. مشيراً إلي أن الدار تستقبل الأطفال لحين صدور أحكام ضدهم بدلاً من وضعهم في الحجز داخل مراكز الشرطة وخلال هذه الفترة نقوم بالتوعية والإرشاد من أجل تحسين أحوالهم دون النظر إلي الجرائم التي ارتكبوها. لافتاً إلي أن الأغلبية العظمي منهم ينتمون لأسر فقيرة والبعض منهم يعاني من انفصال والديه وهي أبرز الأسباب التي تؤدي إلي عمالة الطفل والتي تجعله مجرماً في يوم من الأيام..ويؤكد عادل غزالي رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية جنوب مصر بقنا أن الظروف الاقتصادية ستظل هي العامل الرئيسي الذي يدفع إلي تشغيل الأطفال فقد تجد أسراً معدمة و "أباً مدمناً" يدفع بأطفاله في الورش والشوارع للعمل في بيع المناديل أو تحصيل الأجرة علي السيارات الميكروباص ليحصل المكسب ويشتري لنفسه المواد المخدرة. إلي جانب انتشار الأمية بين الأباء والأمهات كأخطر العوامل المؤدية للمشكلة حيث تجد الوالدين بجهلهما يقنعان الطفل بعدم جدوي التعليم مرددين "يعني اللي قبلكم خدوا إيه" وذلك بالنظر إلي طابور العاطلين الذين أقعدهم غول البطالة عن العمل. ولهذا تتجه بعض الأسر لتعليم أطفالها مهنة لأنها من وجهة نظرهم أفضل لهم من التعليم. مشيراً إلي أن نظم التعليم ذاتها تحتاج إلي تعديل وتحسين لربطها بسوق العمل والقضاء علي عمالة الأطفال بدلاً من تركهم لأصحاب الأعمال يستغلونهم أسوأ ستغلال فتجعلهم في فقر أبدي وجهل لا ينتهي. خاصة المدارس الفنية التي تحتاج إلي تطوير وإعادة هيكلة لاسيما المدارس الثانوية الصناعية. فعلي وزارة التعليم أن تتخلي عن الكتب داخل هذه المدرسة. لأن الدراسة يجب أن تكون عملية وليست نظرية.
أضاف أنه أصبح من الضروري إصدار قانون يجرم عمالة الأطفال وتشديد العقوبة علي ولي الأمر وإحالته للنيابة العامة فوراً لينال أشد العقاب. أما إذا كان الدافع من عمالة الأطفال ظروفاً قهرية فعلي الدولة أن تتكفل برعاية الأسرة وأطفالها وهذه أدني حقوقهم علي الدولة.
عمال محاجر.. بالمنيا
المنيا مصطفي عبيد:
تعتبر ظاهرة عمالة الأطفال بالمنيا بمثابة قنبلة موقوتة بسبب الوضع الاقتصادي السلبي علي كافة نواحي الحياة. حيث تم دفع الأطفال في سن مبكرة إلي البحث عن العمل لإعالة أسرهم رغم أن قوانين العمل تمنع تشغيل الأطفال الأقل من 18 سنة ووصلت عمالة الأطفال بالمنيا لأكثر من 6 آلاف طفل نصفهم يعمل بالمحاجر.
هذا الرقم المخيف له أسباب أهمها الفقر والبطالة والتفكك الأسري والتسرب من التعليم إلي جانب عوامل اجتماعية ونفسية أخري لها صلة بالمحيط الاجتماعي..وتتركز عمالة الأطفال بالمنيا في المحاجر بقري شرق النيل في المرتبة الأولي بعدها بالورش والحقول الزراعية لبيع المناديل والحلوي. ويبرر أولياء الأمور ازدياد ظاهرة عمالة الأطفال بتدني الوضع الاقتصادي وعدم توفير عمل للأباء وهذا الأمر يدفع الأبناء إلي تحمل المسئولية والنزول إلي سوق العمل لمساعدة أسرهم.
أكد الطفل سعد حمد سعد 12 عاماً يعمل بالمحاجر أنه يعمل من أجل مساعدة أسرته بعد إصابة والده بعجز في عينيه بسبب أتربة المحاجر. مما جعله غير قادر علي العمل.
أيمن أحمد حسن 10 سنوات : أعمل بالمحاجر منذ أكثر من سنتين. وأكد أنه يحب اللعب مع نظرائه من الأطفال ولكن العمل بالمحاجر لا يعطيه فرصة لعب مع أقرانه وأنه يساعد أبيه الذي بتر ذراعه اليمني إثر تعرضه لحادث بسبب آلة تقطيع الطوب بالمحجر. مشيراً إلي أنه يحزن جداً أثناء رؤية الأطفال ذاهبين للمدرسة أو يلعبون في الشارع.
بشري سامح حنا 9 سنوات: أعمل بالورش مثل أكثر من 3 سنوات وأجره اليومي يتعدي ال 10 جنيهات حيث أعمل منذ الصباح الباكر وحتي آخر النهار.
وأكد أنه انتقل من ورشة إلي أخري ويعاني من سوء معاملة أصحاب الورش له. لكنه يتحمل من أجل الحصول علي القوت اليومي.
إبراهيم أحمد مصطفي "13 سنة": يعمل بورشة كاوتشوك من الثالثة ظهراً وذلك بعد عودته من المدرسة مما يجعله غير قادر علي المذاكرة لتأخره في العمل ليلاً.. مشيراً إلي أنه يعمل لمساعدة والدته بعد وفاة والده.
حسام وصفي يدير مشروع تنمية المحاجر وعمال المحاجر بمؤسسة وادي النيل بالمنيا أكد أن ظاهرة عمل الأطفال في المحاجر ترجع لعدة عوامل أهمها الفقر وزيادة عدد أفراد الأسرة الواحدة بقري شق النيل من 5 إلي 9 أشخاص وهناك أسر تعاني من العجز الشديد بسبب فقد العائل أو عجزه بالإضافة إلي عدم توافر فرص بديلة لدخل الأسرة فيتم لاعتماد علي الطفل مساعدة أسرته.
أضاف أن هناك أطفالاً لا يعملون في المحاجر لا تتعدي أعمارهم 7 سنوات دون السن القانونية. كما أن هناك عمالاً صل عمرهم 76 سنة.
أما بالنسبة إلي نوع العمل الذي يؤديه الأطفال في المحاجر فهناك أطفال لا يتعدي عمرهم 12 سنة يعملون في تعبئة البودرة من الكسارات وهناك أكثر من نصف الأطفال أعمارهم تتراوح بين 12 إلي 14 سنة يعملون في تقليب الطوب. أما الأكبر سناً من 15 إلي 18 سنة فيعملون علي الآلات أو الحشاشات.
أوضح أن المؤسسة تحاول جاهدة تحرير الأطفال من العمالة الخطرة "العمل بالمحاجر" الذي يعد أسوأ أشكال العمالة وذلك من خلال منح قروض لأسر الأطفال العاملين بالمحاجر كقروض عمل بديل عن العمل بالمحاجر.
كما يتم تدريب الأطفال علي حرفة بديلة أكثر أماناً وإتاحة فرص عمل لهم بعد التدريب أو إتاحة فرص لهم لإقامة مشروع.
وأكد أن المؤسسة تحاول جاهدة من خلال الحملات الإعلانية التي تتبناها لتحريك الرأي العام تجاه أطفال المحاجر وذلك من خلال إنتاج أفلام توثيقية وعمل العديد من المسيرات بعنوان "معاً لتحقيق حقوق الطفل" وكذلك تنظم مؤتمرات مختلفة لنشر حقوق الأطفال بخلاف الكتيبات التي نشرت بعنوان "حقوق أطفال المحاجر".
وقال الدكتور جمال إسماعيل الطحاوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا تعتبر عمالة الأطفال من أهم مشكلات المجتمع المصري وعمالة الأطفال ليست قاصرة علي مصر وحدها. ولكن المشكلة علي مستوي دول العالم وبنسب مختلفة.
أوضح أنه في داخل مصر تختلف عمالة الأطفال من محافظة لأخري حسب المستوي الاقتصادي والحد السكاني لكل محافظة وكذلك من مهنة لأخري. فهناك مهن خطيرة وقاسية مثل عمالة أطفال بمحاجر التي يتعرض فيها الطفل للإصابة بالأمراض المزمنة وأمراض الصدر والعيون ويصل أحياناً إلي بتر بعض أعضاء أجسادهم.. مشيراً إلي أن الدراسات أوضحت أن الفقر والتفكك الأسري والخلافات الأسرية من أهم أسباب عمالة الأطفال التي تعتبر قنبلة موقوتة في المجتمع المصري.
وأضاف الدكتور هاني العربي مدرس علم الاجتماع بجمعة المنيا أن قانون الطفل حدد المهن المسموح بها لتشغيل الأطفال.. مشيراً إلي أن عمالة الأطفال تنعكس سلبياً علي أطفالنا. فالذين يرغمون علي العمل تسلب منهم طفولتهم.
أهانات لفظية وجسدية.. بالمنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق:
* أكد د.رفعت البدري أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة المنوفية أن عمالة الأطفال بمحافظة المنوفية رغم أن نسبتها ضئيلة مقارنة بالمحافظات الأخري بسبب اهتمام أبناء المنوفية بالتعليم الذي يؤهلهم شغل الوظائف الحكومية والوصول إلي أعلي المراكز إلا أنها من الظواهر السلبية في المجتمع وهي نتيجة تراكمات اجتماعية واقتصادية علي مدي فترات طويلة خاصة في ظل النظام السابق بشكل أساسي. حيث تعبِّر عن قدر الاهمال الذي طال العملية التعليمية والرعاية الصحية والاجتماعية وكذلك تجاهل الأطفال وكل ما يهم الأسرة المصرية حتي باتت تلك الظاهرة قنبلة موقوتة داخل المجتمع وتحول أطفال الشوارع إلي عمالة أطفال نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.
أوضح أن الآباء غير المتعلمين يرغمون أبناءهم علي ترك المدرسة لمساعدتهم في العمل بالمزارع والمهن المختلفة لمواجهة أعباء المعيشة وتلبية احتياجات الأسرة والطفل في مزرعته أو ورشته التي يعمل بها ويسمع ألفاظاً جارحة وخارجة يتعامل مع مستويات عقلية لا تناسب عقليته وعمره وعادة ما يتعدي عليه لفظياً وجسدياً وبالعنف والقهر مما يدفعه في النهاية إلي الهروب من هذا العمل ثم المنزل ومحاولاً البحث عن مكان آخر لتوفير المال سواء من حلال أو حرام وبالتالي يقع في دائرة الانحراف.
طالب د.البدري بسن تشريع لتجريم عمالة الطفال ووضع عقوبات مغلظة ضد صاحب العمل أو المنشأة التي يثبت وجود أطفال دون السن المقرر يعملون بها. علاوة علي مساءلة الوالدين عن ذلك مع ضرورة قيام وسائل الإعلام المختلفة خاصة المرئية بإلقاء الضوء علي تلك الظاهرة وتنوير المجتمع. وتوعية الأسر بخطورتها.
* وأضافت د.علا الزيات مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنوفية أنها ظاهرة قديمة قدم التاريخ المصري وهي انعكاس لمشاكل قتصادية ومادية. وستظل من الظواهر التي تعكس الاحتياج الشديد للأسرة المصرية للمال. ودليلاً علي انخفاض دخل الأسرة ووجود أزمة في الاقتصاد المصري وإحدي الحجج القوية والاعتقاد بأن الطفل هو أحد أعمدة الإعالة المالية للأسرة. حيث صار دخله أعلي من دخل موظف الحكومة. الأمر الذي رفع قيمة إنجاب الذكور..أوضحت أن الطفل العامل بات له تأثير قوي في أسرته من خلال اتخاذه القرارات والنظر إليه علي أنه يجب سعاده مما دفعه إلي لانحراف وتعاطي المخدرات والبانجو وشم الكُلة.
وقالت لمواجهة تلك الظاهرة والحد منها فإنه يجب تغيير وعي وثقافة المرأة المصرية بشأن عمالة الأطفال عن طريق التعليم وكذلك من خلال وسائل الإعلام وبحرص والوالدين علي الاستقرار الأسري مع مراعاة الجوانب الاجتماعية والثقافية والمادية عند تشريع القوانين بالإضافة إلي تغيير فكر المواطنين بمنح القروض والإعانات للأسر الفقيرة لإقامة مشاريع صغيرة لهم.
* وأكد محمود المرسي مدير عام إدارة العلاقات العامة بديوان عام محافظة المنوفية: أن ظاهرة عمالة الأطفال بمصر تتفاقم بشكل خطير حتي باتت واحدة من أهم القضايا التي تسعي كافة الدول لتصدي لها. ولا تتوقف عمالة الأطفال عند التشغيل في سن صغيرة فقط إنما يتعرض الأطفال لشتي أنواع التعذيب والمارسات غير الأخلاقية في العديد من المجتمعات. كما أن الملايين منهم يتعرضون للتسرب من المدارس والانصراف إلي سوق العمل.
أوضح أن منظمة اليونيسيف كشفت عن وجود 16 طفلاً عاملاً من بين 100 طفل. حيث يعمل أطفال كثيرون في ظل أوضاع استغلالية تؤدي إلي آثار ضارة علي حالتهم الجسمانية وصحتهم العقلية إلي جانب الاستبعاد التام للتعليم.
* وقال السيد ندا موجه تربية اجتماعية إن الفقر وانتشار البطالة بين الآباء وانخفاض دخل المشتغلين منهم يدفعهم إلي إخراج أطفالهم من المدرسة الزج بهم في سوق العمل مما يؤدي إلي مضاعفة الأمية ونقص التأهيل وحرمان نسبة كبيرة من الشريحة الأهم والأكبر في المجتمع من حقها في الحياة بصحة جيدة. كما أن زيادة حجم الأسرة والتضخم المالي وعدم إدراك الأسرة فائدة التعليم وقلة المدارس والتعليم الإلزامي والنظام التعليمي السائد الذي يدفع إلي ترك المدرسة مثل سوء معاملة المعلمين أو الخوف منهم وعدم الرغبة في الدراسة وكذلك عدم المقدرة علي النجاح الدراسي. وقد يكون توقيت الدراسة غير متناسب مع أوقات عمل الأطفال وموقع المدرسة بعيد عن الأطفال والفتيات بشكل خاص.
وقال إن عمالة الأطفال تقف شاهداً علي وجود ظواهر اجتماعية ذات أخطار كبيرة مثل الفقر والحرمان والتفكك الأسري وتفشي المخدرات والإدمان من ناحية واعتماد الأسرة علي أصغر أعضائها سناً دون اعتبار لمصيره أو مستقبله. مؤكداً أنه يجب تكاتف القطاعات باستراتيجيات بعيدة وقصيرة المدي للحد من عمالة الأطفال وإزالة ية آثار جسدية أو نفسية سلبية علي صحة الطفل ونموه الجسدي والعقلي والاجتماعي.
تلميذ في الصباح ونجار ليلاً .. بدمياط
دمياط لمعي ماضي :
محافظة دمياط تنتشر بها عمالة الأطفال التي هي من أهم الركائز الأساسية في المجتمع الدمياطي المتميز بالعمل والعلم وعدم اضاعة الوقت واستغلالها فيما هو مفيد حيث يقوم أولياء الأمور بإعداد أولادهم لتحصيل العلم وفي ذات الوقت احتراف مهنة الآباء وخاصة صناعة الموبيليا في تخصصاتها المتعددة. وفي العصر الحديث أصبح القائمون علي تلك المهنة من أصحاب المؤهلات العليا في جميع التخصصات والحاصلين علي الدبلومات المتوسطة المستفيدين من التعليم في تطوير الصناعة لأنهم مارسوا العمل منذ الانتهاء من المرحلة الابتدائية التي دائماً ما يكون نشيد الصباح في المدارس وهو الأشهر في دمياط "أنا في الصباح تلميذ وبعد الظهر نجار" لذا تربت جميع الأجيال في محافظات تدمياط ابتداءً من سن 12 عاماً علي التعلم والعمل في ذات الوقت وأصبحت نسبة العمالة المهنية المتعلمة 90% بسبب هذه النشأة للأطفال والشباب وقدسية العمل وللاعتماد علي النفس واعداد كل مستقبله بعيداً عن الأهل مهما كان مستواهم الاجتماعي.
ويتميز أطفال دمياط دون غيرها من المحافظات حتي وصولهم إلي سن الشباب عندها يكون قد بدأ في رسم الطريق لنفسه متخذاً ممن سبقوه مثلاً بعيداً عن البحث عن الوظائف الحكومية أو في شركات قطاع الأْعمال. لذا أصبحت دمياط المحافظة الوحيدة بمصر التي لا يوجد بها بطالة بل تستقطب عمالة خارجية.
يقول محمود منير بدأت أمارس العمل بانتظام بعد أن انتهيت من المرحلة الابتدائية في الاجازة الصيفية. وفي اجازة نصف العام وكل ما أحصل عليه من أجر أدخره لأصرف منه أيام الدراسة ويكفي والدي ثمن الملابس طوال العام.
أحمد حنيجل "16 سنة" أعمل نجاراً في الاجازات. وأيام الدراسة بعد الظهر في أول العام. وأنظم الوقت بين العمل والدراسة. وفي الصيف أمارس الرياضة مع العمل.
يؤكد عادل أبو حجازي "11 سنة" أعمل منجد صالون وأنتريه في الاجازات. وأيضاً بعد الظهر عقب عودتي من المدرسة لكي اتعلم الصنعة بجوار الدراسة.
ويضيف كريم الباز أنه توجه للعمل بالتوازن مع الدراسة مثل جميع الزملاء والأشقاء والجيران وهذا مايميز الدمايطة.
مصانع الطوب تقهرهم .. في الغربية
الغربية علي أبو دشيش :
تعد محافظة الغربية ضمن 5 محافظات تتصدر مشهد عمالة الأطفال وتضم محافظات الغربية والشرقية والفيوم والمنيا ودمياط وذلك حسب تقرير مؤسسة "تير دي زوم" السويسرية المهتمة بحماية الأطفال.
يلاحظ انتشار عمالة الأطفال داخل مراكز المحلة الكبري وكفر الزيات وزفتي وطنطا مع انتشار ضعيف داخل مراكز سمنود وبسيون وقطور. وعلي سبيل المثال نجد أنه في المحلة الكبري نظراً لأنها مدينة عمالية بها الآلاف من مصانع الغزل والنسيج وغيرها. يوجد بها الآلاف من الأطفال يعملون داخل تلك المصانع. أما في مدينة كفر الزيات فتنتشر عمالة الأطفال داخل مصانع الطوب والورش وكذلك المحلات وغيرها. بالإضافة إلي عمل الأطفال داخل مدينة كفر الزيات ومركز زفتي سائقي توك توك. كما تنتشر عمالة الأطفال في منطقة ورش السيارات والميكانيكا في شارع الجلاء بمدينة طنطا وغيرها من المناطق التي توجد بها تلك الورش.
ويرجع انتشار عمالة الأطفال بالغربية إلي انخفاض مستوي المعيشة والتسرب من التعليم.
طالب عدد من الخبراء بسرعة وضرورة معالجة تلك القضية التي تمثل كارثة بكل المقاييس وذلك من خلال انشاء المدارس المجتمعية ودور حضان للأطفال في القري الأكثر فقراً إلي جانب التواصل مع أمهات الأطفال المتسربين وتنظيم الدورات التدريبية لهم بمعرفة الخبراء لتنمية مهارتهن ومساعدتهن في تنفيذ المشروعات الصغيرة لزيادة الدخل وتوفير جهات الإقراض ومتابعة المشروعات وتوزيع الوجبات والمواد التموينية علي التلاميذ وأسرهم بشرط ألا تقل نسبة حضورهم عن 80% بالمدارس.
التقت "المساء" مع عدد من الأطفال العاملين بالورش.
أكد "محمد . أ" "10 سنوات" عامل بإحدي ورش صيانة السيارات بمدينة طنطا أن والده قام بتطليق والدته مما اضطره للعمل بإحدي الورش للإنفاق علي المنزل.
وأشار "كمال . ن" أحد الأطفال الذين يعملون بمحل لتجارة الأخشاب إلي أن والده أجبره علي الخروج من المدرسة لعدم قدرته علي توفير المصاريف ودفعه إلي العمل لمساعدته في الإنفاق علي المنزل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.