بعد ارتفاعها الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    إيرادات آي بي إم تخالف توقعات المحللين وتسجل 14.5 مليار دولار في الربع الأول    واشنطن تعلن التصدي لصاروخ حوثي يستهدف على الأرجح سفينة ترفع العلم الأمريكي    أمريكا تضغط على إسرائيل على خلفية مزاعم بشأن قبور جماعية في مستشفيين بقطاع غزة    إيران وروسيا توقعان مذكرة تفاهم أمنية    بعثة الزمالك تسافر إلى غانا اليوم على متن طائرة خاصة استعدادًا لمباراة دريمز    بعد الصعود للمحترفين.. شمس المنصورة تشرق من جديد    فرج عامر يكشف كواليس «قرصة ودن» لاعبي سموحة قبل مباراة البلدية    عاجل.. أسطورة ليفربول ينتقد صلاح ويفجر مفاجأة حول مستقبله    «أتربة عالقة ورياح».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف أماكن سقوط الأمطار    اخماد حريق هائل داخل مخزن أجهزة كهربائية بالمنيا دون إصابات بشرية (صور)    السيناريست مدحت العدل يشيد بمسلسل "الحشاشين"    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    تحظى ب«احترام غير مبرر».. اتهام مباشر لواشنطن بالتغاضي عن انتهاكات إسرائيل    تخصيص 100 فدان في جنوب سيناء لإنشاء فرع جديد لجامعة السويس.. تفاصيل    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    "منافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    الرئيس الموريتاني يُعلن ترشّحه لولاية ثانية    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال الشوارع قنبلة.. وانفجرت!
نشر في المساء يوم 30 - 03 - 2012

منذ عدة سنوات كانت الإحصاءات تشير إلي أن عدد أطفال الشوارع قارب علي ال 2 مليون. وبحساب السنوات فإنهم صاروا شباباً. وجميعهم يعيشون في دولة البلطجة. والإجرام.. ويبيعون أنفسهم لمن يدفع أكثر. لذلك وجدناهم أدوات في أيدي أعداء الوطن. فهم الذين أحرقوا المجمع العلمي. وهاجموا وزارة الداخلية. وسيطروا علي ميدان التحرير.
أطفال الشوارع قنبلة وانفجرت.. وعلي الدولة والمجتمع أن يعد العدة لمواجهة عشرات الآلاف منهم.. لأنهم ناقمون علي الدولة والمجتمع معاً!!
"ميليشيات" منظمة في الإسكندرية
الاسكندرية- دينا زكي:
أطفال الشوارع لم تعد بمثابة قنبلة موقوتة بالاسكندرية ولكنها قنبلة انفجرت بالفعل وبالرغم من الجهود الأهلية والتنفيذية لاحتواء أزمة أطفال الشوارع الا انها بمثابة نقطة في بحر كبير وراء عصابات منظمة لاغتيال براءة الأطفال والتربح بهم والادعاء بأن الفقر والعشوائيات والنظام السابق هم وراء استفحال مشكلة هؤلاء الأطفال وما هي الا أسباب واهية اذا اعتمد عليها البعض لايجاد حلول لهذه المشكلة فلن تحل وستظل بمثابة السكين الذي يطعن في قلب تحول مصر إلي نظام ديمقراطي سليم وخلو الشارع من عالم الجريمة.
وأطفال الشوارع بالاسكندرية أنواع وأشكال فهناك فئة منهم انضموا بالفعل إلي جمعيات أهلية تمكنت من تأهيل البعض منهم ودمجه بالمجتمع وهناك أطفال سقطوا ضحية جمعيات أهلية سادها الفساد فطغت علي حقوقهم وأموالهم وتم حل العديد من أجهزة ادارة مثل هذه الجمعيات لسرعة حصول الطفل علي حقوقه ولكن يبقي الشك قائماً. وهناك فئة من أطفال الشوارع يطلق عليهم "الحرافيش" وهم يعملون في عدة مجالات إجرامية منها بيع المخدرات وتوزيعها والوقوف خلف البلطجي في أي مشاجرة. بل في بعض الأوقات يدفع بهم في الواجهة قبل الهجوم المباشر منه ليكونوا بمثابة حائط صد وأصبح "الحرافيش" يعملون أيضاً في مجال بيع الأسلحة حسب مرحلتهم السنية وهم إما أولاد "مسجلين" خرجوا للحياة ليسروا علي نفس نهج أسرهم أو أنهم من مناطق عشوائية وأسر مطحونة مادياً وكثيرة الإنجاب والبلطجية بوجه العموم لهم أعين في هذه المناطق لاستقطاب الأطفال في سن مبكرة برضاء أفراد أسرهم حيث يقوم "البلطجي" بدفع مرتب شهري لأسرة الطفل وكأنه موظف ويتولي صرف وجبة غذائية له يومياً بالاضافة إلي أقراص الفراولة أو الترامادول ليصبح "الطفل" تحت السيطرة منذ البداية ولا يمكنه التخلي عن "معلمه" ويتجمع الحرافيش في أماكن معروفة لهم في كل منطقة ليتم تدريبهم ولدي كل مجموعة قائد عليهم يمكنه جمعهم في أي لحظة وعل كل "قائد مجموعة" رئيس يفوقه سناً وخبرة ثم هناك نائب المعلم الذي يجتمع بهؤلاء وهو الوحيد الأقرب "للبلطجي" ويتواصل معه وهي مجموعات منظمة تنظيماً يفوق أي تنظيم سياسي في الأحزاب الجديدة أو القديمة.
وهناك نوعية ثالثة من أطفال الشوارع وهي من النوعيات الخطيرة أيضاً وإمكانية إصلاحها ضعيفة وهم الأطفال الذين هربوا من أسرهم إما بدافع القسوة أو الفقر أو التمرد أو حب الاستكشاف أو لفشل دراسي وخوفاً من العقاب أو ضاعوا من أسرهم في الزحام وهذه النوعيات من السهل اصطيادها من محطات القطار سواء قطار أبوقير أو محطة مصر أو سيدي جابر ووراء هذه النوعية من الأطفال لاستدراجهم واستقطابهم تشكيلات مختلفة في الأصل كانوا أطفالاً وتمت معاملتهم بنفس المعاملة ليسيروا علي نفس النهج بعد ان اشتد عودهم وأصبحوا معلمين. ويتم استقطاب هذه النوعية من أطفال الشوارع إما بواسطة أطفال في نفس مرحلتهم السنية ويعملون لصالح "معلم" وهم "السحيبة" القادرون علي "السحب" باعطاء الطعام والشراب للطفل وتوفير مكان للنوم حتي يظل تابع لصديقه الجديد وإما عن طريق "رجل" في العشرينيات أو الثلاينيات يشعره بحنان الأخ الأكبر أو الأب ويسمع لشكواه ويستدرجه للانضمام اليه. وأحياناً تعمل مع هذه النوعية من الشبكات "امرأة" تقوم باستدراج الطفل ولكن في الغالب لا تعمل "المرأة" الا لصالح نفسها ليعمل معها الطفل في مجال التسول أو النشل أو السرقة بمختلف أنواعها.. وطريقة استدراج أطفال الشوارع ليست بهذه السهولة فالأطفال السابق ذكرهم يكونون بمثابة "عود أخضر" ليس له علاقة بالجريمة فيتم استدراجه إلي شقة ويمنع عنه الطعام والشراب كنوع من التعذيب لكي ينصاع للأوامر ثم تبدأ عملية اغتصابه جنسياً وهتك عرضه بالاكراه بصورة يومية وتستمر هذه العملية لمدة شهر وقد تطول حسب مقاومة الطفل ومدة انهياره للانصياع للأوامر وتبدأ عملية تصنيفه أما العمل في شبكات لدعارة الأطفال ويتواجد سماسرة لهم "قوادون" علي الكورنيش ليقف ومعه الطفل ويتفاوض مع الزبون ويحصل علي الأموال مسبقاً ومكان استلام وتسلم الطفل.. وهناك مجموعة من الشبكات تستعين بالأطفال للعمل في شبكات لجمع القمامة وفرزها وبالطبع فذلك لصالح "معلمين" من جامعي القمامة. وهناك يعملون في التسول أو بيع المناديل أو مسح الزجاج بالاشارات المرورية أو بجوار مناطق التسوق وجميعهم بالطبع يعملون لصالح شبكات منظمة ويجتمعون في الخرابات أو الأماكن المهجورة أو ينامون بجوار المقابر أو علي محطات الترام والأتوبيس وهكذا.. وما أكثر الجرائم المفجعة التي عانت منها الاسكندرية من أطفال الشوارع خاصة بقيامهم بقتل بعضهم البعض بوحشية بالرغم من حداثة عمرهم إما للصراع علي "أنثي" لا يتعدي عمرها 15 عاماً أو للتنافس علي أماكن الاستغلال والبيع أو من يحقق أرباحاً أكثر من الآخر فيكون مصدر طمع.
وبوجه العموم فان أطفال الشوارع في مرحلة ما بعد الثورة أصبحوا أكثر خطورة علي الأمن العام فهم بمثابة أداة من بعض المعرضين وعلي استعداد تنفيذ ما يطلب نظير أموال أو الأقراص المخدرة فنجدهم يشاركون في الهجوم علي مديرية أمن الاسكندرية وقذفها بالمولوتوف الذين يقومون باعداده بالاضافة إلي الحجارة ومن خلال اندساسهم في المظاهرات تبدأ عمليات السرقة والنشل ومهاجمة المنازل مستغلين الاعتصامات علي وجه التحديد بالانضمام للمعتصمين والنوم معهم وتناول الطعام والشراب بالمجان ثم الخروج ليلاً لممارسة نشاطهم الاجرامي.
وكانت مديرية أمن الاسكندرية قد ضبطت العديد منهم في أحداث الاعتداء عليها بالاضافة إلي انتشار ظاهرة الاستعانة بالأطفال في أعمال النشل وخطف الحقائب وكسر السيارات وسرقتها بأعداد كبيرة استغلالاً لضعف التواجد الأمني. كما ان أطفال الشوارع من الأحداث أصبحوا يحملون الأسلحة النارية بدلاً من الأمواس ليستخدموها في أعمالهم الاجرامية.
وأخيراً فإن هناك جهوداً بذلت وتبذل لحل مشاكل أطفال الشوارع منها جهود المجالس المحلية باصدار توصيات عديدة لم تنفذ وجهود للجمعيات الأهلية باقامة ماراثون لأطفال الشوارع أو إنشاء لجنة لنجدة الطفل وأخري لحماية الطفولة بالأحياء. إلا انه مهما كانت الجهود والأموال التي يتم إغراق الجمعيات الأهلية بها لحل مشاكل أطفال الشوارع ستظل المشكلة قائمة لوجود مستفيدين منها وميليشيات عصابية أعضاؤها أطفال الشوارع في ظل ضعف القانون أمام جرائم الأطفال أو زعماء الشبكات العصابية.
علي الجانب الآخر طالب الدكتور "أسامة الفولي" محافظ الاسكندرية بضرورة انشاء المزيد من المدارس لتأهيل وتعليم أطفال الشوارع لأن العلم هو بداية توعية الطفل وحماية مستقبله وان المرحلة المقبلة تتطلب وضع استراتيجيات للحد من انتشار هذه الظاهرة بعد ان أصبح أطفال الشوارع ظاهرة تمثل خطراً علي الأمة في مصر مع ضرورة تفعيل البرامج الخاصة لحماية الطفولةبالمحافظة. مشدداً علي ضرورة وقف الانتشار السريع لهذه الظاهرة لأن استفحالها أدي إلي ظهور فئة إجرامية جديدة للاتجار بالأعضاء البشرية مستغلين الأطفال في تحقيق مآربهم وتحقيق الكسب السريع وأوضح ان العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والمحافظة علي الحقوق والكرامة هي بمثابة نقاط ارتكاز لمكافحة هذه الظاهرة المؤسفة.
لا يوجد حصر دقيق بأعدادهم في بني سويف
بني سويف أسامة مصطفي:
أطفال الشوارع قنابل موقوتة في الشوارع ورغم أننا نراهم ونشاهدهم في كل مكان الا انه لا يوجد حصر دقيق باعدادهم سواء علي مستوي مصر أو علي مستوي محافظة بني سويف لأن طفل الشوارع يطلق عليه "طفل ذئبقي" بمعني انه ليس له محل اقامة دائم.
وطفل الشوارع يشاهد نهارا في الحدائق والجناين وفي الليل أسفل الكباري وداخل الأنفاق وفي الأماكن المتطرفة والدولة تسعي لرعايته ولكن.
في بني سويف يتواجد أطفال الشوارع في أماكن معينة عند مزلقانات السكة الحديد يمسك الواحد منهم بيده "فوطة" لتنظيف السيارات المتوقفة في الاشارة المرورية وهو موجود بميدان المحطة ينظف السيارات أيضا المتواجدة في الباركنج ويمد يده للمسافر والقادم من المحطة في محاولة للحصول علي قيمة شراء سندوتش فول أو طعمية يأكلة أو شراء سيجارة ليدخنها في محاولة منه لتقليد الكبار أو المرور علي المقاهي للتسول ورغم ان معظمهم متواجدين في مدينة بني سويف الا انهم ليسوا من أبنائها.
قال سلامة سعد نصر وكيل وزارة الشئون الاجتماعية ببني سويف بدأت الوزارة مؤخراً وفي عهد الوزيرة د. نجوي خليل تهتم بأطفال الشوارع وأرسلت للمديريات تطلب بيانا احصائيا بأطفال المؤسسات لزيادة الدعم المالي والفني لتلك المؤسسات التي ترعي الأطفال وبالفعل أرسلت المديرية هذا البيان ونحن في انتظار وصول الدعم المادي.
أضاف أننا بصدد تفعيل لجان حماية الطفل حيث توجد لجنة رئيسية يرأسها المحافظ ومقررها وكيل وزارة الشئون الاجتماعية تنبسق منها لجان فرعية علي مستوي المراكز والادارات حيث سيتم ايجاد مقترحات وتوصيات وحلول لحماية الطفل بصفة عامة وأطفال الشوارع بصفة خاصة وهذه اللجنة الرئيسية منبثقة من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 أي احتواء هؤلاء الأطفال وتوفير أماكن مناسبة لاقامتهم وممارسة حياتهم اليومية.
أشار إلي أن طفل الشارع هو طفل يتيم أو مجهول النسب أو ناتج عن حالات التفكك الأسري والظروف الاقتصادية الصعبة "الفقر" وهؤلاء هم النسبة المرتفعة من أطفال الشوارع. مؤكدا ان هؤلاء الأطفال يستخدمهم البلطجية في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية مثل ترويج المخدرات والسرقات وناضورجية للشقق المفروشة وأخيرا رأينا استغلالهم في حرق المجمع العلمي ومهاجمة وزارة الداخلية ومجلس الوزراء وأحداث شارعي محمد محمود والفلكي وحقيقة هؤلاء هم افرازات النظام السابق أي قبل 25 يناير الذين كانوا يستخدمونهم في تزوير الانتخابات. أما بعد الثورة فالبلطجية الموجودون هم بلطجية الجياع خرجوا من العشوائيات. فأطفال الشوارع هم الذين يقضون 24 ساعة في الشارع معيشة ولعبا وممارسة حياتية وليلية وليس له أسرة تحضنه أي ليس له مأوي.
يقترح تخصيص مؤسسات رعاية اجتماعية لاحتواء هؤلاء الأطفال وفيها جميع أنواع الرعاية من اعاشة وتعليم وتعليم حرف لهيئة ومحو أمية وممارسة أنشطة رياضية ورحلات ترفيهية وكذلك فتح دفاتر توفير لهم لتأمين مستقبلهم سواء من الاعانات السنوية المقررة من وزارة الشئون أو تبرعات أهل الخير.
أشار سلامة إلي وجود مؤسسة اجتماعية "بنين وبنات" في بني سويف تضم الأطفال الأيتام ومجهولي النسب القادمين من دور رعاية الطفل التابعة لوزارة ا لصحة بخلاف القادمين من قبل الشرطة وتوجد في المؤسسة مدرسة ابتدائية.
أما المستشار حمدي فاروق المحامي العام الأول لنيابات بني سويف فقال يوجد ضمن النيابات المتعددة نيابة الطفل التي تتولي التحقيق في الوقائع التي ترتكب بمعرفة الطفل دون 18 سنة فالمسئولية الجنائية تقع مع الطفل من 7 سنوات حتي 18 سنة طبقا لقانون الطفل رقم 126 لسنة .2008
أضاف يعتبر الطفل معرضا للانحراف اذا وجد متسولا أو لم يكن لديه محل اقامة مستقر أو خالط المغرضين والمعرضين للانحراف أو اعتاد الهروب من المدارس ومعاهد التعليم أو كان سيئ السلوك مارقا من سلطة أبيه أو اذا لم يكن له وسيلة مشروعة للكسب والتعيش.. موضحا انه اذا ضبط الطفل في احدي هذه الحالات أوجب القانون انذار ولي أمره كتابيا لمراقبة حسن سيره وسلوكه واذا استمر يودع باحدي دور الرعاية الاجتماعية.
التدريب علي بعض المهن في الدقهلية
المنصورة- آمال طرابية:
أكدت الدكتورة علية عبدالعظيم وكيل وزارة التضامن الاجتماعي ان دور الدفاع الاجتماعي في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع مؤثر وحيوي للغاية فنحن نقوم باستقبال الحالات المحولة من الشرطة لأنها الجهة المنوطة باحضار تلك الحالات.
أما بالنسبة للحالات التي ترد عن طريق الشرطة بتهمة تشرد يتم إيداعها دار الايواء في حالة عدم الاستدلال علي عناوينهم أو عدم تواجد مستندات إثبات شخصية لهم ومن الممكن ان تستقبل دار الضيافة أطفال الشوارع الذين يحضرون من تلقاء أنفسهم أو عن طريق أسرهم أو فاعل خير.
أضافت: نقدم لهم الرعاية النفسية وتوفير المأوي المناسب للاقامة بوجود سراير ودواليب خاصة لكل طفل والاهتمام بالطعام والملابس وعند سن معينة يتم تدريب الأبناء علي مهن مختلفة داخل المؤسسة مثل النجارة والخياطة والتريكو والمغسلة وتشغيلهم في مهن تناسب ميولهم وقدراتهم داخل المؤسسة أو خارجها.. ويوجد كمدرسة صديقة للأطفال في ظروف خاصة بمؤسسة رعاية الأحداث تم انشاؤها بنبروه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسكو حيث قامت التربية والتعليم بتوفير المدرسين ومرتباتهم والكتب وقامت اليونسكو بتوفير الأثاث والأدوات وأجهزة الكمبيوتر حيث يتم تعليم الأبناء القراءة والكتابة حسب امكانيات كل حالة كما يوجد داخل المؤسسة ملاعب وورش للبنين وللبنات وورشة خياطة وتريكو.
أشارت: نقوم بتنفيذ دورات تدريبية للاخصائيين الاجتماعيين لكيفية التعامل مع الأطفال وتنفيذ تدريب لطلبة وطالبات الخدمة الاجتماعية عن طريق مشروع الدفاع الاجتماعي لكيفية التعامل مع أطفال الشوارع بطريقة علمية.
5 آلاف بالمنيا في حاجة لتفعيل قانون الحماية
المنيا- نبيل يوسف:
وصل عدد أطفال الشوارع بالمنيا إلي أكثر من 5 الاف طفل ما بين متشرد ومعاق بدنياً إلي جانب تعرضهم للأمراض والأوبئة الخطيرة ويرجع سبب ذلك إلي تنقل أطفال الشوارع من منطقة إلي أخري حيث لم يعد لهم مكان موحد ومن المعروف ان طفل الشارع هو من لا يجد مأوي له ولأسرته أو يهرب من أسرته بسبب المشاكل أو لسوء معاملة الأهل معه بخلاف أنهم محرومون من كل الخدمات التي يحصل عليها الأطفال ومن أهمها عدم وجود رعاية صحية لهم لأن قانون التأمين الصحي ينص علي أن الطالب المتمتع بالتأمين الصحي يكون في مراحل التعليم التي تشمله مظلة التأمين الصحي في حين ان أطفال الشوارع هم متسربون من التعليم.
وأكدت مديرة مشروع حماية أطفال الشوارع بمؤسسة حواء أنه توجد مشاكل اقتصادية لهؤلاء الأطفال مطلوب من الدولة ان تحلها وتوفر لهم الأمن والأمان وعودتهم مرة أخري إلي التعليم.
وبمقابلة بعض أطفال الشوارع أكدوا أنهم يتعرضون للاعتداء الجنسي في أول خروجهم إلي الشارع فهم قنبلة موقوتة وان هناك جيلاً آخر من أطفال الشوارع نتيجة الاعتداء الجنسي.
وكان المحافظ الأسبق قد أصدر قراراً بمنع تشغيل الأطفال بالمحاجر ومنعهم من العمل وأصدر قرارات بغلق أي محجر يخالف القرار وتغريم صاحبه مبالغ مالية كبيرة لاجبارهم علي عدم تشغيل هؤلاء الأطفال حتي تتم إعادتهم مرة أخري للتعليم بعد تسربهم وسداد الرسوم لهم واعطائهم الملابس المدرسية ومنحهم وجبة غذائية يومياً تشجيعاً لهم بالعودة إلي المدرسة.
لكن تناسي المحافظ العاملين بالورش وكذلك العاملين علي سيارات السرفيس داخل وخارج المدن رغم ان خطورتهم مثل خطورة الأطفال الذين يعملون بالمحاجر.
كانت المحافظة قد خصصت عام 2010 مساحة 30 ألف متر مربع بمدينة المنيا الجديدة لانشاء مستشفي لرعاية الطفل بتكلفة 35 مليون جنيه من صندوق الخدمات والتنمية المحلية بالمحافظة ويضم 4 أقسام للأطفال المبتسرين والجراجات العامة وأورام الأطفال ومراكز التأهيل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. لكن توقف العمل بالمستشفي لعدم توافر الاعتمادات المالية ومازال الأطفال بالشوارع في حاجة لنظرة رعاية واهتمام وحل مشكلتهم وان يتم اصدار قرارات بغلق أي ورشة مخالفة لقانون الطفل ووقف تراخيص السيارات التي يعمل عليها أطفال وتتم اعادة الأطفال إلي العملية التعليمية دون قيد أو شرط وتوفير لهم معيشة كريمة لهم عن طريق وحدات سكنية ومبالغ مالية.
تسول وإدمان وغسيل سيارات في الشرقية
الشرقية- عبدالعاطي محمد:
تشهد شوارع محافظة الشرقية تواجد العديد من أطفال الشوارع الذين يقومون بفرض أنفسهم علي المارة لتسول مبالغ مالية
في البداية يقول د. عبدالله عسكر استاذ علم النفس وكيل كلية الآداب للدراسات العليا إن ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر المزعجة في المجتمع المصري وجاءت نتيجة التوسعات العمرانية والهجرة من الريف إلي المدينةوزيادة عدد أفراد الاسرة ونقص الدخل ووفاة أحد الوالدين أو الطلاق
أضافت زينب المغاوري موظفة بجامعة الزقازيق ان 9% من أطفال الشوارع تعرضوا للاغتصاب علي يد زملائهم الأكبر سنا ولابد من إعادة تفعيل عدد من المواد في قانون الطفل والخاصة بانذار ولي الأمر واتخاذ التدابير ضد الأب المهمل لاطفاله ومحاسبة كل من يعرض الطفل للانحراف أو يحرضه علي ارتكاب أي عمل اجرامي
قال السيد رحمو "أعمال حرة" إن أطفال الشوارع ينتشرون في الأماكن كثيفة السكان وغالبا ما يعملون في غسيل السيارات ومسح الأحذيةوالتسول من المارة ومنهم من يبحث في صناديق القمامة للعثور علي أي شيء ولو علي لقمة عيش والعديد من هؤلاء الاطفال يتم استغلالهم من قبل أرباب السوابق حيث يقومون بسرقة أجزاء السيارات المختلفة وبيعها بأبخس الأثمان قال الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة وأحد أبناء محافظة الشرقية ان أطفال الشوارع هم وغم علي المجتمع ولابد من اشاعة ونشر التكافل الاجتماعي بحيث لا يكون قاصرا علي تقديم الصدقات والأموال أو انشاء المؤسسات
قال عرفات سعيد موظف: عجز الحكومة عن وجود حل لظاهرة أطفال الشوارع التي تتزايد بشكل يومي جعلهم يتشربون سلوكيات كبار المجرمين وأطفال الشوارع وتحولوا إلي تجار صغار ينتشرون في الشوارع الرئيسية والميادين لبيع المنتجات المختلفة
أضاف حسين عبداللطيف حسونة وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بالمحافظة ان ظاهرة أطفال الشوارع ليست أمنية لكنها اجتماعية اقتصادية حيث ترجع للتفكك الأسري والأسرة لا تلعب دورها الكامل مما يؤدي لحدوث تصدع وانهيار لها وتشتت الابناء وتم استغلال أطفال الشوارع بعد ثورة 25 يناير في ارتكاب جرائم كثيرة منها أحداث شارع محمد محمود وحرق المجمع العلمي وهو ما يمثل جريمة في حق هؤلاء الأطفال.
السيد. م: عن أطفال الشوارع قال كنت أعيش مع والدتي بعد وفاة والدي ولكن طردتني من المنزل بعد زواجها من رجل آخر ووجدت نفسي وحيدا في الشارع لأنام علي الأرصفة وأقوم بمسح السيارات وغسيلها مقابل جنيه أو أكثر من كل زبون لتوفير مصروفات الأكل والشرب.
أضاف زميله محمد. س: تعقدت نفسي لتعدي والدي عليَّ بالضرب مما دفعني لترك المدرسة وقيام والدي بارسالي إلي الأسطي "علي" ميكانيكي والذي مارس معي ألوان التعذيب هو الآخر وطفشت من الورشة والمنزل لأصبح حرا طليقاً في الشارع وأنضم إلي أصدقاء السوء الذين علموني التدخين وشم الكولا.
ظاهرة جديدة في دمياط
دمياط لمعي ماضي:
شهدت دمياط في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة علي الشارع الديماطي. وهي انتشار أطفال الشوارع والتي أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع الدمياطي. بعد التزايد المستمر لعدد الأطفال في الميادين وحصولهم علي مبالغ مالية كبيرة من التسول خاصة أن الدمايطة يتأثرون حينما يرون طفلاً محتاجاً ويقوم الأهالي باعطائهم ملابس ونقوداً ومأكولات. مما يهدد الهدوء الذي تتميز به مدينة دمياط دون غيرها من المحافظات الأخري. وبدأ ظهورهم بكثرة في شوارع عاصمة المحافظة طوال اليوم. ويقضون المساء في حديقة بنت الشاطئ وميدان الساعة وأسفل الكوبري العلوي بمنطقة الأعصر وخلف قصر الثقافة مما آثار قلق المواطنين.
أطفال الشوارع أصبحوا مشكلة حقيقية موجودة بالفعل في دمياط برغم كل ما يقال عن دمياط بأنها بلد التراحم الاجتماعي. وبلد الأغنياء وذات الدخل العالي.
وأكد محمد أبواليزيد مدير العلاقات العامة بمدينة رأس البر. أن أطفال الشوارع في المدينة يأتون إلي رأس البر كل موسم مع بداية الصيف من المحافظات المجاورة. ويشكلون ازعاجا لرواد المصيف مستخدمين كل الوسائل للبحث عن لقمة العيش رغم ما يقوم به مجلس المدينة من تتبعهم علي الشواطئ وفي الحدائق وتسليمهم إلي دور الرعاية.
بينما يشير محمد الشامي صاحب محل برأس البر إلي أن الأطفال يزحفون إلي محافظة دمياط بحثا عن لقمة العيش. ويعملون في مسح زجاج السيارات. أو يسأل ليأكل. وهناك من يطلب العمل في المقاهي لينام فيها. ولكن أحيانا لسوء السلوك يطرد من العمل ويكون مصيره الشارع منتظرا عطف من عرفهم أثناء عمله في المقهي.
أضاف عبدالرازق محمد المحامي أن أطفال الشوارع بدمياط يمثلون ظاهرة خطيرة علي المجتمع الدمياطي منهم من يقوم بالسرقة وبعضهم يثير الذعر للأطفال من مظهرهم وعدم نظافة ملابسهم.
صرح أسامة الجندي وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بدمياط بأن عدد أطفال الشوارع بدمياط لا يتعدون عشرة أطفال من محافظة دمياط. والباقي قادمون من محافظة الدقهلية وبعض الأطفال من قرية الناصرية. ودائما يأتون في موسم الصيف إلي مدينة رأس البر ويقوم مكتب المراقبة بمديرية الشئون الاجتماعية بمتابعة هؤلاء الأطفال وتسليمهم إلي محافظاتهم. وقامت المحافظة مؤخرا بانشاء دار رعاية للبنين في السنانية
"الثالوث القاتل" وراء تفشي الظاهرة .. في المنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق:
أكد د. عبدالمنعم شحاتة أستاذ علم الاجتماع بآداب المنوفية أن جزءاً من ظاهرة أطفال الشوارع يرجع لسبب اقتصادي. حيث إن هؤلاء الأطفال يتسربون من التعليم لهذا السبب. ومعظم البحوث والدراسات أوضحت أن الغالبية من أسرهم أميون. فضلاً عن أن المدخل الاقتصادي متدن للغاية والحياة هامشية وغير مستقرة. كما أن البناء الأسري عبارة عن أسر مفككة يحدث بين أفرادها صراعات ومعاملات متشددة وغالباً ما يحدث انفصال بين الأب والأم وبالتالي يعيش الولد أو البنت قبل هجرهما البيت مع زوجة أب أو زوج أم وتتم معاملتهما بقسوة ويتعرضان للإساءة وقد تتعرض معظم البنات لمحاولة اغتصاب من زوج الأم.
أضاف أن بعض هؤلاء الأطفال يكون لديه في الأساس استعداد لممارسة الجريمة. فيخرج للشارع لأنه الأنسب له وقد يدفع بعض الأهل أبناءهم للأعمال الهامشية مثل الباعة الجائلين. الأمر الذي يتعودون معه علي التواجد بصفة مستمرة في الشارع ويبدأ استغلالهم واستقطابهم من أولاد أكبر منهم سناً أو من قبل أشخاص لهم مصالح معينة وتسخيرهم مرتبط بأسباب انتشار تلك الظاهرة .. مشيراً إلي أنه يصير لهؤلاء الأطفال تنظيم اجتماعي معين يوفر لهم في البداية الحماية.
أوضح أن استغلالهم في أحداث الثورة وما بعدها كان شيئاً طبيعياً كما أثبتت التحقيقات في حريق المجمع العلمي وذلك من أجل المال إلي جانب عامل الإدمان خاصة أنهم كانوا يتعاطون أقراص الترامادول المخدر. وعامل التدخين وهناك أشخاص ضد الثورة يريدون تشويه صورتها فيتوصلون لهؤلاء الأطفال ويقومون بتجنيدهم مقابل نقود قليلة أو جرعة مخدر.
أكد د. شحاتة أن أحد شقي العلاج وقائي وهو الأسهل بمعني أنه من البداية يجب رعاية الأطفال رعاية اجتماعية جيدة. إضافة إلي تقديم مؤسسات المجتمع المدني الدعم المادي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي لهم. فضلاً عن تنفيذ العديد من الأنشطة الجيدة مما يقلل نسبة الوافدين الجدد من هؤلاء الأطفال.
أشار إلي أن هناك ارتباطاً بين مستوي تنظيم السكن وأطفال الشوارع طبقاً للدراسات التي أجراها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية حيث إن الغالبية العظمي منهم يعيشون في العشوائيات بالمدن أكثر من الريف وأكثر من 80% منهم في عشوائيات المدن الكبري. لذا يجب العناية بتطوير هذه المناطق من ناحية التنظيم المعماري وتوفير الخدمات إلي جانب التمكين الاقتصادي والرعاية الاجتماعية لهم مما يجفف منابع تلك الظاهرة. أضاف أن الشق الثاني هم الموجودون بالفعل ويحتاجون للاستقرار من خلال جمعيات أهلية مثلاً توفر لهم إقامة ليلية والعمل نهاراً في أي مشاريع انتاجية تتبناها تلك الجمعيات وبذلك يمكن توفير الأمان والمتطلبات الأساسية لهم وبالتالي يعيشون معظم حياتهم بشكل طبيعي بعد توفير فرص عيش كريمة وأمان ومأوي آمن. لكن تبقي فئة قليلة مؤهلة للجنوح ولديها الاستعداد لذا فهؤلاء يحتاجون لبرامج تأهيل نفسي واجتماعي.
أوضح أن علي الجميع إدراك خطورة أطفال الشوارع ليس من خلال مدخل أمني بل تدخل اجتماعي في الأساس يقوم علي حصر احتياجاتهم وتلبيتها.
* وقال د. رفعت البدري استاذ الصحافة بآداب المنوفية إن أطفال الشوارع ظاهرة انتشرت علي مدار سنوات طويلة خلال النظام السابق الذي لم يتنبه لها أو يبذل جهداً في القضاء عليها أو الحد منها. ومن أسبابها التسرب من التعليم والتفكك الأسري وانتشار المناطق العشوائية والفقر. بالإضافة إلي أن مؤسسات الرعاية مثل رعاية الأيتام والملاجئ ومؤسسات التربية ليس بها ضوابط أو رقابة لها أو ميزانيات كافية وبالتالي قد يمكن تحويل هؤلاء الأطفال لأشخاص أكثر خطورة وانحرافاً. موضحاً أنه في ظل غياب التعليم عن الوالدين يصبح الشارع المأوي لهؤلاء الأطفال وبالتالي من المتوقع صدور سلوكيات منحرفة منهم تتمثل في الاتجار بالمخدرات والتدخين. فضلاً عن الاتجار فيهم جنسياً ومادياً والحصول علي أعضائهم لأنهم بلا صاحب يعولهم أو يسأل عنهم وتم توظيفهم سياسياً بعد الثورة بمقابل مادي أو عيني دون الاكتفاء بأنهم يشكلون ظاهرة اجتماعية.
أوضح د. البدري أنه يؤخذ علي وسائل الإعلام أنها تتناول تلك الظاهرة كخبر أو من خلال تغطية صحفية وإبرازها كنوع من الغرابة والطرافة دون تشخيص أو طرح حلول أو مخاطبة الرأي العام ودون المشاركة في تنمية الوعي أو زيادة مساحته لدي أولياء الأمور فضلاً عن أنه يتم التعامل مع طفل الشارع عند ضبطه في إحدي القضايا كمجرم بقسوة وشدة رغم عدم تنشئتهم اجتماعياً وأكد أن علي المجتمع مسئولية كبيرة تجاه هؤلاء الأطفال لأنهم يمثلون قنابل موقوتة في كل مكان ويعتبر الطفل منهم مشروع مجرم كبير يكبد المجتمع خسائر كبيرة .. مشيراً إلي أنه مع استقرار الدولة واكتمال مؤسساتها وتولي رئيس المسئولية يجب أن تكون قضية أطفال الشوارع علي رأس اهتمامات الحكومة ليس وحدها بل مع تكاتف أفراد المجتمع إلي جانب تنظيم قوافل توعية للمناطق العشوائية..
* ذكر علي الميهي مدير عام الإعلام بجامعة المنوفية أن الوثيقة الدولية لحقوق الطفل والتي خرجت إلي حيز الوجود عام 1989 لم تفلح في الحد من تلك الظاهرة الخطيرة. رغم أن جميع الحقوق الانسانية يجب صونها تؤدي دون تمييز وعلي رأسها الرعاية الصحية والتعليمية والثقافية والأسرية. موضحاً أن المشكلة في مصر متفاقمة حيث تشير بعض الإحصاءات إلي أن أكثر من 2 مليون إلي إلي 4 ملايين طفل يتخذون الشارع مأوي لهم وأحياناً يقومون بأعمال هامشية مثل مسح الأحذية وغسيل السيارات وبيع المناديل والتسول نتيجة عوامل طرد ألجاتهم إلي الشوارع أهمها الفقر وعدم وجود الحياة الآمنة اقتصادياً واجتماعياً لانعدام الحب والحنان إلي جانب ممارسة بعض الأسر العنف غير المشروع تجاه الأبناء وهناك مشاكل اجتماعية مثل الطلاق والانفصال أدت إلي تفاقهم هذه الظاهرة مثل سوء معاملة زوج الأم وزوجة الأب مما جعل البيت مكاناً لا يطاق إلي جانب سوء التنشئة الاجتماعية الناجمة عن كثرة العشوائيات والاحياء الفقيرة بشكل صارخ مما أدي إلي انتشار الظاهرة وما صاحبها من مظاهر خطيرة منها الاعتداء الجنسي ولعل من أشهر تلك الجرائم "التوربيني" إلي جانب الاتجار في الأعضاء البشرية وجرائم الزنا والسفاح وإنجاب البنات الصغيرات حيث يلجأ هؤلاء إلي المبيت بالحدائق العامة وأسفل الكباري ويمارسون عادات تعاطي المخدرات تصل بهم إلي درجة الادمان. وكل الموبقات التي تؤدي إلي استهلاك طاقات هؤلاء وتستنزف الاقتصاد القومي.
أوضح "الميهي" أن تلك الظاهرة تعتبر سبباً ونتيجة للمثلث القاتل الفقر والجهل والمرض وعلاجها يكمن في تلافي أسبابها وطالب بضرورة النهوض بالشريحة الوسطي في المجتمع لاحداث التوازن وذلك من خلال توفير فرص عمل ومتابعة التعليم النظامي منعاً من التسرب ومحاسبة الأسر التي تهمل في تربية أبنائها وكذا معالجة العنف الأسري بتجريمه إلي جانب التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة بحسن التعامل بين أفراد المجتمع والأسرة وتأجيل المبادئ والأخلاق والعادات الحميدة من خلال دور العبادة والجمعيات الأهلية ومراكز الشباب والمدارس والجامعات. مؤكداً ضرورة تضافر جهود الدولة ووزراتها المعنية مع مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال للحد من تلك الظاهرة العالمية.
* وأكدت د. علا الزيات أستاذ علم الاجتماع بآداب المنوفية أن تلك الظاهرة من أكثر الظواهر تأثيراً في استقرار الشارع المصري حيث يتم تسخيرهم في الأضرار ببناء المجتمع وذلك باعتبارهم يمثلون بؤراً اجرامية تودي بهم أولاً ثم تنشر من خلالهم العديد من الظواهر المؤدية لضرب الاستقرار.
* وأوضح محمد زغلول مستشار رئيس هيئة قصور الثقافة أن العلاقات غير الشرعية بين الجنسين التي تكون ثمرتها أطفالاً مجهولي الهوية وراء تلك الظاهرة. حيث يتخذ هؤلاء الأطفال صناديق القمامة وأسفل الكباري وأرصفة الشوارع مأوي لهم. مؤكداً أن المجتمع بأفراده ومؤسساته هو المسئول عن تواجد تلك الفئة.
قال إن العلاج يكمن في حسن اختيار الزوجين كل للآخر. ورعاية الأبناء ومعاملتهم معاملة حسنة إلي جانب إحساس الأبوين والمجتمع معا بالمسئولية تجاه الأطفال.
* وأشاد د. جمال حشيش استشاري أمراض النساء وأطفال الأنابيب بمستشفي شبين الكوم التعليمي إلي أن التفكك الأسري واتجاه كل من الأبوين للعيش كل بطريقته دون النظر إلي أبنائهما الذين يضطرون إلي البحث عمن ينفق عليهم فيتقابلون مع نظرائهم في الشارع ويتم اغراؤهم. وأرجع السبب في ذلك إلي ضعف الدخل المادي للأسرة خاصة إذا كان الأب عاطلاً .. قال إنه يجب علي الدولة وضع منظومة لحفظ كرامة الأفراد من خلال الاهتمام بمنظومة التعليم وتوفير فرص عمل لهم وكفالتهم اجتماعياً بمنح معاش ضمان اجتماعي لا يقل عن الحد الأدني لكل من لا تتاح له فرصة عمل أو اندثرت صناعته التي يعمل بها أو لسبب مرضي مثلاً وذلك لضمان عيشة كريمة له. فضلاً عن التوعية والاهتمام بهؤلاء الأطفال مراعاتهم لأسرهم أو إدماجهم في أسر بديلة أو مؤسسات رعاية وتربية بشرط الأ تشبه المسجون.
يتحدون الجميع .. في أ سيوط !
أسيوط محمود وجدي:
ظاهرة أطفال الشوارع لم تعد قاصرة علي القاهرة أو المدن الكبري فقط وعواصم المحافظات بل أمتد الأمر لأكثر من ذلك حتي باتت تهدد المجتمع في جميع المنشآت خاصة في المستشفيات ووسائل المواصلات. ولاسيما بعد استغلالهم بدنيا: حيث انتشرت ظاهرة عمالة الأطفال في أسيوط حيث يشاهد زائر المحافظة مثل هذه المناظر فهناك طفل يحمل أثقالا وآخر يحمل صناديق بوية أحذية وهكذا تتعدد الصناديق أو أطفال الصناديق ان حاز التعبير وكذلك نجد الكثير من الأطفال الذين يحملون أجولة ويعبثون في أكوام القمامة للبحث عن المخلفات التي يجمعونها للمتاجرين في "الروبابكيا".
يقول الدكتور طارق الجمال الأستاذ بطب أسيوط ان مواجهة الظاهرة يحتاج دراسة أحوال الأسر التي أخرجت هؤلاء إلي الشارع وهل أولياء الأمور مؤهلون بالقدر الكافي لتقبل حقيقة أن هذا الأمر يشكخل خطورة علي أبنائهم.
طالب المحاسب علاء عبدالعزيز مدير الاعلام بجامعة أسيوط المسئولين بالجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني بالنزول إلي قاع المجتمع ودراسة أحوال الناس في تلك المناطق التي تفرز دائما تلك الظواهر التي امتلأت بها الشوارع والميادين وأسفل الكباري.
يشرح الدكتور محمود مصطفي عميد معهد الأورام بجامعة أسيوط أن معهد الأورام بأسيوط يعتد أحد أهم ثلاث مؤسسات لعلاج الأورام لدي الأطفال. إلي جانب المعهد القومي بالقاهرة ومستشفي 757 حيث لدينا قسم بالكامل به 45 سريرا و3 غرف للعناية المركزة والمتوسطة والفائقة. وحجرات للترفيه. حيث نقوم باستقبال جميع الأطفال دون تمييز بل من أهم الأمور التي يتم تطبيقها في العهد هو عدم وضع الأطفال علي قوائم الانتظار. ويري ان هناك بعدا آخر لتلك المشكلة التي أطلت برأسها علي المجتمع وهي النسب العالية في أمراض السرطانات والأورام في الأطفال وذلك جراء العادات غير السليمة والحياة غير الصحية والعلاقات غير السوية التي ارتبطت بتلك الفئات التي تحتاج جهداً كبيراً للعلاج.
يري الدكتور محمد الشاذلي الأستاذ بطب أسيوط ورئيس جمعية الابتسامة المصرية أن الخطورة في تلك المشكلة هي الكم الكبير من الاصابات التي تحدث لهؤلاء الأطفال من جراء الأعمال الخطرة أو العنيفة التي يعملون بها.
يشدد الدكتور جمال محمد علي عميد كلية التربية الرياضية علي ضرورة تهيئة الجو العام للنشء ليعيش حياة كريمة بعيدا عن تلك المتاعب التي تواجه المجتمع.. مشيرا الي تشجيع الرياضة وفتح مراكز الشباب لأبوابها للجميع حتي يتسني للأطفال ممارسة الرياضة التي تبني العقول قبل الاجسام واستغلال حيوية الشباب في الأعمال المفيدة لبناء المجتمع المصري المعاصر
أشارت الدكتورة أسماء صلاح بطب أسيوط الي نقطة مهمة هي أن هؤلاء الأطفال يتواجد بكثرة في القطارات وعلي الأرصفة وكأنهم ولدوا بها حيث ان أعمارهم في كثير من الأحوال لا تتعدي الخمس سنوات والذين يتم استغلالهم في بيع المنتجات رخيصة الثمن والشحاذة وأيضا أعمال البلطجة.
قالت منال فتح الله باحدي الجمعيات الأهلية لا نستطيع الوصول لجميع الفئات رغم الجهد الكبير الذي تقوم به لحل مشاكل هؤلاء الأطفال المنتشرين في الشوارع وأسفل الكباري والمستشفيات وأمام المدارس وغيرها من الأماكن الحكومية سواء لاستدرار عطف المواطنين أو السرقة وغيرها من الأعمال المنافية للآداب.
الدكتورة علية الحسيني رئيس الجمعية النسائية بأسيوط قالت ان جميع أعمال الجمعية ترتكز حول أمرين مهمين لا ثالث لهما هما المرأة والطفل خاصة المعوقين منهم بجانب ندوات التوعية تحاول فتح آفاق جديدة أمام الأسر الفقيرة
من جهة أخري أوصت رسالة دكتوراه نوقشت في جامعة أسيوط عن "أطفال الشوارع" بوضع تقييم وطني للمشكلة وتعزيز دور المنظمات غير الحكومية وتنمية مهارات التربية لدي الأمهات ودفعنم اقتصاديا حيث أكدت ان أطفال الشوارع هم المجموعة الاجتماعية الأكثر ضعفا في أي مجتمع وتسهم عدة عوامل في تصاعد حجم هذه المشكلة خاصة في البلدان النامية منها زيادة معدلات الفقر وانتشار العنف والتفكك في الأسرة فضلا عن تردي الظروف الاقتصادية العالمية وتراجع الدور الاجتماعي للمؤسسات المعنية. وكان "101" من أطفال الشوارع في الفئة العمرية من 6 17 عاما بمدينة بني سويف محورا للدراسة الميدانية التي نالت عنها الباحثة أمل عبدالعظيم درجة الدكتوراه حيث تم اختيارهم وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية وتم من خلال الدراسة التي استمرت علي مدار عام كامل تقييم الحالة الصحية لهذه الفئة مع تحديد عوامل الخطورة الأكثر شيوعا والتي تؤثر علي الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية لديهم تحت اشراف الدكاترة شكرية عدلي. أسماء غريب محمد بكلية التمريض جامعة أسيوط وتامر الحفناوي من جامعة بني سويف.
وتوصلت إلي العديد من النتائج منها ارتفاع نسبة الذكور في العينة إلي 83.2% لم تتعد نسبة من يرتاد المدارس منهم نسبة 2% في حين لم يلتحق 29.7% منهم بالتعليم من الأساسي فضلا عن أن غالبية الآباء والأمهات كانوا من غير المتعلمين ويعملون و25.7% من هؤلاء الآباء كانوا لايزالون متزوجين. وان نسبة 33.7% من هؤلاء الأطفال لديهم زوجات أب و14.9% لديهم أزواج أم كما خلصت النتائج الي ان نسبة الأطفال الذين مازالوا علي صلة بوالديهم لا تتعدي نسبة 33.7% بينما أقر 12.9% منهم ان واليهم كانوا قادرين علي تلبية احتياجاتهم وأوضحت النتائج ان السبب الأكثر شيوعا للجوء هؤلاء الأطفال للشوارع كان كسب المال بنسبة 98% بينما جاء دافع العمل مع الأصدقاء بنسبة 1.6¤% وسوء معاملة الأسرة 36.6% والهروب من الأسرة 32.7% بينما شكل عامل طلاق الوالدين سببا في لجوء 28.7% من هؤلاء الأطفال للشارع وكانت مهنة بيع البضائع علي رأس الأعمال التي يمتهنونها بنسبة 74.3% والتسول بنسبة 57.4% والسرقة 35.6% بينما اقرت نسبة 5% من الأطفال بالعمل في مجال الجنس وان نسبة 58.4% مارس الجنس لأسباب مختلفة منها عامل للتهديد بنسبة 79.7% ومن أجل المال بنسبة 30.5%.
في سوهاج.. بلاغ للنائب العام يتهم الرئيس السابق بإهدار كرامتهم
سوهاج- محمد حامد:
أطفال الشوارع من الظواهر التي فرضت نفسها في الفترة الأخيرة فطفل الشارع ليس مولوداً في الشارع ولكن نتيجة ظروف معينة أدت به إلي الخروج أو الطرد للشارع وهم ضحايا لسلسلة من الإهمال والاضطهاد. وللعلم بعد ثورة يناير تقدمت مجموعة من أطفال الشوارع بسوهاج ببلاغ للنائب العام ضد الرئيس السابق "مبارك". طالبوا فيه بتعويضهم عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية حيث اتهمه أطفال الشوارع بأنه السبب في تدهور أحوال مصر. وبصفته الحاكم ووالي الأمر فإنه تسبب في إهدار كرامتهم وحقوقهم. وأطفال الشوارع بسوهاج ظاهرة منتشرة فرضت نفسها علي الواقع وتراهم في المدن أكثر من القري. فبالقري لم نر أحد منهم إلا قليلاً. لكن بمدينة سوهاج رأينا منهم من يقوم ببيبع المنادل أو الآيات القرآنية ومنهم من يقوم بالتسول وآخر يقوم بمسح الأحذية وهناك من يقوم بتنظيف السيارات ومنهم من يعمل منادياً بالسيارات. أعمارهم لا تتجاوز ال 17 عاماً منتشرين في المحطات والميادين والشوارع ومواقف السيارات وبالجامعات.
يقول السيد عيد واحد منهم أعمل إيه والدي متوفي وأنا أكبر إخواتي وخرجت من المدرسة في أولي ابتدائي. المهم توفير الفلوس للأسرة فأنا مسئول عن 4 اخوات. أما علي إبراهيم فيبلغ من العمر "12 عاماً" عندما اقتربنا منه عاد إلي الوراء لكن بعد فترة وجيزة عرف حقيقتنا وقال "كل الأطفال اللي انته شايفهم دول إما إن والدهم ميت أو أن الأب منفصل عن الأم. أو عندهم مشاكل ويكرهوا بيوتهم جداً. أما عبدالله صابر بائع مناديل يري أنه وجد نفسه بالشارع فالأب تزوج من امرأة أخري وترك أطفاله ولم يجد غير الشارع يعمل فيه. فيما قال "محمد وعلي ومحمود" أطفال ما بين 10- 13 سنة يعملون في تنظيف السيارات بالمحافظة فهو عملهم كل يوم: والدنا أخرجنا من المدارس وقال لنا اشتغلوا لن ينفع التعليم في شئ.
قالت صبرية طفلة صغيرة لا يتعدي عمرها 10 سنوات تبيع اللب "الحمد لله كل يوم شغالة واللي أعملهم أديهم لأبي. فأمي متوفية. وكل يوم بنصيبه ووالدي مريض. أما أنا كنت أتمني أن أدخل المدرسة زي كل البنات. فيما علياء وهذا هو اسمها طفلة ذو الوجه البريء قالت ودموعها علي خديها كل يوم لازم أتي إلي هنا لأبيع عدداً من الأجزاء القرآنية. الواحدة بجنيه فأعطيناها ثمن اثنين دون أن نأخذهما منها فرفضت وأصرت علي إعطائنا إياهم. تجولنا أمام محطة السكة الحديد رأينا من ينام منهم علي الرصيف ومن يقف علي الجانب الآخر في انتظار أن يقوم بحمل حقيبة الراكب إلي حيث يستقل سيارة. أما أحدهم فكان يبيع مصاحف قرآن صغيرة الحجم ورفض الحديث معنا قائلاً ماذا ستفعلون لنا. فيما أكد "أبوخضرة" أن مكان العمل هو مكان النوم له. وبمنطقة الشهيد رأينا العمري أيوب طفل عمره "14 سنة" معه صندوق ورنيش يقوم بتلميع الأحذية للمواطنين مقابل جنهين وعرفنا أن ابيه وامه لا يجدون قوت يومهم وأنه منذ الصغر يعمل كماسح أحذية. اتجهنا إلي نهاية شارع 15 وفي آخر الشارع. وتحديداً كما قيل لنا بالقرب من فرن الفرسان وجدنا عدداً من الأطفال يتخذون من قطعة أرض مكاناً لهم بل يأكلون وينامون فيها ولا عمل لهم غير التسول وربما السرقة إذا أمكن لهم ذلك.. التقينا السيد عيد "13 سنة" عربجي يقول ورثت المهنة عن والدي وليس لي مصدر رزق غيرها والحمد لله ماشي الحال كل يوم برزقه. أما إبراهيم لا يتعدي عمره 10 سنوات فهو متخصص في جمع القمامة ويقول من فترة وأنا شغال فيها ما ليش شغلانة غيرها أنا وثلاثة من أصحابي بطما. وبمدينة أخميم الشيء الغريب كما قاله لنا خالد قدري "مدرس" إن الوالدين أو الأسرة تحرض الأطفال علي الخروج من الشارع خاصة بمنطقة الجبابين بأخميم حيث يقوم الأطفال بجمع الخبز من الشوارع وبيعه لعدد من تجار الأعلاف والمواشي مقابل مبلغ من المال يتحصلون عليه. كما أن البعض منهم ينبشون في القبور بحثاً عن الآثار أو السرقة.
أكد خالد مهران- رئيس المركز المصري لحقوق الإنسان فرع سوهاج- أن أطفال الشوارع نتاج فاسد لسياسة حكومات فاسدة. وعلاج المشكلة يجب أن يكون علاجاً جذرياً وعاجلاً. والمقصود بالعلاج العاجل هو تبني الدولة لهذا القطاع بالاهتمام الشامل وليس مجرد إيواء أو مجرد إعاشتهم والعلاج الجذري يتمثل في عدة أمور منها تيسير الزواج وعدم وضع القوانين المجحفة التي تؤدي إلي طرق الرجل أو المرأة طريق الرذيلة. ونشر ثقافة الحفاظ علي استقرار الأسرة عن طريق وسائل الإعلام والقضاء علي كل من يسعي فسادا في المجتمع.
ويشير الدكتور خالد كاظم أبودوح- أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بسوهاج- إلي أن ظاهرة أطفال الشوارع تولي اهتماماً كبيراً في الوقت الحالي بالرغم من أن حجم الظاهرة ليس معلوماً علي وجه الدقة فهي ظاهرة متحركة من جانب وتعريفها غير محدد من جانب آخر. وهذا ما يجعل الوقوف علي حجمها صعباً جداً. مؤكداً أن تلك الظاهرة ترتبط بمظاهر خلل في البنية الاجتماعية وأن أطفال الشوارع يتعرضون لكافة أنواع الاستغلال. وأوضح أن أطفال الشوارع هم أطفال في مرحلة السن أقل من 18 سنة دفعتهم أوضاعهم الاجتماعية أو الاقتصادية إلي الإقامة في الشارع وهم يفتقدون الرقابة والحماية والتوجيه الذي يجعلهم مستهدفين. مطالباً بتفعيل قانون عمالة الطفل وقانون التعليم الإلزامي ومجانية التعليم. وكذلك تفعيل الغرامات علي الوالدين في حالة التهاون في إلحاق الطفل بالمدرسة. ومراجعة قوانين الأحوال الشخصية. وأن تتبني كل المؤسسات الدينية قضايا الإنجاب وقضايا الأسرة.
من جانبه يؤكد محمد محمود وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بسوهاج أن ظاهرة أطفال الشوارع بالفعل أخطر مشكلة متواجدة وتعتبر قنبلة موقوتة. ولا ننكر وجودها غير أنه بسوهاج تعتبر قليلة جداً بالنسبة لعدد من المحافظات الأخري علي أساس وجود الترابط الأسري بالصعيد وانها وافدة من المحافظات الأخري. وكقطاع الشئون الاجتماعية علي قدر المستطاع نحاول تلافي الأسباب التي قد تؤدي إلي ظهور المشكلةب بسوهاج وبدورنا نتابع تلك الظاهرة عن طريق الإشراف علي تلك الجمعيات التي من احد اختصاصها وقاية المجتمع من بعض الظواهر الضارة وأهمها ظاهرة أطفال الشوارع. غير أن بعض الجمعيات بسوهاج أثبتت فشلها في هذا المجال في سنوات سابقة ولم تكن علي قدر المسئولية لمواجهة تلك الظاهرة. ويطالب وكيل الوزارة إنشاء قسم خاص بأطفال الشوارع تابع للأسرة والطفولة. فيما وجه اللوم إلي مشروع تحسين الصحة بسوهاج بسبب إهماله لتلك الظاهرة التي عمل فيها في سنوات التسعينيات. كما أكد أن 99% من الأحداث والفوضي التي حدثت بعد ثورة 25 يناير من أطفال الشوارع. معترفاً بأن كل الجهود التي تبذل للقضاء علي تلك الظاهرة من خلال الجمعيات والورش ودور الرعاية والتكافل لم تستطع القضاء علي تلك الظاهرة لأسباب كثيرة منها الدعم المادي وكذلك هروب الأطفال أنفسهم وعدم تكيفهم مع الوضع الجديد أو ما يسمي التحكم فيهم. وأضاف أن هناك جهوداً تبذل من خلال المؤسسات الاجتماعية نحاول بها تجنب أسباب وجود ظاهرة أطفال الشوارع بسوهاج لكن يجب علي مؤسسات الدولة كاملة أن تتعاون للحد من تلك الظاهرة ومن ثم القضاء عليها.
وأكدت مايسة يحيي الشريف- المدير التنفيذي للجمعية النسائية لتحسين الصحة بسوهاج- احدي الجمعيات التي اشتغ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.