تسأليننى لماذا أحبك؟ لم يكن القلب الذى أحبك يومًا بقادر على أن يدرك مدى عظمتك وروعتك وعطائك إلا بعد أن صار يقف فى نفس المقام الذى كنتِ تقفينه بحبٍ شديد.. وتفانٍ لا مثيل له بلا انتظارٍ لأى مقابل.. إنه المقام الذى صرت فيه أمًا لأجمل بنتٍ فى الدنيا! فى عينيك يتجسد الأرق إذا صافح البرد جسدي، السهر إذا اقتربت مواعيد اختباراتي، القلق إذا غبت عن العودة إليكِ، الفرح إذا نجحت، البكاء إن حزنت، الإنصات إن تكلمت، سعة الصدر إن انفعلت، التسامح إذا أخطأت، تبيعين الدنيا لمجرد لحظة سعادة تلمحينها فى عيني.. تحضنينى بفخر حينما تسطع لحظات نجاحي، وتنهال دموعك لتصنع أخاديد على خديكِ إن طرق الفشل بابي.. تقولين بحنو: لكل جوادٍ كبوة.. فأقف من جديد مستندة على حائط قلبك الذى لم يعرف اليأس يومًا من توجيه النصح بشفاه مبتسمة وقلبٍ راض. هل قالت لك الأشجار أنها كانت تغار من حنانك وأنتِ تظللينا به فوق رءوسنا الصغيرة وحتى بعدما كبرنا ونضجنا وصرنا آباء وأمهات؟ هل قالت لك المياه العذبة أنها كانت تغار من ضحكتك السلسبيل حين رضاك عن فعلٍ نقوم به، وتكون جائزتك لنا قبلات على خدودنا تمطريننا بها.. كانت عذوبتها تفوق عذوبة أنهار العالم. هل قالت لك الشمس أن دفء يديك حينما كانت تمسد جراحاتنا الصغيرة كانت أرحم ألف مرة من يد أمهر أطباء الدنيا!. هل قالت لك الأرض أنها تفرح حين تدقين بخطواتك الطيبة على أنحائها وتسعد برؤيتك صحيحة معافاة من كل سوء؟ وهل قالت لك الصباحات عني؟ ربما لم تقل لك أى شيء عن حبى الأثير لك وتقديسى لكل ما فيكِ كم أحبك يا أمى .. وأنت منْ أنتِ؟ زارعة الحرف فى يدي، والحق على لسانى والأخلاق فى طريقي، والعطاء وحب الناس.. كم أحبك يا سعاد.. وأنتِ منْ أنت؟ هدهدة الزمان الضنين.. ومفجرة موهبتى الأولى فى لقائى مع الكلمة كم أحبك يا أمي.. وأنتِ منْ أنت؟ أنتِ أجمل الستات قاطبةً.. والبنات فلا تسألينى لماذا أحبك يا سعاد!