تأكيده أنه مستهدف من وزير العدل المستشار أحمد الزند بسبب معارضته بعض سياساته أثناء رئاسته لنادي القضاة، السبب الذى وضعه الجميع لاستقالته من القضاء، هو المستشار محمد السحيمي، القاضى بمحكمة قنا الابتدائية، والذى قدم استقالته يوم السبت الماضى من القضاء. بداية الأزمة بين" السحيمي" و" الزند" يوم20 نوفمبر 2014 عندما قال "السحيمى" أن القانون يلزم "الزند" رئيس نادى القضاة حينها بالحضور عقب استدعاء مجلس التأديب والصلاحية له، لسماع أقواله فى قضية اتهامه ل56 قاضيا بتوقيعهم على "بيان رابعة" من أجل دعم محمد مرسى. "السحيمى" هو ابن المستشار عبد المنعم السحيمي، ولد بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وعين فى النيابة العامة وقضى بها 15 عامًا ثم ترقى للعمل بالمحاكم حتى انتهى به الأمر رئيسا لمحكمة قنا الابتدائية قبل أن يتقدم باستقالته. "السحيمى" كان صديقا للمستشار أحمد الزند، وتولى رئاسة نادى قضاة طنطا أثناء قيادة "الزند" نادى القضاة، كما عمل رئيسا بمحكمة استئناف القاهرة، وذلك إلى أن وقعت مشادة كلامية بينهما حول طلب "السحيمي" الاطلاع على ميزانية النادي، وذلك عقب انتهاء انتخابات التجديد الثلثى للنادى حينها إلا أن الزند استشاط غضبًا من طلب "السحيمي"، ورد عليه قائلا "ميزانية إيه اللى عايزها يلا؟"، فحدثت مشاجرة بين القضاة وصلت إلى التشابك بالأيدي، وتعدى عدد من المتحمسين للزند على القاضى المستقيل. وطرد "الزند" "السحيمي" من مكتبه، فضلاً عن طرد أعضاء النادى للصحفيين والقنوات الفضائية والمصورين، وهو ما ترتب عليه نقله لمحكمة قنا الابتدائية بعيدًا عن محل سكنه وتحميله بآلاف القضايا، وهو ما ترتب عليه استقالته وجاء فى بيان الاستقالة "كان الوزير فى يوم صوت القضاة ورئيس ناديهم، وقد عارضته فى ملأه حينئذ أشد معارضة، فأسرها فى نفسه حتى إذا اعتلى وزارته عاود الخصومة من ديوانها، فأضحى صوتنا سوطا علينا، فنبهنى تنبيها بوقفى عن ترقية، ثم أقصانى إلى الجنوب، حيث محكمة قنا ليترصدنى بأعباء العمل، فوزعه بين رفاقى من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لدى من دعاوى الجنح يفوق فى اليوم ألفا وربت الدعاوى المدنية فجاوزت الثلاثمائة وخمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أنهم يتعجلون خلاصا مني، بل أصدق أن الوزير منتقم غير ذى عفو، وإنى لأعاجل عنقى بذبح قبل أن ينالها بطعنة موتور" قال عن علاقة والده بالزند " إنه إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، وقد رافقه لسنوات يعبران عن ضمير القضاء فى أحلك ما مرت به بلادنا، فإنكم حافَّظون للعهود أوفياء لها، لا تضيعون أصلاب رجالكم، فما لمتجبر من سلطان عندكم إذا أغثتم الملهوفَ فصار ذا بأس، فإن بلغكم كتابى هذا عند مجلسكم فردوه، وما تردُّون إلا نفسى إلي، أما إذا بلغكم وقد رضيتم فتلك استقالتي، أرفعها إليكم وما يرفع النفوس سوى عز بأهله، فاقبلوها إنى لكم من الشاكرين" وعلق على استقالته قائلا: "إن منظومة العدالة غير مطبقة فى مصر، مؤكدا أنه تعرض لضغوط نفسية كبيرة خلال فترة عمله متابعا: «عندما تولى المستشار الزند وزارة العدل أصدقائى قالوا لى شفلك شغلانة تانية» واضاف: «رئيس محكمة قنا الابتدائية هددنى وقالى مش عاوز اسمك يتحط فى جملة مفيدة، وكنت أنظر فى الرول الواحد 1700 جنحة.. أرى الآن أن إصلاح منظومة العدالة أصبح مستحيل» وعن امكانية تراجعه عن الاستقالة خاصة مع عدم وصولها إلى المجلس الأعلى للقضاء، قال «الاستقالة تؤخذ بها شفاهية وأنا أقدم بها الآن على الهواء مرة أخرى.. استقالتى نهائية ولا رجعة فيها»