عرفت سلالم نقابة الصحفيين ب"هايد بارك الحريات"، حيث تعد هايد بارك أكبر الحدائق الملكية فى لندن والتى تستخدم للتعبير عن الحريات ووجهات النظر، قبل ثورة يناير وسعت سلالم النقابة الواسعة كل المطالبين بالحريات أو أصحاب المطالب من العمال والموظفين لأنهم يعتبرونه المكان الأكثر أمنًا لمجاورته نقابة المحامين ونادى القضاة ومنه انطلقت الشرارة الأولى لثورة يناير. بدأ دور نقابة الصحفيين يوم 24 يناير بزيارة أعضاء النقابة لأحد زملائهم المحتجزين الصحفى مجدى أحمد حسين فى سجن المرج بعد تأخر إطلاق سراحه وقتها قال له زملاؤه رافعين روحه المعنوية: "الثورة بكرة" ليرد عليهم "إذن نلتقى فى الميدان". وفى يوم 26 يناير يقرر الصحفيين الانضمام لصفوف الثوار ليكون التجمع انطلاقًا من سلالم النقابة بمسيرة متجهة إلى الميدان، ليواجه الصحفيون عددًا من رجال الأمن المركزى يتصدون لهم محذرين من تخطى سلالم النقابة لتتعالى الأصوات المنادية "الشعب يريد إسقاط النظام". ويتصدر المشهد الصحفى "محمد عبد القدوس" رئيس لجنة الحريات بالنقابة ليحمل ميكرفونه الشهير على سلالم النقابة مرددًا شعاره الشهير "كفاية.. ارحل" ليواجه بالضرب والسحل والاعتقال مع غيره من الصحفيين، ورغم انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين إلا أنه دعم كل الأحزاب والحركات المنادية بسقوط النظام وواصل عبد القدوس دفاعه عن الحريات، وحمل ميكروفونه ضد المجلس العسكري عقب ثورة 25 يناير لتكون النقابة الأكثر دعمًا للحركات المطالبة بسقوط النظام. ووصلت مسيرة ضخمة قادمة من شارع رمسيس في هذا الوقت، أراد المشاركون فيها الانضمام للصحفيين لتلحم المسيرتان، وهنا بدأت الشرطة الضرب بقوة واعتقال مجموعة من الشباب والصحفيين منهم كارم يحيى و"عبد القدوس" وعقب القبض على الصحفيين محاولات زملائهم إقناع الجهات الأمنية الإفراج عنهم ليرفض الصحفيين الخروج إلا ومعهم كل من تم إلقاء القبض عليه، ليشهد يوم 28 يناير أكثر المشاهد الدموية فى تاريخ الصحفيين ليقع "الصحفي أحمد محمود" أول صحفي شهيدًا يصور قاتله بيده ليظل فى غيبوبة 5 أيام قبل رحيله، وتخرج جنازته من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير وسط تعاطف الجميع مع شهيد الواجب. وفى اليوم التالى تجمع عدد من الصحفيين فى الطابق الأرضي للنقابة، وفى ذلك اليوم قرروا تشكيل المركز الصحفى فى ميدان التحرير، ليكون الصحفى شاهدا حقيقيا لكل الأحداث لينقل الصورة الواقعية للأحداث. وعقب ثورة 25 يناير 2011 انتقلت المظاهرات من سلالم النقابة أخيرا إلى ميدان التحرير، إلى أن عادت إلى موطنها الأصلى على سلالم النقابة حيث يقف الصحفيون المعتدى عليهم فى أحداث اشتباكات مجلس الوزراء، ويجاورهم الأطباء الميدانيون الذين عالجوا المصابين خلال الأحداث، للتنديد بالاعتداءات التى أصابتهم خلال الاشتباكات على يد قوات الأمن. وفى عام 2012 يقف المئات من الصيادين من أبناء محافظة الدقهلية، على سلالم نقابة الصحفيين للمطالبة بتطهير البحيرة من البلطجية، وعقب هذا العام تظاهر العشرات من أعضاء نقابة العاملين بالصحة، وطلاب المعاهد الفنية الصحية للمطالبة بإنشاء كلية حكومة للعلوم الطبية تتيح لهم استكمال تعليمهم بالمجان. وفى 2014 نظم المئات من الصحفيين وقفة احتجاجية على سلالم النقابة تنديدا بمقتل الصحفية ميادة أشرف، وفى العام الماضى نظم أهالى الأقباط المخطوفين فى ليبيا على يد تنظيم "داعش الإرهابي"ومن ثم الوقفات المنظمة بشأن قانون الحق فى التظاهر وقانون الخدمة المدنية لتعلن النقابة احتفالا بذكرى ثورة يناير الخامسة تنظيم معرض صور يضم أحداث صورة يناير وشهدائها يتبعها عرض فيلم تسجيلى عن ثورة يناير.