يرى خبراء فى مجال الرى والسدود أن تأجيل الاجتماع السداسى الخاص بسد النهضة لأسباب إجرائية، هو تأكيد على مماطلة إثيوبيا لتعطيل مصر بشأن مباحثات سد النهضة، مطالبين بوجود تحركات جديدة لمواجهة ذلك. وقالت السفيرة منى عمر، المتخصصة فى الشئون الأفريقية، إن تأجير إثيوبيا للاجتماع الثلاثى بينها وبين مصر، هو عبارة عن مماطلة من جانبها، لتعطيل مصر، وقيامها ببناء السد حتى تحقق أهدافها المرجوة. وأكدت عمر خلال تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن كل ما تفعله إثيوبيا يصيب مصر بمزيد من الضرر، لأن كل ما يحدث هو إهدار وقت حتى تضع مصر أما الأمر الواقع، وكل هذا ليس فى الصالح العام لمصر. وأعربت عمر عن غضبها تجاه ما تفعله إثيوبيا، بعد تأجيل اجتماعاتها مع مصر لأكثر من مرة. وقالت الدكتورة نانيس فهمى، الباحثة فى الشئون الأفريقية، إن تأجيل الاجتماع السداسى لوزراء الرى والخارجية بشأن سد النهضة، الذى كان مقررًا له غدًا الأحد بالعاصمة السودانية الخرطوم، وتم تأجيله بناء على طلب إثيوبى هو استمرار للتعنت والمماطلة الإثيوبية فى مفاوضات سد النهضة لكسب مزيد من الوقت للإسراع فى بناء السد، وفرضه كأمر واقع على القاهرة، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع كانت له أهمية خاصة نتيجة وجود وزراء الخارجية، حيث إن الاجتماع كان سيكون أكثر حسمًا من الاجتماعات السابقة. وأضافت فهمى، أن هناك عداء إثيوبيًا تجاه مصر، واتضح ذلك من خلال قيام إثيوبيا بمنح شركة إسرائيلية حق تسويق سد النهضة، وهو ما يؤكد وجود أصابع خارجية تعبث بالمصالح المصرية، مشيرة إلى أن هناك دعمًا أمريكيا إسرائيليا لأديس أبابا لتحريضها ضد مصر وخنقها مائيا. وتابعت فهمى: لابد أن يكون لمصر موقف حاسم خلال الأيام القادمة مثل مطالبة مصر بالتحكيم الدولي، فضلا عن الدعوة إلى اجتماع رئاسى بين مصر وإثيوبيا لحل الأزمة، خاصة أن أديس أبابا ماضية فى خطتها فى بناء وتشغيل السد دون أى نظر للمطالب المصرية. وأشارت إلى أن الدراسات التى تطالب مصر بإجرائها لقياس تأثير سد النهضة على مصر من الناحية البيئية والاجتماعية والمائية والاقتصادية لن تنتهى خلال فترة قصيرة وسيستغرق إجراؤها أكثر من عام، وتلك الفترة كفيلة بالانتهاء من السد وبدء تشغيله، لذلك لا مفر من إيقاف أعمال بناء السد فورًا. فيما قال الدكتور محمود أبو زيد، وزير الرى السابق، إن تأجيل إثيوبيا الاجتماع السداسى بينها وبين مصر بشأن سد النهضة، كان نتيجة إشغالات الجانب الإثيوبى ببعض الأمور السياسية، مؤكدًا أن الاجتماع سوف يتم خلال الثلاثة الأيام القادمة.