قررت إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ولأول مرة في تاريخها، تقديم عروض أفلام داخل سجون تونس. وتنطلق الدورة 26 للمهرجان هذه السنة من 21 إلى 28 من الشهر الجاري، وتنتشر في عدد من المحافظات داخل البلاد وفي الجامعات والكليات. وقال المشرفون على هذه الدورة في مؤتمر صحفي، عقدوه اليوم الثلاثاء، في العاصمة تونس، إن أيام قرطاج السينمائية ستوفر الفرصة لعدد من السجناء للتمتع بمشاهدة أشرطة سينمائية من إعداد المهرجان. وسيتم عرض الأفلام في 4 سجون (سجن برج الرومي وسجن المرناقية وسجن المهدية وسجن النساء بمنوبة)، بحضور مخرجيها، وسيفتح لهم حلقات نقاش بوجود أعضاء من المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب. وأعدت إدارة المهرجان نحو 300 فيلم (من مجموع 600 فيلم قدموا ترشحهم) من 56 جنسية عربية وأوروبية وأفريقية ستعرض في 30 قاعة سينما، ومن المنتظر أن يحضرها أكثر من 150 ألفاً من الجمهور. ورشح فريق اختيار الأعمال لمسابقة الأفلام الطويلة، الفيلم المثير للجدل "الزين اللي فيك" للمخرج المغربي "نبيل عيوش"، الذي منعت السلطات المغربية عرضه في البلاد لما "يتضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية". ويروي نبيل عيوش في فلمه قصة 3 عاهرات في المغرب تجمعهم مغامرات الليلة بزبائن من مختلف الجنسيات، ويبرز الصراع بين هذه الفئة في المجتمع والبيئة الاجتماعية التي تعيش فيه. وأكدت فاطمة الشريف عضوة لجنة اختبار الأفلام أن "عملية اختيار الأفلام خضعت لمعايير معينة منها تفادي الرقابة والرقابة الذاتية خاصة، وتجاوز حاجز المواضيع الممنوعة". وتقدر ميزانية الدورة 26 بنحو 1.2 مليون دولار وتخصص منها 60 ألف دولا للجوائز و يشترك في تمويلها وزارة الثقافة التونسية وعدد من المستشهرين. وتتشكل لجنة التحكيم للأفلام الطويلة من 6 أعضاء من جنسيات مختلفة، يترأسها السينمائي المغربي ''نورالدين صال".