افتتحت أمس الخميس، الدورة 46 لمهرجان قرطاج الدولي بمذاق سينمائي من خلال أول عرض لفيلم (النخيل الجريح) للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار الذي ألقي الضوء على "معركة الجلاء" ضد المستعمر الفرنسي السابق في منتصف القرن الماضي. بعد سنوات طويلة من الغياب عن قرطاج عاد الفن السابع ليفتتح المهرجان الذي تعود رواده أن يشاهدوا في الأغلب في ليلة الافتتاح عروضا موسيقية. وقال مدير المهرجان بوبكر بن فرج، إن اختيار افتتاح الدورة الحالية بعرض سينمائي هو تتويج لجهود متميزة يقوم بها السينمائيون في تونس مضيفا انه يندرج في سياق احتفال تونس بعام السينما. لكنه أضاف أن الافتتاح بالسينما لا يلغي الحضور المميز لباقي الفنون الأخرى وقال "شتى أنواع الفنون حاضرة بقرطاج من موسيقى ورقص وسينما واستعراض والمشاركون قادمون ألينا من أربع قارات قرطاج هو الأصالة والانفتاح أيضا." فيلم (النخيل الجريح) وهو من إنتاج تونسي جزائري مشترك يحكي قصة فتاة تونسية تبحث عن تاريخ والدها الشهيد الذي سقط خلال " حرب بنزرت" المعروفة أيضا باسم "معركة الجلاء" خلال عام 1961 . وتواجه بطلة الفيلم (شامة) خلال عملية البحث الشاقة عراقيل كثيرة حيث تتضارب بعض التفاصيل أمام بعض الكتابات ومحتوى الذاكرة الشعبية التي ظلت تختزن كما مهما من الحقائق. وتكتشف شامة التي قتل والدها برصاص جنود المستعمر حينما كانت رضيعة أن بعض المؤرخين أغفلوا الحقائق وتناسوا شهداء قدموا أنفسهم فداء للوطن. ودامت معركة الجلاء ببنزرت بين قوات الاستعمار الفرنسي وبين الشعب التونسي أربعة أيام من 19 إلى 22 يوليو تموز 1961 التاريخ الذي صدق فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يقضي بوقف إطلاق النار وأسفرت المعارك عن مجزرة رهيبة في صفوف التونسيين حيث سقط عدد كبير من القتلى. وقالت بطلة الفيلم ليلى واز عقب عرض الفيلم أنها سعيدة بأداء دور مهم في فيلم روائي مهم مثل شارع النخيل مضيفة أنها تشعر "بسعادة بالغة لعرض الفيلم بافتتاح قرطاج ولإعجاب الجمهور به في أول عرض له." وأشاد نقاد وسينمائيون بافتتاح المهرجان بفيلم سينمائي معتبرين أنه أمر محفز للسينما التونسية. وقال المخرج إبراهيم اللطيف "أعتقد أنه من الرائع أن تمنح الفرصة لفيلم تونسي لافتتاح قرطاج وهذا تكريم للسينما التونسية ومحفز لها." وحضر الفيلم حوالي أربعة آلاف متفرج. وسيقدم خلال الدورة الحالية لمهرجان قرطاج عدد من العروض من بينها عرض للمغنية اللبنانية ماجدة الرومي والسوري صباح فخري وايدير من الجزائر وإسماعيل لو من السنغال وأيروس رامازوتي من إيطاليا وهيلان سيجارا من فرنسا، ولطفي بوشناق وصابر الرباعي ونجاة عطية من تونس، إضافة إلى اللبناني راغب علامة والمغربية سميرة سعيد. كما سيستضيف مهرجان قرطاج عروضا فنية مميزة مثل مجموعة الرقص الأرجنتينية خوليو بوكا وعرض بالي روفانسيك من روسيا، إضافة إلى رقص صوفي (الحضرة) للفاضل الجزيري من تونس.