تشهد الدورة الثالثة والعشرون لمهرجان أيام قرطاج السينمائية والتي انطلقت يوم23 أكتوبر الحالي وتستمر حتي31 من نفس الشهر بمشاركة250 فيلما من65 دولة عربية وافريقية وأجنبية حضورا كبيرا للسينما المصرية في عدد الأفلام المشاركة في أكثر من مسابقة, أو في عدد النجوم والسينمائيين المصريين الذين حضروا للمشاركة ومتابعة أيام قرطاج السينمائية. ففي المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة تشارك مصر بفيلمي رسائل البحر بطولة بسمة وآسر ياسين, واخراج داود عبد السيد لم يعرض حتي الأن والثاني ميكروفون بطولة خالد أبوالنجا ويسرا اللوزي, واخراج أحمد عبد الله, وقد عرض أمس الأول وأمس للجمهور ولاقي حضورا جماهيريا كبيرا رغم انقسام آراء الجمهور والنقاد حول الفيلم, وهناك فيلم هليوبوليس بطولة خالد أبو النجا واخراج أحمد عبد الله, والذي عرض أمس في قسم حصص خاصة أما في قسم سينمات من العالم فقد عرضت ثلاثة أفلام هي واحد صفر وخلطة فوزية بطولة إلهام شاهين وإحكي ياشهر زاد بطولة مني زكي وإخراج يسري نصر الله. والمتابع لأيام قرطاج يجد أن دور العرض السينمائية قد عادت إليها الحياة رغم سوء حالتها الفنية مع انطلاق هذه الدورة, وازداد الجمهور التونسي عليها لمشاهدة الأفلام المصرية, حيث أن هذا الجمهور مولع بكل الفنون المصرية وخاصة الفن السابع.. أما بالنسبة لحضور النجوم والسينمائيين المصريين, فقد حضرت يسرا حفل الافتتاح ثم سافرت الي قطر لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان ترايبكا الدوحة.. وإلهام شاهين عضوة لجنة تحكيم المسابقة الدولية, وخالد أبوالنجا عضو لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية كما حضر المخرج يسري نصر الله الذي ألقي محاضرة عن الاخراج السينمائي بالمكتبة المعلوماتية بتونس, تحدث فيها عن رؤيته الاخراجية الخاصة وكيف أنه يعتمد علي التكوين النفسي لأي شخصية يقدمها علي الشاشة, كما أنه يحاول الاقتراب أكثر من مشكلات وقضايا المجتمع المصري.. كما حضرت النجمة الشابة يسرا اللوزي, والمخرج أحمد عبد الله وأحمد رشوان والممثل الشاب محمد يوسف الي جانب الوفد الإعلامي, ولكن كان الحضور الأكثر شعبية وحميمية للنجم نور الشريف, الذي حضر رغم عدم وجود أي أفلام له وغادر تونس أمس.. و د. خالد عبد الجليل رئيس لجنة تحكيم قسم سينما المرأة, وكذلك فيولا شفيق عضو لجنة التحكيم بنفس المسابقة. ولكن قبل أن يغادر تونس أكد نور الشريف ل الأهرام المسائي أنه فضل الحضور الي مهرجان قرطاج السينمائي علي حضور أي مهرجان آخر من المهرجانات التي تقام في نفس التوقيت, مشيرا الي أن أيام قرطاج لها خصوصية في نفس كل فنان مصري, لأنها من أقدم الاحتفاليات السينمائية في المنطقة العربية وافريقيا, وأيضا لها طعم ومذاق وخصوصية تميزها عن باقي المهرجانات السينمائية والتي أصبحت تصرف ببذخ بدون أي روح أو هدف. وأضاف نور الشريف أنه لولا ارتباطه بجلسات عمل لتحضير فيلمه السينمائي الجديد لما غادر تونس قبل انتهاء هذه الدورة.. لأن مهرجان قرطاج يعرض نوعية معينة من الأفلام ويلقي الضوء علي سينما مختلفة لم يتسن لنا مشاهدتها إلا في هذا المهرجان, وهذا هو سبب التميز والخصوصية التي يتمتع بها هذا المهرجان أضف الي ذلك حالة الاحتفاء بالنجوم والسينمائيين والوفد المصري من جانب ادارة المهرجان ومن جانب الجمهور التونسي, مشيرا الي ان هذا المهرجان الذي يقدم بانتظام منذ44 عاما قام بتكريم كل نجوم السينما المصرية واحتفي بهم في كل دوراته. وعن رأيه في إغلاق بعض القنوات الفضائية في مصر قال نور الشريف: هذا القرار جاء متأخرا فهناك قنوات كان لابد من إغلاقها منذ4 سنوات ولكننا تركناها حتي نجحت في إفساد الذوق العام وتغيير بعض العقول الضعيفة والنفوس المريضة, وأصبحت بالفعل تهدد قيم واستقرار المجتمع. وأضاف نور أن المهرجانات السينمائية العربية عليها أن تعيد ترتيب أوراقها ومواعيدها حتي لاتتعارض أو تتضارب مع بعضها البعض, وحتي يستطيع كل مهرجان أن يحقق أهدافه بشكل أكثر فاعلية ونجاح. المسابقة الرسمية: عرض أمس ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية23 فيلم دولة العنف من جنوب افريقيا, اخاج خالو ماتابان. ويتناول الفيلم حالة العنف التي عاشها المجتمع الجنوب افريقي لسنوات طويلة بين البيض والسود, وذلك من خلال بوبيدي البالغ35 عاما وصاحب البشرة السمراء.. يتولي منصب رئيس احدي الشركات الكبري للمعادن بجوهانسبرج, وبعد أن احتفل بهذه الترقية مع زوجة جوي وأصدقائه, يتعرض لهجوم عنيف من بعض الأفراد, تقتل علي أثره زوجته!! كما عرض أمس ايضا الفيلم التونسي النخيل الجريح بطولة ليلي واز, ناجي ناجح, وحسان كشاس وريم تكوشت, وانتاج عام.2010 ويتناول الفيلم حال المجتمع التونسي والعربي الذي يعاني الفقر والبطالة وذلك من خلال شيماء الفتاة التي تبحث عن عمل لتساعد أمها في العيش بعد وفاة أبيها, فتجد عملا في مدينة بيروت لدي كاتب يعد مخطوطا في شكل سيرة ذاتية, ولكن يقودها هذا العمل الي اكتشاف حقائق تهز الكثير من المسلمات داخل المجتمع.