غضب شعبي وجماهيري وانتقادات واسعة طالت النظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي بعدما صوتت مصر لأول مرة لصالح إسرائيل منذ قيامها لمنحها عضوية لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي بالجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل حصلت على العضوية الكاملة فى اللجنة بعدما أيدت 117 دولة منحها هذا المقعد ومن بينها مصر رغم امتناع 21 دولة أخرى ومن بينها قطر عن التصويت. وأكد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن مصر صوتت لصالح انضمام إسرائيل لعضوية اللجنة لأن القرار يشمل 6 دول دفعة واحدة من بينها 3 دول عربية خليجية دون منح الدول الأعضاء حق الاختيار فيما بينها. وأوضح أبو زيد في بيان أن التزام مصر بدعم الدول العربية المرشحة للجنة هو الدافع الرئيسي وراء تصويتها لصالح القرار، مشيرًا إلى أن الموقف العربي الموحد تم التعبير عنه في بيان مشترك عقب عملية التصويت. وتابع أن المجموعة العربية ومن بينها مصر، اتفقت على تقديم شرح للتصويت عقب انتهاء عملية التصويت توضح فيه دعمها للدول العربية الثلاث المنضمة للجنة والدولتين الأخريين وهما سريلانكا والسلفادور، مع التحفظ على انضمام إسرائيل. فيما قال الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور سعيد اللاوندي، إنه يجب التمييز بين موقف مصر من التصويت لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة وموقفها من قضية إسرائيل مع فلسطين خاصة أنه لا توجد دولة عربية علاقتها سيئة مع إسرائيل مثل مصر، مشيرًا إلى أن مصر دائمًا ما تتعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتندد بما تفعله إسرائيل من جرائم تجاه الشعب الفلسطيني. وأضاف اللاوندي في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن إسرائيل دولة معترف بها في المحافل الدولية وليس من الذكاء أن تنشر مصر خلافاتها معها في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحظى بتأييد من غالبية الدول وأن رأي مصر تحصيل حاصل. وتابع أن الدول العربية التي امتنعت عن التصويت ضد إسرائيل لم تفعل شئ ضد إسرائيل حتي الآن بالإضافة الي وجود سفارات لتلك الدول داخل إسرائيل مما يعني أنها تتعاون معها علي المستوي الدولي مشيرا الي أن مصر لا تنجر وراء أحد وتتخذ مواقفها وفقا لمصالحها الخاصة دون إملاء من أحد للتأكيد على سياديتها الخاصة في اتخاذ القرار وحول الاتهامات التي تطول نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بمد جسور التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، أكد اللاوندي أن اتهامات التطبيع بين مصر وإسرائيل لم تنتهِ منذ توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد. فيما قال رامي شعث، عضو الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل، إن ما حدث هو مصيبة ناتجة عن بواقي ومدرسة كامب ديفيد التي تحكم مصر على مر العصور الماضية وحتى الآن، مشيرًا إلى أن الإرادة الأمريكية استطاعت أن تلغى الإرادة السياسية المصرية. وأضاف شعث ما حدث لم يصدمني ولكني موجوع على الحال الذي وصلت إليه مصر في عالم يرى المقاومة إرهابا والعدو حليفًا. أما محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي علق قائلاً: "تصويت النظام المصري لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة ليس موقفًا جديدًا". وأضاف سيف الدولة "فلقد انحاز لها في العدوان على غزة وحصارها وفي إنشاء المنطقة العازلة وفى إغلاق المعبر وهدم الأنفاق وفى عدائه للمقاومة وفى شيطنة الفلسطينيين". وتابع: "كما لا يجب أن ننسى أنه ذات النظام الذي باع فلسطين في صفقة كامب ديفيد حين اعترف بشرعية إسرائيل". وأضاف التحالف نعتبر الموقف دليلاً جديدًا على التخلي الصريح عن كل قيم ثورة 25 يناير بل عن التزامات وعهود كنا نظنها من ثوابت الدولة المصرية. وبدورها وصفت الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل بمصر بكونه سقطة معلنة رفضها التام لهذه الخطوة، مؤكدة دعمها التام لانتفاضة أهلنا بفلسطين وكفاحهم وصمودهم، بحجم تأكيدها على رفضها التام وعدم اعترافها بشرعية هذا الكيان الصهيوني المجرم المحتل. واستنكرت في بيان لها أن ذلك الإجراء جاء في ظل امتناع باقي الدول العربية عن التصويت، وغياب بعضها عن الجلسة ورفض دولة وحيدة وهي ناميبيا، مشيرة إلى أن هذا الإجراء بمثابة الموافقة إن لم يكن التأكيد والدعم لنهج وسياسات هذا الكيان الصهيوني العرقي القمعي المغتصب هذا الدعم الذي تلقته إسرائيل بفرحة عارمة واحتفالات معلنة جنيها لثمرة جهودها وتحركاتها الدبلوماسية وتعاون شركائها". كما دعت جموع المصريين والشعوب العربية لرفض هذا التصرف وإدانته وتأكيد دعمهم لانتفاضة الفلسطينيين وصمودهم ورفضهم جميعًا الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني المجرم والتعامل معه وبأي حق له في الوجود. فيما قال الإعلامي باسم يوسف في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مصر صوتت لإسرائيل فى الأممالمتحدة، ياريت المبررتية يرسونا نرد إزاي؟!".