خصص جبرييل روزنباوم، الاستاذ في اللغة والأدب العربي في الجامعة العبرية بالقدس، ومدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، مقالا له بصحيفة "هآرتس" العبرية للحديث عن الكاتب المسرحي الراحل علي سالم، بمناسبة مرور 40 يوما على وفاته. وبعنوان "وداعا علي سالم ..فارس الاستفزاز في مصر"، قال روزنباوم إن "الكاتب المسرحي والأديب والصحفي المصري جلب عليه غضب أبناء شعبه في حربه الضروس من أجل السلام مع تل أبيب". وأضاف "في أخر لقاء لي بسالم في القاهرة، قال لي (أعاني من مرض 5 نجوم، أجريت عملية جراحية في الكلى وأنا مصاب بالسرطان)، لكنه لم يبدو قلقا، لقد وقف لسنوات وبشكل بطولي ضد أعداء كثيرين، منذ وفاتة كتب عنه الكثير، وكذلك في إسرائيل، بالأخص عن دعمه للسلام والتطبيع، كما كتب القليل عن شخصية وإنتاجه الأدبي، في السطور التالية سأتطرق لهذا الأمر من زاويتي الشخصية". وقال "قابلته أول مرة عام 1994، خلال زيارته لإسرائيل، كان وقتها كاتبا مسرحيا معروفا في مصر، وكان معروفا بالأخص كمؤلف لمسرحية (مدرسة المشاغبين)، المسرحية التي تقتبس منها الأجيال من متحدثي العربي في الشرق الأوسط، جملا ومقولات منها، حتى يومنا هذا". وأضاف " ذات يوم اتصل بي البروفيسور ساسون سوميخ، الاستاذ بجامعة تل أبيب، وقال لي إن علي سالم أبلغه بوجوده في إسرائيل، وسألني :هل التقي به؟، وفي اليوم اللاحق كنا في طريقنا للقائه بمنطقة نتانيا الإسرائيلية، عثرنا عل الفندق، والتقينا به، ولم يصادف أن قابلته في زياراتي السابقة للقاهرة". واستكمل "لقد وصل سالم لإسرائيل بسيارته الخاصة، وكان المصري الوحيد الذي فعل ذلك، المحادثة بيننا جرت بلهجة مصرية وعندما شعرت أن الأجواء مريحة تجرأت وطلبت منه الإذن كي أترجم مسرحيته (كوميديا أوديب) للعبرية، فرد علي قائلا (إذا وافقتك شفويا، فأنت لا تحتاج إلى موافقة كتابية)، وبعد 4 سنوات خرجت الترجمة للنور وكان سالم سعيدا برؤيتها". وقال "اقترحت عليه أن يحل ضيفا في محاضراتي التي ألقيها بالجامعة العبرية، ورد علي أنه سيأتي، لم أخبر طلابي ولم أقل كلمة لأي شخص بالجامعة، لم أكن واثقا أنه سيأتي وأنه سيقطع رحلاته في إسرائيل من أجل ذلك، لكنه جاء". وأضاف " لقد زار إسرائيل عدة مرات، كان أخرها في 2005، وفي لقاء بيننا في القاهرة في نفس العام اقترحت عليه أن يزور الجامعة العبرية مجددا كضيف، وافق وحدد موعدا بأنه سيأتي بعد شهر، وكنت واثقا هذه المرة أنه سيأتي، وهو ما حدث وشارك في المحاضرات التي ألقيتها". وقال "كان يقول لي أنه من حقه أن يسافر خارج مصر بدون إذن"، مضيفا " أبلغني سالم أن الكثير من المارة الذي تعرفوا عليه بالشارع اقتربوا منه وأعربوا عن دعمهم وتأييدهم لأرائه وقاموا بتشجيعه، لقد كان مؤمنا أنه ليس وحده في المعركة من أجل السلام والتطبيع، كان يخبرني أن (إسرائيل ليست عدوا لمصر) لقد كان يدعو لتوطيد العلاقات بين الدولتين من أجل مصلحتيهما". وختم روزنباوم مقاله "لقد كان علي سالم يتميز بالعناد الذي لا هوادة له، ولم تكن التهديدات ومحاولات عزله لتنجح في زحزحته عن مواقفه، وهو لم يخش أن يقول ما في قلبه وجلب الانتقادات الشديدة عليه من قبل معارضيه، وبالأخص معارض السلام مع إسرائيل".