دافع المترجم الإسرائيلى المعروف «ساسون سوميخ»، أستاذ الأدب العربى بجامعة تل أبيب، أمس، عن الشاعرة المصرية إيمان مرسال فى مواجهة الانتقادات التى طالتها، نتيجة ترجمته ديوانها الأخير «جغرافية بديلة» إلى اللغة العبرية. وقال سوميخ إن إيمان تستحق التكريم لا الهجوم عليها، وأعرب عن أسفه لها، بسبب الضجة التى أثيرت فى مصر. وأكد أنه حصل على «إذنها» لترجمة ديوانها، ونشره بالعبرية فى إطار خطة دار نشر «الكيبوتس الموحد». موضحا إن إيمان تنتمى لجيل من الشعراء المصريين الذين يكتبون شعرا مباشرا وراقيا، ويعبر عن قيم ما بعد الحداثة. جاءت تصريحات «ساسون سوميخ» فى إطار متابعة صحيفة «معاريف» الإسرائيلية لحالة الجدل التى تشهدها القاهرة منذ نشر تحقيق فى «المصرى اليوم» الخميس الماضى حول ترجمة ديوان «جغرافية بديلة» للعبرية، وصدوره فى إسرائيل أوائل هذا الشهر. وعبر «جاكى حوجى»، محرر الشؤون العربية فى معاريف، عن اندهاشه من التوتر الذى نشب فى القاهرة حول هذه الترجمة رغم أن قصائد مرسال «42 سنة»، لا تحتوى على مضامين سياسية، ورغم كونها واحدة من أكثر شباب الشعراء المصريين موهبة، وترجمت قصائدها لتسع لغات غير العبرية. ورغم تصريحات إيمان ل«المصرى اليوم»، التى قالت فيها: «لم أعترض على ترجمة ديوانى الأخير للعبرية، فمن حق كل لغة أن تختار ما تشاء وتقدمه لقرائها. وقد عرفتُ منذ سنوات عبر صديقة أمريكية متخصصة فى الأدب العبرى بجامعة كورنيل أن ساسون سوميخ، الناقد والمترجم المعروف، يترجم وينشر قصائدى منذ 1995. وكتب لى الأستاذ سوميخ أنه ترجم (جغرافية بديلة) للعبرية، ويسعى لنشره. ولم أعترض على ذلك». ونقلت «معاريف» عن «المصرى اليوم» تصريحات الناقد ياسر شعبان، التى قلل فيها من قيمة هذه الترجمة مؤكدا أن: «عدد قراء العبرية محدود للغاية، والترجمة للصينية أو المالاوية، لها جماهيرية أكبر». بينما أشارت «معاريف» إلى أن مثقفين آخرين أيدوا الترجمة، ولم يعتبروها خطوة تطبيعية على الإطلاق، ونقلت تصريحات الشاعر محمود خيرالله فى «المصرى اليوم» التى قال فيها: «الشعر الذى تكتبه إيمان ويكتبه جيل كامل من الشعراء فى مصر يستحق أن يُترجم إلى كل لغات الدنيا، ولا يعنى أن يهتم به الإسرائيليون أنه شعر متصالح مع الأعداء، أو أنه شعر يقبل بوجود دولة إسرائيل العنصرية والاستيطانية». واعتبر الروائى «محمد البساطى« فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أن: «هذه الترجمة بمثابة تطبيع مباشر مع العدو الإسرائيلى، الذى يغتصب أرضا عربية، فنعطيه صك براءة ثقافيا من المجازر التى يتم ارتكابها ضد أبناء الشعب العربى الفلسطينى». من جانبه، دافع «ساسون سوميخ» عن ترجمته للديوان، وعن الشاعرة المصرية إيمان مرسال، وقال ل «معاريف»: «أنا أترجم قصائد إيمان مرسال منذ 10 سنوات. وعندما قرأت (جغرافية بديلة)، أعجبت به على الفور. وطلبت (إذنها) لترجمته، ونشره بالعبرية فى إسرائيل، ووافقت على ذلك». ويضيف سوميخ: «هناك جيل جديد ومهم من شعراء ما بعد الحداثة فى مصر، وإيمان تنتمى لهذا الجيل. وهؤلاء الأدباء يكتبون شعرا مباشرا ورشيقا وراقيا، ويستخدمون تراكيب لغوية مباغتة ومفاجئة لا يمكن للقارئ توقعها. وأعتقد أن إيمان مرسال شاعرة كبيرة تستحق التكريم والإشادة، ولا يليق الهجوم عليها بأى حال من الأحوال».