أصدرت حملة "سجنك حرية" بمحافظة الدقهلية، تقريرًا تحت عنوان "سلخانة ميت سلسيل.. تكدير وتعذيب لا إصلاح وتهذيب"، رصدت فيه انتهاكات المركز الأخيرة خاصة بعد اعتداءات قوات الأمن على المحتجزين به منذ أيام بقنابل الغاز المسيل للدموع، وتهديدهم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء، والدفع بتعزيزات أمنية من مديرية أمن الدقهلية لمواجهة السجناء، وفقًا للتقرير. واتهم التقرير إدارة المركز الجديدة بارتكاب سلسلة انتهاكات بدأت في أوائل سبتمبر الماضي تحت إشراف "عادل رياض" مأمور المركز الجديد و "محمد يحيى" رئيس المباحث الجديد أيضًا، قال عنهما التقرير "يُسطران فصلًا جديدًا في تاريخ المركز الأسود". وأشار التقرير إلى رسائل استغاثة مُسرّبة من المحتجزين بالمركز وردت في مطلع سبتمبر الماضي، جاء فيها "تعرضهم لاعتداءات يوم 30 أغسطس الماضي، بعد إجبارهم من قبل ضباط وأمناء الشرطة بالقسم، على خلع ملابسهم والنوم على بطونهم وضربهم بالعصي والمواسير البلاستيك وكابلات الكهرباء والسير على أجسادهم ورؤوسهم بالأحذية"،مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المعتقلين.
وأضاف التقرير: ذكرت الرسالة أسماء 44 منهم تعرضوا لإصابات بالغة، من إغماءات وكسور في الضلوع والأرجل وكدمات وجروح بشتى أنحاء الجسم، مما دفع غالبية المحتجزين بالمركز - وعددهم وقتها قارب 300 معتقل من بينهم 21 سياسيًا فقط - لرفض تلك الاعتداءات بإعلان إضرابهم عن الطعام والزيارة."
وذكر التقرير: "قيام أهالي المحتجزين وقتها بتحرير بلاغات عاجلة بالنيابة بخصوص الانتهاكات ضد ذويهم، كما أرسلوا شكاوي لمجالس حقوقية، استبق المركز أي تحقيقات بترحيل عدد من المعتقلين المتضررين من الاعتداءات وقتها لمراكز أخرى".
كما عرض التقرير نماذج أخرى لأبرز الانتهاكات التي حدثت بالمركز مؤخرًا، مُبينًا معاناة عشرة شباب بالمركز مطلع العام الجاري وتحديدًا في مارس، على رأسهم "جلال الدين محمود" رئيس اتحاد كلية طب المنصورة، والذين أرسلوا نداء استغاثة وقتها لأهاليهم إثر تعرضهم لأشد صنوف التعذيب، قائلين "لو سبتونا هنا هنموت"، وتناول التقرير أيضًا ما تعرض له كل من المصور الصحفي عمر عبد المقصود وأخيه إبراهيم، وفتحي عزمي، وأحمد محمود جاد، من تعذيب وانتهاكات في شهر رمضان الأخير، في أحداث متفرقة. واختتم التقرير: في حين يخرج علينا مساعد وزير الداخلية قائلًا إن السجناء "أمانة" في رقبة الوزارة التي أصدرت توجيهات للسجون بتقديم العصائر والمياه للسجناء، وأن مصطلح "التعذيب" غير موجود نهائيًا في قاموس العمل بالسجون".. موجهًا الدعوة له بزيارة المركز، حيث مشاكل السجناء أكبر من سوء توزيع للعصائر أو نقص في الفريون بأجهزة التكييف.