في الوقت الذي تطرق فيه تقرير الخارجية الأمريكية حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر لعام 2014، إلى الأوضاع في السجون المصرية التي وصفها ب"القاسية"، بسبب الاكتظاظ والأذى الجسدي وعدم وجود رعاية طبية وسوء للتهوية، تواجه السجون الأمريكية عشرات الاتهامات بالتعذيب والقتل والانتهاكات التي توجهها للمسجونين والمعتقلين في العديد من السجون التابعة لها. سجن "جوانتانامو"، هو الأقرب للأذهان لقسوة السجون الأمريكية، تأسس بعد هجمات 11 سبتمبر، وكانت زنازينه تضم ما يقرب من 700 سجين ليسوا من المواطنين الأمريكيين والمعتقلين في مناطق مختلفة، وتحت مسمى "الأعداء غير العسكريين" كان يرسل السجناء إلى "جوانتانامو". وشهدت معتقليه مئات الانتهاكات التي جعلت منه جحيم السجون الأمريكية، واستمرار احتجاز سجناء "جوانتانامو" دون إخضاعهم للمحاكمة ودون وجود أي وثائق تؤكد إدانتهم، اعتبره المركز الدولي لحقوق الإنسان مثالًا لانتهاك حقوق السجناء في عام 2014 من قبل أمريكا. وأوضح التقرير، أن حوالي 15 شخصًا من السجناء المحتجزين في "جوانتانامو"، تتراوح أعمارهم تحت 18 سنة، ما يعتبر انتهاكًا للقوانين المحلية في أمريكا والمعايير الدولية، وطوال أعوام 2002 حتى الآن، توفي 9 أشخاص انتحر 6 منهم بسبب الحالة التعسفية، التي تعم السجن والتعذيب الجسدي والعقلي الذي يتعرضون له، في حين توفي 6 أشخاص وغير معلوم سبب وفاتهم، ويتوقع الخبراء وفقًا للتقرير أن ذلك بسبب إصابتهم بالجروح التي عرضت في جسومهم إثر تعذيبات مسؤولي السجن. كانت منظمة العفو الدولية، طالبت الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب "انتهاكات"، نفذت أثناء استجواب عدد من المشتبه بهم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر2001، بين الإيهام بالغرق والصفع، والتهديد بالكهرباء، والحرمان من النوم، والتهديدات بالاعتداءات الجنسية، والإذلال، ومشاركة مؤسسات أخرى في جميع أنحاء العالم، للمساعدة في تسهيل عمليات ترحيل المعتقلين والتعذيب والاعتقال القسري لهؤلاء الذين يشتبه بتورطهم في الإرهاب. ويعد سجن "أبوغريب" بالعراق، وصمة عار في تاريخ الشرطة العسكرية الأمريكية التابعة لجيش الولاياتالمتحدة، حيث تعرض سجناء "أبوغريب" في العراق عام 2004 لعشرات الانتهاكات، بين تعذيب واغتصاب وقتل وإساءات جنسية، فيما عرف الأمر ب"فضيحة سجن أبوغريب"، خاصة بعد انتشار صور مشينة للسجناء من قبل الرتب العسكرية، تمثلت في إطلاق الكلاب علي السجناء وتصويرهم عراة وهم يتعرضون للتعذيب. وأوضح المركز الدولي لحقوق الإنسان، في تقريره عن انتهاكات الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال عام 2014، أن أمريكا هي الحائزة على الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد سجناء، ويعيش 25% من سجناء العالم في سجونها، ووفقًا لأحدث الأرقام الرسمية الصادرة عن المكتب الاتحادي لسجون أمريكا وإدارة مكتب إحصاء وزارة العدل، فإن أكثر من مليونين و400 ألف سجين في سجون الدولة والحكومة الفدرالية في أمريكا. ووفق تقرير لجنة ضد التعذيب لمجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأممالمتحدة، الذي صدر في ديسمبر عام 2014، إن الإيهام في القوانين ضد التعذيب في أمريكا، وانتهازها يؤدي إلى انتهاك حقوق السجناء عبر التعذيب، واغتصاب السجناء من قبل الحراس، والحبس الانفرادي لفترات طويلة، وانتهاك الحقوق الصحية والعلاجية واستخدام أساليب الاستجواب القاسية، كانت أهم الأمثلة للتعذيب في أمريكا في عام 2014.