نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية مقالاً للكاتب جيمس روبين، قال فيه إن تردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتخاذ موقف حاسم إزاء الحرب المستعرة في سوريا شجّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على زيادة حجم قواته في سوريا، ومن ثم لعب دور الشرطي الدولي في المنطقة. وأضاف الكاتب أن بوتين أرسل مزيدًا من القوات والآليات العسكرية إلى سوريا، وأنه بذلك يكون قد انتزع الأضواء على حساب واشنطن. وتابع أن بوتين سيستغل أيضًا اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيدعو قادة العالم إلى عدم اعتبار الرئيس السوري بشار الأسد عثرة في طريق إيجاد تسوية للأزمة السورية، وذلك بالرغم من معرفته بأن الأسد "سفاح قاتل". وكان المحلل العسكري الإسرائيلي بن دافيد قال في مقال نشرته له صحيفة "معاريف في 19 سبتمبر إن هناك تنسيقًا بين إسرائيل وروسيا فيما يخص الوجود العسكري لموسكوبسوريا. وأضاف بن دافيد أن إسرائيل لا ترغب في منع روسيا من التدخل في سوريا، بل تنسق معها فقط. وأوضح أن مساندة روسيا للنظام السوري، تصب في مصلحة إسرائيل، وأضاف أن روسيا لا تتدخل إلا إذا كانت لها مصلحة ما، مبينا أنها "لا تدعي إدارة سياسة أخلاقية". وقال إن روسيا تعد بنية تحتية لقاعدة جوية في سوريا، إذ يوجد أكثر من ألف جندي روسي في سوريا، ومعهم طائرات قتالية وبطاريات دفاع جوي, "كما سترابط في القاعدة أيضًا قوة من البحارة مزودة بدبابات". وتابع بن دافيد، أن السلاح الروسي متوفر في سوريا منذ سنوات، لكن الجديد هذه المرة هو أن منظومة السلاح سيشغلها جنود روس، وأشار إلى أن هذا الأمر يتطلب تنسيقًا، ليس مع إسرائيل فقط بل حتى مع دول التحالف. وتساءل "كيف ستشخص "البطاريات الروسية" الطائرات التي ستظهر لها على الرادارات وتمتنع عن اشتباكات غير مرغوب فيها". وقال إن "سلاح الجو السوري يستخدم طائرات ميج29 منذ أكثر من عقدين. وتعرف إسرائيل هذه الطائرة جيدا، تدربت في مواجهتها، ولكن ينبغي تحديد قواعد لمنع لقاءات غير مرغوب فيها بين طيارين روس وإسرائيليين". واستطرد "في حرب الاستنزاف, قاتل طيارون إسرائيليون ضد الروس. وانتهت المعركة في صالح إسرائيل، وأي من الطرفين لا يرغب في تكرارها". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن زيارته إلى موسكو في 21 سبتمبر تهدف لمنع حدوث مواجهات بين القوات الروسية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. ومن جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -خلال اجتماعه مع نتنياهو- إن تحركات روسيا في الشرق الأوسط ستتسم دائمًا ب"المسؤولية". وتهدف زيارة نتنياهو لموسكو إلى الاتفاق على تنسيق التحركات العسكرية في سوريا للحؤول دون وقوع صدامات بين قوات الجانبين في الأجواء السورية. ورافق نتنياهو في هذه الزيارة, كبار الجنرالات الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس هيئة الأركان غادي إيزنقوط ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي ليفي. ونقلت "رويترز" عن مصادر في تل أبيب قولها إن نتنياهو سيطالب الرئيس الروسي بمنح الطيران الحربي الإسرائيلي حرية الحركة في الأجواء السورية لإحباط أي محاولات لتسريب أسلحة إلى حزب الله اللبناني. ومع وجود الطائرات المقاتلة الروسية كجزء من انتشار الجيش الروسي في سوريا، تتخوف إسرائيل من حصول تبادل لإطلاق النار عن طريق الخطأ مع القوات الروسية، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي شن في مرات عدة غارات جوية ضد مسلحين في جنوبسوريا ولبنان، حيث تشتبه تل أبيب بتهريب حزب الله أسلحة ومعدات عسكرية. ومن بين مخاوف إسرائيل استهداف طائراتها الحربية من أنظمة الدفاع أو الطائرات المقاتلة الروسية. ونقلت "رويترز" عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها إنه سيقدم لبوتين كشفا للمخابرات الإسرائيلية عن رصدها في السابق عمليات نقل أسلحة لحزب الله اللبناني، بعضها روسية الصنع, بالإضافة إلى قواعد أساسية مع بوتين لتجنب أي اشتباكات بين قوات الجانبين في الأجواء السورية.