"ماذا نريد من روسيا وماذا تريد هي من إسرائيل؟"، بهذا السؤال بدأت صحيفة هآرتس العبرية تقريرًا لها اليوم؛ لافتة إلى أن رئيس حكومة تل أبيب، بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير سيناقشان مخاوف إسرائيل من وصول السلاح لمنظمة حزب الله اللبنانية، والمصالح المشتركة لكل من تل أبيب وموسكو، إلا أن اللقاء الذي يأتي في إطار زيارة نتنياهو لروسيا سيحمل رسالة لاذعة وصفعة للرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ وهي أن هناك لاعبًا مركزيًا جديدًا بالمنطقة، وهو موسكو. ولفتت إلى أن نتنياهو سيلتقي بوتين في ظل ازدياد التواجد العسكري الروسي في سوريا، وبالأمس تم نشر صور التقطتها الأقمار الصناعية لقاعدة جوية أقامتها موسكو في شمال سوريا، بالقرب من مدينة اللاذقية؛ وتظهر بها طائرات عسكرية من نوع (سوخوي 30)؛ لافتة إلى أن نتنياهو وفي خطوة استثنائية، سافر إلى موسكو وبرفقته رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، اللواء هرتسي هاليفي، ورئيس هيئة الأركان جادي ايزنكوت، موضحة أن نتنياهو سيخصص جزءًا كبيرًا من المحادثات مع بوتين كي يحاول منع وقوع احتكاك مباشر بين تل أبيب وموسكو في الجبهة الشمالية مع سوريا، في ظل الوضع الجديد. ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين قولهم "المهمة الرئيسية لطائرات السوخوي هي ضمان التفوق الجوي، وليس القيام بعمليات قصف، وهو ما يؤكد أن موسكو لم تبعث بهذه القوات لمحاربة داعش، وإنما لتعزيز وجودها أكثر هناك، والدفاع عن القاعدة التي تبنيها هناك وإنشاء منظومات مضادة للطائرات، ووضع قوات برية صغيرة ودبابات ووحدات خاصة، الأمر الذي يذكر بما فعلته موسكو في حربها على أوكرانيا". وقالت، إن زيارة نتنياهو لموسكو هي رسالة لواشنطن، فهي تعكس عدم ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلي في قدرات ونوايا الولاياتالمتحدة للحفاظ على المصالح الأمنية لتل أبيب، لافتة إلى أن الزيارة ليست نبأ سارًا لواشنطن؛ والتي شنت حملة تنديدات وعقوبات ضد موسكو بسبب تورط الأخيرة في حرب أوكرانيا الصيف الماضي، مضيفة أن رئيس حكومة تل أبيب يسارع بزيارة روسيا في الوقت الذي يتدفق فيه مسئولو المنطقة إلى موسكو، كالرئيس المصري وملك الأردن وأمراء الإمارات، ومبعوث الحرس الثوري الإيراني وقريبًا الملك السعودي. ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "نتنياهو سيهتم بالحصول على ضمانان روسية بألا تقيد طائرات موسكو في سوريا حرية عمل نظيرتها الإسرائيلية في الجزء الشمالي، وألا تقع حوادث أو معارك جوية غير مرغوب بها، لهذا سيكون هناك محاولات لوضع قواعد للتنسيق بين الجانبين، كما ستوضح تل أبيب لموسكو أنها لا تساند لا الأسد ولا المتمردين عليه". ولفتت إلى أن "تل أبيب منزعجة من طهران؛ ففي العام الماضي لوحظت سلسلة من العمليات الإرهابية ضد في الجولان، ومن المفهوم أن نتنياهو سيطالب بوتين بمساعدته في لجم هذه الهجمات التي تقوم بها طهران من الجولان"، مضيفة أن تل أبيب مهتمة بمصير مئات الآلاف من الدروز في جنوبسوريا، وبالقرب من حدود الأخيرة مع الأردن، فهؤلاء الدروز بذلوا جهودا خلال الشهور الأخيرة للابتعاد عن نظام الأسد، ويهددهم المتمردون من الشرق والغرب، وتل أبيب توجهت في الماضي لواشنطن لمساعدة الدروز، ويبدو أن طلبا مشابها سيتقدم به نتنياهو لبوتين بشأنهم". وقالت "مؤخرًا عملت روسيا على تجديد العلاقات بين مصر وسوريا، وتأمل في أن يتم ترجمة نفوذها وتأثيرها إلى مجموعة من صفقات السلاح والاتفاقيات الاقتصادية مع دول المنطقة، لهذا فإن نتنياهو وايزنكوت يلتقيان في موسكو لاعبًا إقليميًا ذا نفوذ كبير، لا يكتفي بالوقوف في المركز الثاني بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية".