رأى محلل عسكري إسرائيلي أن الدعم العسكري الروسي لنظام «بشار الأسد» في سوريا يصب في صالح بلاده، داعيا رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» إلى استغلاق زيارته المرتقبة لموسكو في التنسيق مع روسيا بشأن دعمها العسكري للنظام السوري. وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة «جورزاليم بوست» الإسرائيلية، قال «ألون بن دافيد»: «لا توجد حاجة بالنسبة لنا في أن نبالغ في حجم التهديد التي تواجهه (إسرائيل) جراء نشر روسيا قوات لها في سوريا، ولا يجب أن نبالغ أيضا في أهمية اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع بوتين، فإنه ينبغي - حتى بالنسبة لرئيس وزراء (يحصل على كل ما يريد) – أن يعرف حدوده جيدا. نتنياهو لن يسافر إلى موسكو من أجل وقف نشر القوات الروسية في سوريا، هو ذاهب من أجل التنسيق». ولفت «دافيد» إلى أن روسيا تجهز قاعدة جوية في سوريا جنوبي اللأذقية؛ حيث سيتم نشر 1000 جندي روسي مع مقاتلات من نوع «ميغ-29»، وبطاريات دفاع جوي من طراز «إس أيه -22». وأوضح المحلل العسكري أن جيش «الأسد» يتعامل منذ سنوات مع بطاريات «إس أيه -22»، وهو نظام متقدم للدفاع الجوي قصير ومتوسط المدى، لكن ذلك «لم يمنع (إسرائيل) من شن غارات على سوريا في السابق». وأضاف: «الاختلاف هذه المرة هو أن هذا النظام للدفاع الجوي سيدار بواسطة جنود روس؛ لذلك فإن الأمر يتطلب التعاون ليس فقط مع (إسرائيل)، ولكن مع كل الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية)، والتي تستخدم المجال الجوي السوري. وهذا يستلزم فهم قواعد الاشتباك للبطاريات الروسية، وكيف سيحدد الروس الطائرة على شاشة الرادار، ويتجنبون وقوع حوادث». وبخصوص مقاتلات «ميغ -29»، قال «دافيد» إن قوات «الأسد» تستخدم هذه النوعية من المقاتلات منذ أكثر من عقدين. وأضاف: «الجنود الإسرائيليون يعرفون هذه النوعية من المقاتلات جيدا، وتلقوا تدريبات عليها، لكن هناك حاجة إلى وضع قواعد من أجل تجنب المواجهات غير المرغوبة بين الطيارين الروس والإسرائيليين». وأضاف: «من المهم بالنسبة لإسرائيل أن تتجنب روسيا نشر أنظمة مضادة للطائرات في المنطقة التي من شأنها أن تعوق حرية تحليق مقاتلات جيش الدفاع الإسرائيلي مثل نظامي (إس-400) أو (إس-300)». وبخصوص القلق الإسرائيلي من وصول أسلحة روسية متقدمة إلى «حزب الله»، لفت المحلل العسكري إلى أن «نتنياهو سبق أن تحدث مع بوتين في هذا الأمر»، لكن ذلك لم يمنع موسكو عن بيع أسلحة متقدمة إلى سوريا. ودعا إلى تفهم ذلك، موضحا أن روسيا دولة «تبحث عن مصالحها، ولا يمكن النظر إلى سياسات الدول من ناحية أخلاقية فقط». وأكد المجلل العسكري الإسرائيلي أن «الدعم الروس للأسد يمكن أن يخدم مصالح (إسرائيل)؛ لأنه يمكن أن يجلب الاستقرار لسوريا، وهذا أفضل سيناريو بالنسبة ل(إسرائيل)»، حسب رأيه.