المتواتر أن مسلحين مجهولين اختطفوا أربعة فلسطينيين، كانوا على متن حافلة تقلهم من منفذ رفح الحدودي إلى مطار القاهرة للسفر للخارج. مؤسسات حقوقية فلسطينية نشرت أسماء المختطفين الأربعة، وصحف نقلت عن شهود عيان تفاصيل عملية الاختطاف، وأن الحافلة استوقفها المسلحون على بعد 300 متر من منفذ رفح، ودققوا في هويات المسافرين، ونادوا على الأربعة بالاسم، قبل الاعتداء عليهم واقتيادهم إلى جهة غير معلومة. مواقع إخبارية فلسطينية قريبة من حماس، نسبت إلى ما وصفته ب"مصادر في كتائب عز الدين القسام"، تصريحات غير مسئولة اتهمت خلالها صراحة "أجهزة أمنية مصرية" بأنها تقف وراء العملية. وفي المقابل ردت مواقع إخبارية مصرية، على تلك الاتهامات، ردًا لا نظير له في الغباء، حين نسبت إلى "مصادر فلسطينية" أيضًا، أن الأربعة المختطفين "هم من وحدة الكوماندوز التابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس"، ما يعني ضمنيًا، تثبيت تهمة الاختطاف، على "عناصر أمنية مصرية" بحسب ما زعمته المصادر المقربة من كتائب عز الدين. الجهة الوحيدة التي تحدثت بمسؤولية في الجانب الفلسطيني، هي وزارة داخلية غزة، فهي لم توجه اتهامًا لأحد، وطالبت فقط السلطات المصرية بالتدخل والكشف عن مصير المختطفين الأربعة. وهو تعقيب رصين وعاقل، لأنه لا يوجد دليل على تورط أجهزة أمنية مصرية في الحادث، خاصة أنه كان بإمكانها ومن حقها اعتقالهم وهم على أراضيها.. دون اللجوء إلى عملية "ميليشياوية" مسيئة لسمعتها. المشكلة هي تعاطي الإعلام الخاص "الجاهل" في مصر مع الواقعة، وهي في مجملها تقدم تبريرات "تشرع" لعملية الاختطاف، وتشير من بعيد بدون قصد وبلا وعي إلى "تورط" مصري في العملية.. وكأنهم يستحقون "الخطف الرسمي" لأنهم دخلوا بطريق غير شرعي!!.. رغم أنهم دخلوا سيناء بعد حصولهم على تأشيرة من جوازات الجانب المصري. المشكلة الأكبر أن الواقعة استخدمت للتسخين ضد الحماس، ورفع سقف "الردح" الفضائي، فيما لم ينتبه السادة "الجاهلون" إلى خطورة العملية على سمعة مصر، وعلى ما يكونه العالم من انطباعات بشأن الوضع الأمني في سيناء وعلى مجمل الأراضي المصرية عامة، خاصة أنها جاءت بعد اختطاف مهندس أوكراني، كما قيل من القاهرة، ثم نقله ليذبح على يد "داعش" في جهة أخرى خارجها. من متابعتي للحادث، لاحظت أن هناك من الجانبين المصري والفلسطيني، مَن يقصد النفخ لإشعال الحرائق بين القاهرةوغزة وهما في الغالب جهات غير رسمية تميل إلى الغوغائية.. وفي المقابل تحلى الجانبان الرسميان بالرصانة.. ولكن ما يهمني هنا هو أن إعلاميين مصريين، يعتقدون أن تزلفهم من السلطة يقتضي اصطناع نزعة وطنية "متطرفة"، بالزعيق والشتائم والهرطلة والثرثرة التي أضرت بالأمن القومي المصري.. ووضعت القاهرة في صورة "المتسامح" مع الاختطاف طالما كان الضحايا من "المخالفين". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.