أكتب اليوم بعد انتهاء اليوم الأول لأول انتخابات برلمانية تجرى على أرض المحروسة أتمت يومها الأول بنجاح يثلج صدور كل محب لهذا البلد يريد له الاستقرار و التقدم ولكن ينغص هذه الفرحة مايخرج من ميدان التحرير من دعوات غريبة تتناقض مع ما طالب به المعتصمون بداية من ضرورة تسليم المجلس العسكرى سلطاته إلى مجلس مدنى فمن أين يأتى التوافق على المجلس المدنى الذى سيتولى مسئولية إدارة البلاد إلا من خلال انتخابات نزيهة نرى إقبالا غير مسبوق على المساهمة فيها دعونا نتحدث بمنطق العقل و ليس بمنطق من يدعون أنهم مصريون و نفاجأ بدعمهم الغريب لكل ما يهدم الاستقرار فى هذا البلد بل و تسمع من الأراء الصادمة من أحدهم أنه لو نجح الأسلاميون فسيترك البلد ثم تفاجئ بأن هؤلاء فى نفس الوقت يتباهون بأنهم حراس الديمقراطية و الداعين إليها و للأسف ينخدع بهم الكثير أما بسبب الحصار الإعلامى الطاغى الممول من قبل فلول النظام الفاسد و أما الإعلام الممول طائفيا من فضائيات و صحف تستغرب مما يثار فيها من موضوعات لا يمكن إدراجها إلا تحت بند الإثارة بالبحث عما يفرق و ليس عما يوضح و يجمع الناس و لضخامة ما ينفق على الإعلام الفاسد فللأسف استقطب كثيرا ممن باعوا أنفسهم لسبوبة الانتشار الإعلامى و الذى يغدق عليهم من أمواله ليكونوا أداة التهييج لكثير من المفتونين بهم من أطياف متباينة من شعبنا الطيب . إن الديمقراطية تعنى الحكم لمن يختاره الشعب من خلال صناديق انتخاب شفافة و ماذا يحدث الآن غير ذلك إنها أول انتخابات تجرى على تراب هذا البلد منذ نيف و ستين عاما ونرى حرصًا من الجميع على سلامتها و نزاهتها ثم نفاجأ بأن فصيل الكنيسة و من يدور فى فلكه يزعجه ذلك فالديمقراطية لديهم أن يحكموا هم وفقط كما تعودوا طوال أكثر من ستين عاما لم يسأل أى منهم نفسه أين قواعدنا الشعبية طوال ستين عاما كنا فى المقدمة و إن كان لنا قواعد شعبية فمم نحن خائفون. سادتى إن الديمقراطية لدى هذا الفصيل ليست إلا سبوبة نتحدث عنها فى الفضائيات و نكسب من ورائها و لكن إذا دققت فى ردود فعل الكثير من هذا الفصيل تجده بعيدًا كل البعد عن أى ممارسة ديمقراطية . لقد أعرب مارك لينش وهو أحد المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط و المحاضر فى جامعة جورج واشنطن أعرب فى مقالة له نشرت بمجلة فورين بولسى عن تخوفه من انقلاب اللبراليين على الديمقراطية و هو ما نراه اليوم كما يقدم السيد لينش رؤيته فى مقاله من أن التحول الديمقراطى فى مصر يبدأ بالانتخابات البرلمانية و يدعو الجميع للرضا بنتائج صندوق الانتخابات حتى لو أتت عكس ما يتوقعه البعض. أرجوكم لا تفسدوا فرحة الناس بأول عرس ديمقراطى يتم ولا تفسدوه برعونتكم و رغباتكم التى لا تتجاوز مصالحكم الشخصية. أدعو الله أن يحفظ بلدى و أن يرد الضالين من أبنائها إلى جادة الصواب ......... اللهم آمين