أصدر حزب العمل بيانا حذر فيه النظام المصرى من توريط مصر فى فضيحة أخلاقية جديدة، بسماحة بمرور سفن وبوارج حربية أمريكية وصهيونية عبر قناة السويس، يعتقد أنها فى طريقها للخليج العربى للمشاركة فى عدوان جديد على إيران البلد الإسلامى. وندد الحزب بشدة بسياسة النظام المصرى المساندة للسياسة الأمريكية بصورة مطلقة دون تمييز بين المصالح القومية والوطنية ومصالح النظام الضيقة التى تأتى على حساب مقدرات الأمة، محذرا بعدم الوقوف مكتوفى الأيدى. وأكدت مصادر ملاحية في مدينة السويس الجمعة إن 12 بارجة حربية أمريكية من بينها بارجة صهيونية عملاقة عبرت قناة السويس في ساعة مبكرة من فجر أمس الجمعة، في طريقها للبحر الأحمر وقد شهد ساحل القناة أعدادا كبيرة من الجنود. وقالت مصادر وشهود عيان "إن حركة الملاحة بقناة السويس تعطلت لساعات في الفترة الصباحية خلال عبور الأسطول الأمريكي الذي يضم حاملة طائرات عملاقة، وسفن جنود ومشاة، ومدرعات وذخيرة، قادمة من البحر المتوسط في طريقها للبحر الأحمر".
وكشفت المصادر عن أن العديد من السفن التجارية تعطلت بها السبل خارج القناة لحين الانتهاء من الأسطول الحربي الذي أشار مراقبون الى أنه يعد الأطول منذ عدة أعوام.
وأضافت المصادر الى أن حركة الصيد في البحيرات المرة وبحيرة التمساح والملاحة بين ضفتي قناة السويس فوق كوبري السلام بالقنطرة والمعديات الخاصة بالأفراد والسيارات قد توقفت تماما.
وصاحب الأسطول تأمينات أمنية مصرية كبيرة على جانبي قناة السويس، وطوال مروره في القناة حتى وصوله السويس، وقال شهود عيان "إن بارجة حربية إسرائيلية شوهدت بين السفن الحربية الأمريكية إلا أن مصادر رسمية لم تؤكد المعلومة".
صعوبة إعلان الحرب على إيران وأكد اللواء أمين راضي أمين لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب أن "قرار إعلان الحرب على إيران ليس سهلاً وإن كانت إسرائيل المشهود لها بصلفها وعربدتها قد تقدم على تلك الحرب من أجل الإبقاء على ريادتها في المنطقة باعتبارها قوة الردع النووي الوحيدة".
وقال راضي "ينبغي أن تنزع شأفة إسرائيل بحيث لا تترك مطلقة اليد وينبغي أن تجبرها الأسرة الدولية على نزع سلاحها النووي قبل المطالبة بتوجيه ضربة لإيران".
وفي سياق متصل، حذر معارضون من مختلف قوى المعارضة النظام المصري من أن يسمح بتكرار خطئه التاريخي حينما فتح قناة السويس أمام عبور الأساطيل الأمريكية لضرب العراق وفي هذا السياق قال عبد الله السناوي رئيس تحرير "العربي الناصري" إن "المصريين لن يقفوا مكتوفي الأيدي هذه المرة وهم يرون نظام الحكم يورطهم في فضيحة كبرى تتمثل في التنسيق مع إسرائيل وأمريكا بفتح قناة السويس للاعتداء على ايران الإسلامية".
وعبر عن دهشته من عبور هذا العدد الضخم من البوارج الأمريكية ومعها غواصة صهيونية تحمل رؤوساً نوويه وتساءل، ما سر توجه تلك الاعداد الضخمة من السفن الحربية إلى الخليج، وأعرب عن اعتقاده بصعوبة ان تدخل امريكا التي تواجه مشاكل كبيرة فى أفغانستان والعراق بفتح جبهة مع إيران.
أمر غير مقبول من جانبه حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من مغبة توجيه ضربة لإيران مشددا على ان قبول العالمين العربي والاسلامي بمثل هذا الامر امر غير مقبول ولا ينبغي ان تصمت الجماهير اذا ما رضخت الحكومات لارادة واشنطن وتل ابيب.
وندد السيد البدوي رئيس حزب الوفد بأي حرب تشن على إيران مشدداً على أن الجماهير في العالم العربي والإسلامي ضد شن تلك الحرب وأعرب عن مخاوفه من أن تنساق الأنظمة مثل كل مرة تحت الجبروت الأمريكي.
وكانت وسائل إعلام دولية قد أشارت إلى اتجاه غواصة نووية صهيونية من طراز "دولفن" تحمل رؤوسا نووية وبوارج إلى منطقة الخليج العربي في ظل التوتر مع إيران.
إيران تحذر وأمريكا تبرر وفيما حذرت ايران أمس الجمعة من أن أي عمل ضد مصالح الشعب الايراني القانونية والمشروعة سيترتب عليه رد فعل قانوني وإجراءات مناسبة من قبل ايران، قال وزير الحرب الامريكي روبرت جيتس الخميس، ان معلومات المخابرات الامريكية التي تشير الى انه من المرجح ان تحوز طهران القدرة على مهاجمة اوروبا "بعشرات بل وربما مئات الصواريخ" أخذت في الاعتبار في قرار حكومة اوباما تعديل منظومة الدفاعات الصاروخية.
وكانت الولاياتالمتحدة تذرعت بتزايد خطر الصواريخ الايرانية عندما اعلنت في سبتمبر الماضي عن خطط لدمج الدفاعات الصاروخية في البحر والبر في الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في اوروبا وحول تلك الدول فيما اطلق عليه "منهج التكيف المرحلي".
وقال جيتس في جلسة في الكونجرس "من بين عناصر المعلومات التي ساهمت في قرار منهج التكيف المرحلي إدراك أن ايران اذا شنت فعليا هجوما صاروخيا على اوروبا لن يكون ذلك مجرد صاروخ او اثنين او بضعة صواريخ". واضاف "بل سيكون على الارجح هجوما بوابل من الصواريخ حيث من المحتمل ان نتعامل مع عشرات بل ومئات الصواريخ".
وعبر جيتس عن يقينه من ان الصواريخ الاعتراضية التي يجري تطويرها "ستعطينا القدرة على حماية قواتنا وقواعدنا ومنشآتنا وحلفائنا في أوروبا". وقال جيتس ان لنشر هذه الانظمة الاعتراضية بحلول 2020، تقريبا أهمية حاسمة لا بسبب خطر صواريخ ايران وكوريا الشمالية فحسب وانما لاعتقاده "انه بحلول 2020 قد نرى هذا الخطر من دول اخرى خصوصا اذا لم ننجح في منع ايران من صنع اسلحة نووية".
وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون جيوف موريل في مؤتمر صحفي "اننا نتعامل بوضوح مع بلد لم يخف رغبته في بناء ترسانة صاروخية قوية وموفورة وذات قدرات متزايدة". واستدرك بقوله ان معلومات المخابرات الامريكية بشأن برنامج الصواريخ الايرانية كانت "معرفة غير كاملة".
واضاف موريل قوله "لقد ثبت خطؤنا من قبل. وكان علينا اجراء تعديلات".
وقالت ايران في بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، على قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على ايران "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن بوضوح أن أي عمل ضد مصالح الشعب الايراني القانونية والمشروعة سيترتب عليه رد فعل قانوني وإجراءات مناسبة من قبل ايران".
انحدار نفوذ الزعماء العرب من ناحية أخرى، أرجعت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، ضعف ما وصفته ب«دول القلب العربى» مقابل تركيا وإيران، إلى التقدم فى السن الذى أصاب كبار مسئولى مصر والسعودية، مشبهة الرئيس مبارك بالمحافظين الجدد فى الولاياتالمتحدة، الذين يدعون إلى الديمقراطية «شفويا»، ولكنهم يعرفون فى قرارة أنفسهم أن نشر الديمقراطية سيكون ضارا بمصالحهم.
وذكرت المجلة، فى تقرير أعده الخبير الأمريكى فى شئون الشرق الأوسط، مارك لينش، ونشرته أمس على موقعها الإلكترونى، أن السن تقدمت بمسئولى القاهرة والرياض منذ عشرين عاما، للدرجة التى جعلتهم غير قادرين على حشد القوى كما كانوا فى الماضى، أو تقديمهم بدائل أخرى لإصلاح الأوضاع فى العالم العربى، خاصة أمام القوى المتصاعدة والأكثر نفوذا حاليا فى الشرق الأوسط، وهى: إيران وتركيا وقطر.
واعتبرت أن «انحدار نفوذ الزعماء العرب، خاصة فى مصر والسعودية، لا يعود إلى البقاء فى حكمهم سنين طويلة فحسب، وإنما لأن سياساتهم المدعومة من الولاياتالمتحدة جعلتهم يفقدون شعبيتهم وجاذبيتهم».
وقال لينش فى تقريره، الذى يحمل عنوان «فراغ القلب العربى»، إن «دعم القاهرة الحصار على قطاع غزة أفقد مصر جاذبيتها فى الدول العربية».
وشبّه لينش مبارك ب«المحافظين الجدد»، الذين يدعون إلى الديمقراطية «شفويا» ولكنهم يعرفون فى قرارة أنفسهم أن نشر الديمقراطية سيكون ضارا بمصالحهم للغاية، معتبرا أن «الأنظمة الديكتاتورية القائمة هى التى تعمل على رعاية المصالح الأمريكية فى المنطقة، حتى وإن كان ذلك يساهم فى تعميق عدم شعبيتها وزيادة تجويف القلب العربى».
ونوه مارك لينش بأن إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش السابقة حاولت استقطاب الشرق الأوسط نحو معسكر الاعتدال، المتمثل فى مصر والسعودية والأردن وغيرها من «الأنظمة الاستبدادية السنية التى لديها علاقات مع إسرائيل» مقابل معسكر «المتطرفين» المتمثلين فى سوريا وحزب الله و«حماس»، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة اعتمدت على القادة العرب من حلفائها فى حربها على العراق عام 2003، والوقوف ضد حزب الله فى حربه ضد الصهاينة فى العام 2006، وكذلك ضد حركة حماس فى الهجوم الصهيونى على غزة عام 2008.
ولفتت المجلة إلى أن دور كل من قطر وتركيا يعتبر شاذا، حيث يمكن اعتبار أن قطر ماهرة دبلوماسيا، غير أن قدرتها في نشر ثروتها يجعل الآخرين مائلين إلى تقدير تلك المهارة، بينما القادة الأتراك يبدون كثيرا من النشاط، في الوقت الذي يحكمهم فيه جيش قوي واقتصاد نامٍ وعضوية في حلف شمال الأطلنطي "الناتو".
وختاما، تابعت المجلة أنه ليس من سبيل المصادفة أن تصبح أكثر قوتين نشاطا وحيوية في المنطقة اليوم هما قطر وتركيا، اللتان بذلتا النفيس والغالي للابتعاد عن استقطاب إدارة بوش، مضيفة أن كلاهما حاولا أداء دور الجسر بين الانقسامات الإقليمية، فضلا عن توطيد روابطهما في المنطقة لاستقطاب توجهات السياسة الإقليمية.