سيادة الرئيس.. أكتب لسيادتك بالقلم الرصاص.. عنوان المحبة والإخلاص. الكدب خيبة سيادتك. صحيح أن هذه الرسالة مكتوبة بقلم رصاص دفعنا رشوة لعم حسنين عامل النضافة لكي يدخله إلينا من ورا ضهر الحراسة، لكن الحقيقة أنني لست أنا الذي أكتب، بل أنا فقط أُملي هذه الرسالة على مريض يزاملنا في العنبر طلب عدم ذكر اسمه، برغم أن الدكاترة قالوا إن أمامه بالكثير أسبوعين لكي يريح ويستريح، أي أنه ليس لديه ما يخشاه، لكنه يخشى أن يطلع تشخيص الدكاترة خطئًا، ويُكتب له عمر جديد فيكمل جلسات العلاج في السجن. والحقيقة أيضًا أن حكاية القلم الرصاص كانت من بنات أفكاره هو ليس استرخاصًا، وإنما لأنه يرى أن ذلك يُسهِّل التخلص مما كتبناه إذا حدثت كبسة على العنبر.
كنت أتمنى أن أخط لسيادتك هذه الرسالة بيدي لكي تشعر بنبض مشاعري مباشرة، كان نفسي والله، لكن المشكلة أن يدي اليمنى غرزوا فيها إبرة المحلول، الذي تُقطِّمني الممرضة بأنه خسارة في جتتي كلما قامت بتغييره، ويدي اليسرى كما تعلم سيادتك قيّدوها بالكلابش إلى ضهر السرير المعدني، أنا آسف لأنني افترضت أن سيادتك تعلم بأن هذا حدث، فقلبي يحدثني أنك لا تعلم بأن هذا يحدث لأحد أبنائك، لكن لساني لم يطاوعني أن أقول أنك لا تعلم، لأن المفروض أن سيادتك تعلم بكل كبيرة وصغيرة في هذا الوطن، الحقيقة أن لساني طاوعني، لكن زميلي الذي يكتب ما أمليه عليه هو الذي نصحني بألا أفترض أن سيادتك لا تعلم بهذه الحال، لأن ذلك من الممكن أن يوقعني تحت طائلة القانون، وأنا اللي فيا مكفيني. زملاؤنا المرضى الذين لم يحدد لهم الأطباء بعد موعدًا لمغادرة الحياة، يقولون لي أنهم سمعوا طبيبًا شابًا ابن حلال يقول لزملائه الذين ليسوا كذلك أن صورتي وأنا نائم ويدي مقيدة في السرير تمكن مصور صحفي ماكر من التقاطها ونشرت في كل أنحاء الدنيا، ومع أنني فرحت عندما سمعت ذلك لأن صورتي وأنا متبهدل كل هذه البهدلة ستصل إلى سيادتك وستأمر بمعاقبة الذين كانوا وراء هذه البهدلة، إلا أن زميلي الكئيب الذي يستعد لمغادرة عهد سيادتكم إلى رحاب الله، قال لي أن هذه الصورة ستُجرّ عليّ مزيدًا من الخراب والبهدلة، وأنه “مش بعيد” أن يُقيِّدوا يدي الأخرى إلى الناحية الأخرى من ضهر السرير، فضلا عن تقييد قدميّ الاثنتين إلى رجل السرير، وذلك لأنني تعاونت في صناعة صورة كهذه يمكن أن تظهر عهد سيادتكم على غير حقيقته، عهد يُقيّد المرضى إلى أسرتهم كما لم يحدث من قبل في العالم كله، هكذا قال زميلي الكئيب مُحذِّرًا إياي، فجعل الخوف يكاد يجعلني أفعلها على روحي، لكنني امتنعت عندما تذكرت مايمكن أن تفعله بي الممرضات لو حدث ذلك، أخذت أحلف بالله لسيادتك كأنك أمامي أنني لم أر جنس مصور منذ دخلت إلى هنا، وأنني كنت رايح في سبعين نومة لأن جسمي كله كان بينقح عليّا من كُتر الضرب، ظللت أرتجف من الخوف وأسح في الدموع حتى صِعِبت على كل من معي في العنبر، ولم يجعلني أتوقف عن الإرتجاف والبكاء سوى نزيل آخر طلب ذكر اسمه هو الحاج عبد البديع الذي دخل ليكشف على الكلى فاكتشف أن لديه كلية واحدة فقط والأخرى سرقت عندما دخل إلى المستشفى منذ سنتين لكي يستأصل المرارة، الدكاترة قالوا له أن كليته لم تسرق بل ذابت، وعندما اعترض قالوا له أن الله قادر على كل شيء، فخاف أن يعترض لكي لا تطلع عليه سمعة أنه دانماركي مسيئ للإسلام، عم عبد البديع طمأنني قائلًا أن ظهوري في الصورة نائمًا يمكن يِطلّعني من القضية صاغ سليم، فإذا كان الله عز وجل يسامح الذي يترك صلاة الجمعة إذا كان نائمًا، فكيف يؤاخذ عباده من كان نائمًا على تصويره أثناء النوم، زميلنا الكئيب سكت ممتعضًا وهو ينظر إلي، وأنا أحتضن عم عبد البديع وأدعو له الله أن يخرج من المستشفى ببقية أعضائه سالمة، وقاطع فرحتنا بقوله ” طيب لو طلعت من قضية التصوير.. هتطلع إزاي من قضية الشغب ياخفيف”، عدت لأرتجف وأبكي فيما انقض عم عبد البديع عليه وطلب منه أن يعود ليتلقّح في سريره، متطوعًا بمواصلة كتابة هذه الرسالة، ومقررًا أن ينتقم من زميلنا الكئيب بذكر اسمه صراحة في هذا الخطاب لكي ينال جزاءه العادل، لكنني استحرمت وطلبت منه أن يتركه يموت في سلام على رجاء القيامة.
سيدي الرئيس.. أنا آسف لأنني لم أنقل لك تحيات عم عبد البديع، وكل المرضى المجاورين لنا في العنبر، وعددهم عشرة فشل كلوي واتناشر فشل كبد وأربعتاشر أورام متفرقة، جميعهم حملوني أنا وعم عبد البديع السلام أمانة لسيادتك، وجميعهم ينقلون لسيادتك رغباتهم الحارة في أن تنظر لي بعين العطف والحنان، الذي تعودوه دائمًا كمواطنين في عهد سيادتك، الذي نشأوا وترعرعوا وشبوا ومرضوا في ظله. سأفترض أن سيادتك شاهدت الصورة، التي يقولون أنها التقطت لي وأنا نائم، وعهد الله كنت نائمًا، وسأسأل سيادتك، استغفر الله العظيم، تخيل سيادتك أن الشيطان وسوس لي أن أقول لسعادتك أن تضع نفسك مكاني وأنا في هذا الحال، بل ووسوس لعم عبد البديع أن يكتب ماقلته، والله سيادتك لو كانت يدي حرة طليقة لنهضت من فوري وضربت نفسي وعم عبد البديع والشيطان بالحذاء لكي لا ينفث في العُقَد بخيالات مريضة مثل هذه، لكن يدي مقيدة ويد عم عبد البديع مشغولة بالكتابة، ولذلك اكتفيت أنا وعم عبد البديع بأن استعذنا بالله من الوسواس الخناس، فنحن لانحب أبدًا أن نتصور سيادتك مكاننا أبدًا، متعك الله بالصحة والعافية لأن مصر تحتاجك، أما نحن فلديها منا الكثير. المشكلة أن الشيطان يجري فينا مجرى فيروس سي في الدم، ولذلك نعلم أنه سيعود إلينا طالبًا أن نسأل سيادتك هل يرضيك أن يتعرض لما أتعرض له أحد أبنائك أو أقاربك، لو لاقدر الله دخل المستشفى ذات يوم، لذلك لكي لايدخل الشيطان بيننا أبدًا، قررنا أن نسأل سيادتك السؤال بشكل غير مباشر، هل يمكن أن يتعرض لما أنا فيه الآن من كلبشة في ضهر السرير ابن أحد الوزراء أو الكبراء أو اللواءات أو المحافظين أو رجال الأعمال؟. كنا فرحين أنا وعم عبد البديع بهذه الصيغة للسؤال التي تخرجنا من أي مساءلة قانونية، وتوصل في نفس الوقت لسيادتك ما نريد أن نقوله، لولا أن جاءنا من آخر العنبر صوت الكئيب ابن الكئيبة لكي يقول لنا “وهو في حد من دول ولّا ولادهم ولّا قرايبهم هيتعالج في مصر أساسًا.. دول بيطلعوا من بره بره يتعالجوا بره.. وبره ما فيش كلابشات أساسًا في الأقسام عشان يبقى في كلابشات في المستشفيات”. لم نستطع أن نرد عليه الصراحة، ولذلك قررنا أن نبلغ عن اسمه، سيادتك اسمه عدلي عبد الشهيد، زملاؤنا المسيحيون يقولون أنه مسلم، ونحن نقول أنه مسيحي، وعندما نجتمع سويًا نقول أنه زي الفقر مالوش مِلّة. عم عبد البديع يرى أن لا نُضيع وقت سيادتك في أي مقدمات عبثية وأن ندخل في الموضوع مباشرة، بعيدًا عن محاولة تقريب صورة ما أنا فيه لسيادتك، لأنه متأكد أن سيادتك لو شاهدت صورتي أو سمعت عنها لن يرضيك أبدًا ماحدث لي وستأمر فورًا بمحاسبة المسؤول عنه. الحقيقة أن عم عبد البديع متفائل بطبعه، بدليل أنه صدق أن كليته ذابت ونزلت وهو يقضي الحاجة، عندما لمته على ذلك قال لي ” يابني العيشة اللي إحنا عايشينها دي تدوب الصخر مش هتدوب كليتي”. أنا لست عبد البديع، طموحاتي بسيطة، أنا لا أريد أن أحاسب أحدًا، لا الذين اعتقلوني ولا الذين ضربوني بالرصاص المطاطي ولا الذين ضربوني على قفايا ولا الذين سبوني بالأب والأم، ولا الذين قيدوني إلى ضهر السرير كأنني خطر داهم على هذا الوطن، خطر لايحتمل حتى حراسة إضافية بل يتطلب تقييدي كذبيحة، لا أريد أن أحاسب الذين حكموا علي قبل أن يحاكموني، ولا حتى الذين يأتون إلي كل يوم ليطلبوا مني بحزم أن أشد حيلي، عشان يطلّعوا عين أهلي لما أخرج. سيدي. أنا لدي مشكلتان لاثالث لهما، الأولى مع الذباب الشرس الحقير الغتيت الذي يحاصرني في هذه المستشفى الكئيبة، ذباب واعي سافل يتعمد أن يحط على الجهة اليسرى من وجهي كأنه يعلم أنني لن أتمكن من هشه بيدي المقيدة، والله العظيم يا سيدي أنا مستعد أن أدلي باعترافات تفصيلية عن دوري المزعوم في المؤامرة التخريبية كما وصفها الضباط الذين عكشوني، مقابل أن يفكوا الكلابش فقط لكي أهش الذباب المتوحش عني. مشكلتي الثانية هي أنني أشعر بأكلان فظيع في ضهري، لاأدري هل سببه الحشرات التي يقسم زملائي أنها أقدم في المستشفى من بهيرة كبيرة الممرضات، أم سببه رقودي على السرير على وضع واحد كل هذا الوقت، مع أن التغيير سنة الحياة، نبهني عم عبد البديع إلى التباس الجملة الأخيرة وكونها يمكن أن تسوء موقفي في القضية، لكنني أقسم لسيادتك أنني لا أقصد منها شيئًا سوى أنني فعلا أريد أن أمارس حقي الدستوري في الهرش وتغيير وضع رقودي على السرير، فأنا لست دولة تستحمل أن تعيش ربع قرن على وضع واحد دون أي تغيير، أنا بشر ضعيف خلقت من تراب وسففت التراب ويلزمني بين الحين والآخر أن أتقلب على الجنبين، فهل هذا كثير عليّ سيادتك. سيدي الرئيس. والله العظيم وليس لسيادتك على شعبك حلفان، هل تعلم أنني أحلم كثيرًا بأن كل ما أنا فيه سينتهي فجأة عندما تدخل سيادتك علينا فجأة في زيارة مفاجئة، لكي تقول لنا أنه لا يرضيك أبدًا أن يُعامل أي مواطن في عهدك هكذا، حتى لو كان مخطئًا أو مشتبهًا في خطئه، وأن سيادتك تؤمن بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته عندها فقط تصح كلبشته. عارف سيادتك. طيلة عمري كنت أحلم بأن أصاب يومًا ما بكسور ورضوض في حادثة قطار أو أصاب بحروق من الدرجة الأولى في حريق مسرح أو أنجو من الغرق في عبارة أو أتعرض لجروح قطعية في انقلاب بيجو سبعة راكب، فقط لكي أحظى بذلك المشهد المهيب الذي حظي به الآلاف قبلي، أعني مشهد دخول سيادتك إلى عنبر المستشفى لكي تتفقد المصابين، وتنحني عليهم ودودًا حنونًا تلاطفهم وتطمئن عليهم وتطبطب عليهم وتوصيهم بأن يبطلوا دلع ويشدوا حيلهم، ياالله، هل من الممكن أن أحظى بشرف كهذا، وأرى صورتي مع سيادتك في الجرنان وأنت تمسك بمفتاح الكلابش وتفكه بيدك الكريمة وقد كتب تحت الصورة “سيادة الرئيس الأب يتفقد أحد أبنائه المصابين”. أنا آسف سيادتك. عدلي مش ناوي يجيبها البر. من جديد أخرجني صوته من أحلامي، عم عبد البديع نفسه كان قد بدأ يحلم بأن يتصور مع سيادتك وأنت تعده بأن كليته الباقية لن تذوب بأي شكل، “هو إنت فاكر نفسك ناجي من الغرق أو الحريق أو الموت.. إنت يا ابني ممسوك في قضية شغب.. فكيف تحظى بشرف كهذا لا يناله إلا المغدور بهم”. خرجت في المظاهرات.. نعم.. أعترف سيادتك. لن ألف ولن أدور. لن أحلف بالله كذبًا أنني كنت رايح درس أو جاي من مجموعة.. لن أقول أنني خرجت لكي أتفرج وفوجئت بأنني ممسوك..عم عبد البديع يطلب مني أن أمسح كل ماقلته الآن.. لكنني عاهدت نفسي أن أكون صادقًا وأنا أكتب إليك.. قد أكون مخطئًا لأنني خرجت في المظاهرة. بلاش أنا فعلا أخطأت.. لكن ماذا أفعل وأنا على آخري ككل الذين أعرفهم.. خرجنا لكي نفش غلنا ونصرخ لعل أصواتنا تصل إلى سيادتك فترحمنا من الغلاء والكواء والخواء والبلاء والغش حتى في الدواء.. خرجنا لكي نسأل سيادتك كيف يمكن لأهالينا أن يضمنوا لنا حياة كريمة بمرتبات لئيمة.. كيف يمكن لنا أن نحلم بالمستقبل ونحن ندرس في مدارس وجامعات لا نتعلم منها شيئًا ينفعنا في الدنيا أو الآخرة.. نعم ياسيدي خرجت في المظاهرات كغيري.. لكن لا أنا ولا أحد من الذين أعرفهم أحرقنا مدرسة أو نهبنا محلا أو اقتحمنا مطعمًا أو كسرنا جهاز كمبيوتر.. سمعت أنهم أحرقوا المدرسة فحزنت.. صحيح أنني لم أتعلم فيها شيئًا ذا بال لكنني حزنت لأنني قضيت فيها أيامًا جميلة وضحكت فيها من قلبي أنا وزملائي كما لم أضحك من قبل وكما لن أضحك من بعد. سيدي الرئيس.. أنا حزين على كل طوبة رُمِيت بوجه عسكري أمن مركزي، أمروه أن يقمعنا فقمعنا وهو يرتعد خوفًا.. حزين على كل شجرة أحرقت فوق شريط القطار.. حزين على كل محل نهبوه.. على كل مطعم لم يأكلوا فيه فأكلوه.. على كل فصل اقتحموه وأشعلوا فيه النار.. حزين على أن نصل جميعا إلى هذه الحال.. لكنني حزين أيضا على حياتي وحياة كل الذين أعرفهم.. هل تتصور سيادتك أننا نعشق التظاهر ونهوى الإضراب وندمن الوقفات الاحتجاجية.. هل تظن سيادتك أننا كنا سنخرج من بيوتنا أساسًا لو كنا نشعر بالرضا عن اليوم أو الأمل في بكره.. أعلم أنه لايوجد أبدًا مايبرر خروجنا لكي نولع في مدينتنا.. في شوارعنا.. في مدارسنا.. لكن ماذا نفعل إذا كانت الحياة في بلادنا جعلتنا نرغب في أن نولِّع في أنفسنا. سيدي الرئيس أنا جاهز لكي أتحمل المسؤولية عن كل ماينسب إلي.. مستعد لكي أمثل أمام القضاء.. مستعد لأن تقيد كل أطرافي إلى جميع أرجاء السرير.. لكن فقط بعد أن تثبت إدانتي.. مستعد لأن أحاكم ولكن بعد أن يُحاكم معي كل الذين سرقوا مني الأمل وحرموني من أن أحلم بغد أقل سوءا.. بعد أن يُحاكم معي كل الذين غرفوا من خيرات هذه البلاد دون أن يعطونا منابنا.. بعد أن يُحاكم معي كل الذين أشعلوا النيران في آدميتنا وانتمائنا وحبنا لهذه البلاد التي عشنا فيها سنين راضيين بقليلنا لأننا نؤمن أن القليل من الحبيب كثير. سيدي.. أنا مضطر أن أتوقف الآن لكي أترك عم عبد البديع يرتاح من نوبة البكاء التي أصابته.. لكي أطمئن على عدلي الذي أعطانا ضهره وأخذ يرتجف.. لكي أطلب من الجميع أن يكفوا عن النشيج الحاد لكي ننجو من غضب الحراس الذين اقترب موعد تفتيشهم المفاجئ لنا. سيدي الرئيس.. أنا الآن أعرف ما أريد أنا لم أعد أريد لا حبا ولا حنانا .. ولا حلا.. لم أعد أريد لا الخبز ولا الحرية.. لم أعد أريد لا الحراك السياسي ولا العدالة الإجتماعية.. لم أعد أريد تكافؤ الفرص ولا فرص التكافؤ.. لا التنمية الشاملة ولا الخروج من عنق الزجاجة. كل ماأريده أن تأمرهم سيادتك بأن يفكوا قيودي.. فأنا حقًا أريد أن أهرش. (في مثل هذه الأيام من عام 2008 تناقلت وكالات الأنباء صورًا حزينة التقطها مصور جريدة البديل المستقلة لشباب من مدينة المحلة الكبرى تعرضوا للإصابة خلال المظاهرات التي اندلعت في المحلة يوم السادس من إبريل الذي كانت القوى المعارضة قد دعت لإعلانه يوم إضراب عن العمل.. رأى العالم بأسره في الصور المفزعة كيف يرقد الشباب المصاب على أسرة المستشفيات مغمى عليه من الإعياء والفزع والأسى.. وبرغم ذلك كان أولئك الشباب، مقيدين بكلابشات إلى الأسِرّة، كأنهم من عتاة المجرمين.. هزتني الصور من الأعماق فكتبت ونشرت من وحيها الخطاب الذي قرأته الآن، موجهًا من مواطن محلاوي كلبش حب الوطن في قلبه، وكلابشات الوطني في يده إلى رئيس البلاد وحاكم العباد، واليوم وبكل الحزن والأسى، أعيد نشر ذلك الخطاب، بعد أن شاهدت صورة لعينة للنائب الإخواني محمد الفلاحجي وهو مقيد بالكلابشات إلى سرير مرضه، الذي توفي فيه نتيجة للإهمال الطبي والفجور الأمني الذي لم يتغير فيه إلا أنه أصبح أكثر وطأة وانحطاطًا، وأصبح عموم الناس أكثر قبولًا له ورضا عنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله). المصدر موقع «التقرير»