إقبال ضعيف تشهده الانتخابات الرئاسية التي تجري، اليوم السبت، في توغو، وذلك إلى حدود فترة ما بعد ظهر اليوم، في العاصمة لومي، بحسب مراسل الأناضول وعضو بالحزب الحاكم. الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات لم تفصح، حتى الساعة (15 تغ) عن نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث اكتفى رئيسها، إيسوفو تافا تابيو، بالقول، في تصريح للأناضول، إنّه سيتمّ الإعلان عن نسبة المشاركة في الانتخابات، عقب إغلاق مكاتب الإقتراع، والانتهاء من عملية الفرز.
فقدان التوغوليين لشهية الإدلاء بأصواتهم في الرئاسية الحالية، تبلور من خلال عشرات الناخبين الذين اصطفوا أمام مراكز الاقتراع ببعض المراكز التي زارها مراسل الأناضول، وكذلك من خلال ما أكّده أحد أعضاء حزب "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية" الحاكم في توغو (فضل عدم الكشف عن هويته)، في تصريح للأناضول، أنّه "في (انتخابات) 2010، كنت في إحدى مكاتب الاقتراع بالعاصمة، وكان الناخبون يتزاحمون أمام مكاتبنا، أما هذا العام، فإنّ الإقتراع يجري في ظروف عادية، غير أني أعترف أنّ الإقبال ضعيف".
وأضاف "فور (غناسينغبي/ الرئيس التوغولي المغادر)، و(جون بيير) فابر (زعيم المعارضة وأحد مرشحي الرئاسة)، ربما شعرا بهذا الأمر (ضعف نسبة المشاركة)، لذلك أدليا بأصواتهما في وقت مبكر من صبيحة اليوم، بهدف القيام بدعاية إعلامية من شأنها تشجيع التوغوليين على التوجّه نحو مراكز الاقتراع".
وتسير عملية الاقتراع، حتى الآن، بهدوء تام، حيث مكّنت التدابير التي أقرتها الهيئة المستقلة للانتخابات، والقاضية بأن لا يتجاوز عدد الناخبين في مكتب الاقتراع الواحد 500 شخص، من قيام هؤلاء بواجبهم الانتخابي في وقت وجيز، وفقا لمراسل الأناضول.
أما على المستوى الأمني، فقد تواجدت قوات الأمن التابعة للقوة الخاصة بالانتخابات الرئاسية في كامل مراكز الاقتراع التي زارها مراسل "الأناضول".
وفي تعقيب عن نسبة المشاركة في الانتخابات، قال المحلل السياسي التوغولي، بريموس غينو، في تصريح أدلى به مؤخرا للأناضول، إنّه "من المحتمل أن تتجاوز نسبة العزوف عن التصويت ال 35 %"، وهي نسبة تخدم بشكل فعال لصالح الرئيس المغادر غناسينغبي.
ويحق لأكثر من 3.5 ملايين مواطن، مسجلين في اللوائح الانتخابية، الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد من بين 5 مترشحين، حسب اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة.
ويضمّ السباق الإنتخابي التوغولي 5 مرشّحين، هم: الرئيس الحالي فور غناسينغبي، من حزب "الإتحاد من أجل الجمهورية"، وجون بيير فابر من "التحالف الوطني من أجل التغيير" المعارض، بينما ترشّح جيري تاما عن حزب "الإلتزام التوغولي الجديد"، وتشاسونا تراوري محمد عن "حركة المواطنة من أجل الديمقراطية والتنمية"، فيما ترشّح إيمي غوغي عن حزب "تحالف الديمقراطيين من أجل التنمية الشاملة".
ويشير المراقبون إلى أن أمر الانتخابات قد يحسم بين اسمين اثنين، أولهما الرئيس الحالي للبلاد غناسينغبي (58 عاما)، والذي كان شغل منصب الرئيس بالنيابة على إثر وفاة والده إيتيان إياديما غناسينغبي رئيس البلاد السابق، في شهر فبراير/شباط 2005، وقد انتخب فور غناسينغبي كرئيس للتوغو بتاريخ 24 أبريل/نيسان 2005 عقب اندلاع قلاقل سياسية واجتماعية بالتوغو عصفت بالبلاد وخلفت ما يزيد عن 500 ضحية.
أمّا خصمه الأبرز، فسيكون المعارض الشرس جون بيير فابر (62 عاما)، رئيس التحالف الوطني من أجل التغيير، والذي ينطلق بأوفر الحظوظ لمنافسة غناسينغبي وهو الذي يجظى بدعم عدد من الأحزاب السياسية المعارضة المتجمعة في تحالف "المعركة من أجل البديل السياسي في 2015".