5 مرشّحين يستعدّون لخوض الإنتخابات الرئاسية في توجو، المقررة في ال25 من شهر أبريل/ نيسان الجاري، 4 منهم ينشدون "التغيير"، حاملين لبرامج تمثل قطيعة مع السياسات السابقة، وواحد فقط، وهو الرئيس الحالي، فور غناسينغبي، يترشح بوعود تشي بالسير على خطى ما سبق، وهو الماسك بزمام الحكم منذ 10 سنوات. وعلى رأس قائمة المترشحين، يأتي رئيس البلاد، غناسينغبي، مرشح الحزب الحاكم "الإتحاد من أجل الجمهورية". غناسينغبي، وهو من مواليد 6 يونيو 1956، أعلن بوضوح عزمه مواصلة العمل الذي انطلق فيه منذ عقد من الزمن، أي زمن توليه الحكم. وفي خطاب وجهه، مؤخرا، إلى أنصاره، بعد ترشيحه من قبل حزبه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، قال غناسينغبي: "أقبل بكامل الإصرار وبعون من الله و بدعمكم أنتم، استكمال مسيرة بلادنا نحو التنمية والتقدم والازدهار". غناسينغبي تقلّد بتاريخ 25 فبراير 2005 منصب نائب رئيس الدولة على إثر وفاة والده إيتيان إياديما غناسينغبي، رئيس البلاد حينها، قبل إنتخابه رئيسا لتوجو، في أعقاب اقتراع طغت عليه توترات اجتماعية وسياسية حادة، خلفت أكثر من 500 قتيل. وفي 4 مارس 2010، أعيد انتخاب غناسينغبي عبر صناديق الاقتراع، وأحدثت نتائج الانتخابات، حينها، جدلا كبيرا في صفوف الشق المقابل، ممثلا في خصمه جون بيبر فابر، رئيس حزب "التحالف الوطني من أجل التغيير"، وأبرز منافسي غناسينغبي الذي يراهن على التغيير بدعم من بعض الأحزاب السياسية المصطفة في تحالف يحمل إسم "المعركة من أجل البديل السياسي". فابر، ثاني مرشّحي الرئاسة في توجو، وهو من مواليد 2 يونيو 1952، وهو مرشح إئتلاف "المعركة من أجل البديل السياسي" الذي صرحت رئيسته بريجيت أدجامباغو جونسون للأناضول، مؤخرا، قائلة: "عبر الفوز في الانتخابات، سنمر معه (فابر) إلى مرحلة انتقالية لتطبيق الإصلاحات الضرورية ووضع البلاد في المسار الصحيح، قبل الوصول إلى مرحلة الإقلاع وتحسين القدرة الشرائية للتوجوليين". ويعتبر جون بيار فابر من القيادات البارزة، بل زعيم المعارضة الممثلة ب 16 نائبا في المجلس الوطني، وهو المرشح الوحيد للرئاسية المقبلة الذي يحظى بدعم أحزاب المعارضة المتجمعة في تحالف "المعركة من أجل البديل السياسي" . وفي 2010، عين فابر كمرشح رسمي "لإتحاد قوى التغيير" للانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبره "تتويجا ل 30 عاما من الالتزام لصالح البلاد ومن أجل تحرير الشعب التوجولي"، قبل أن تطغى الخلافات على حزب "إتحاد قوى التغيير"، وهو ما دفع ب فابر إلى مغادرته لإنشاء حزب "التحالف الوطني من أجل التغيير" الذي سيكون ممثلا عنه في الانتخابات المقبلة. أمّا المرشح الثالث في هذا السباق الانتخابي الذي يسعى إلى رسم طريق التغيير، فهو جيري تاما، أصغر المرشحين سنا (40 سنة) ويلقب في الوساط السياسية ب "مرشح الشباب"، حظوظه بالفوز ليست بالقوية رغم الديناميكية و النزاهة السياسية اللتين عرف بهما، بحسب مراقبين. وفي تصريح للأناضول، قال تاما: "أنا مرشح القطيعة (مع الماضي)، ولكني أيضا مرشح المستقبل، لأننا على وعي بأنّه سيكون من الصعب على الالتزام التوجولي الجديد (إسم حزبه السياسي) ومرشحه، الفوز بهذه الانتخابات.. نحن نسعى إلى التموقع من أجل للمستقبل"، مشيرا إلى أنّه "يدعم الإصلاحات المرتبطة بمحاربة الفقر وتعزيز الديمقراطية وإصلاح المنظومة التربوية للفوز بالمنصب الأكبر". ومن جهته، يدخل تشاسونا تراوري، رئيس حزب "الحركة المواطنة من أجل الديمقراطية" الذي تأسّس في عام 2006، إلى هذه الانتخابات الرئاسية بنفس المنطق الذي لا يولي أهمّية كبرى للنتيجة، بقدر ما يسعى إلى التموقع على الخارطة السياسية للبلاد. وقال للأناضول: "حين تكون لدينا قناعات متعلقة بما ينبغي أن تكون عليه الأُمة، لا يمكننا أن نتجاهلها. لا يتمثل الهدف بالضرورة في الفوز، فللوصول إلى الوجهة المنشودة، ينبغي القيام بأولى الخطوات". ويتخذ تراوري، البالغ من العمر 55 عاما، من ابراهام لنكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدةالأمريكية من 1861 إلى 1865، مثله الأعلى، ويستعرض لهذه الشخصية السياسية الفذة مقولتين يعتبرهما خالدتين، أولهما: "يمكنك أن تخدع جزء من الشعب طوال الوقت، ويمكنك أن تخدع كل الشعب لبعض الوقت، لكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الشعب كل الوقت". أما المقولة الثانية فهي: "حكم الشعب عن طريق الشعب ومن أجل الشعب، أمر لن يمحى أبدا من على وجه الأرض". تراروي قدّم ترشّحه أيضا للجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية التي شهدتها توجو في 2005 ، ثم ما لبث أن سحبه دعما ل ياووفي أغبوييبور، مرشّح حزب "لجنة العمل من أجل التغيير" حينذاك. تراوري الذي يؤمن بأهمية الإصلاحات في تحقيق عملية إنتخابية شفافة، ختم حديثه بالقول: "إذا ما تمكنا من تطبيق هذه الإصلاحات، ستنخفض نسبة المقاطعة وسترتفع في المقابل نسبة حشد الناخبين وسنفوز بالانتخابات دون جلبة كبيرة". خامس المترشحين للانتخابات الرئاسية التوجولية، ليس سوى إيمي غوغي، مرشح حزب "تحالف الديمقراطيين من أجل التنمية الشاملة"، والمكنّى ب "آدي"، هو مدرّس سبعيني في جامعة لومي، تقلد منصب وزير التخطيط والتهيئة الترابية، ومنصب وزير التربية الوطنية والبحث العلمي، في حكومة جوزيف كوكو كوفيغوه، في تسعينيات القرن الماضي، وهو مختص في الاقتصاد، ويطمح إلى "بديل وتغيير حقيقيين". غوغي إكتفى بالقول للأناضول إنّ "التغيير بالنسبة لنا لا يرتبط بتغيير شخص بشخص آخر على رأس الدولة، ولكنه تغيير في التصرف و في طريقة إدارة البلاد".