دعت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين أمس الرئيس مبارك إلى تنفيذ وعده ، الذي مضى عليه نحو عامين ، بإلغاء الحبس في قضايا النشر ، مشددة على أن ذلك يحقق حلم الصحفيين في حرية الرأي والتعبير الحصول على المعلومات. جاء ذلك أثناء قيام اللجنة بعرض تقريرها السنوي لعام 2005 والذي تضمن الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في منطقة الشرق الأوسط، والذي تم من القاهرة ، للمرة الأولى منذ إنشاء اللجنة عام 1981 ، تضامنا مع الصحفيين المصريين . وتطرق التقرير إلى الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في مختلف البلدان ، وأسفرت عن مقتل 47 صحفيا برصاص مباشر وعن عمد عام 2005 مقارنة ب 57 قتيل في عام 2004 ، مشيرا إلى أن العراق كان أكثر الأماكن التي شهدت مقتل الصحفيين منذ الاجتياح الأمريكي لها عام 2003 حيث سقط 60 صحفيا في حين أن عدد القتلى الذين سقطوا في الجزائر ما بين عامي 1993 و1996 بلغ 58 صحفيا فقط. وأكد التقرير على ظاهرة الهروب من العدالة وعدم خضوع المتسببين في مقتل الصحفيين للقانون ، مشيرا إلى أن 90% منهم افلتوا من العقاب وليست هناك أي ملاحقات قانونية لهم. وألقى التقرير الضوء على فشل قوات الاحتلال الأمريكي في إيجاد مبررات لمقتل الصحفيين سواء في العراق أو في معسكر جوانتانامو الذي مازال يأسر المصور الصحفي التابع لقناه الجزيرة الفضائية سامي الحاج الذي خضع – حسب التقرير – إلى ضغوط أمريكية كي يعمل جاسوسا لحسابها داخل القناة. ولفت التقرير إلى أن انخفاض عدد الصحفيين في السجون العربية لا يعنى احترام الحكومات العربية لقانون لكنا لجأت إلى أساليب أخرى مثل الاعتداء الجسدي وغيره من أساليب القمع كما حدث في يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري في مايو من العام الماضي ، مشيرا إلى أن تلك القيود التي تفرضها الحكومات على الصحفيين لم تحد من أعمالهم في كشف الفساد وملاحقته في كل مكان سعيا إلى الحرية وتحرى الحقيقة. وانتقد التقرير سياسة الحكومات العربية وقال إنها نجحت على مر السنين في كبح الصحافة الناقدة بأتباع أساليب لاعنفية مثل القوانين القمعية للصحافة وقوانين القذف والتشهير الجنائية والسجن والقيود البيروقراطية والفصل من العمل والتهديدات من قبل الأجهزة الأمنية . وأشارت اللجنة إلى ما أسمته تغيير قواعد اللعبة في بعض البلدان خاصة في خضم مطالبات المواطنين بقدر من الحريات والتي أظهرت معها حكومات وجماعات سياسية افتقارا للثقة في النفس حيث استجابت لانتقادات الصحافة بحملات قمع قاسية في حين تصدر الصحفيون الذين رفضوا القواعد الحكومية قوائم الاغتيالات وأصبحوا هدفا مباشرا لهجمات عنيفة في وضح النهار مما اجبر الصحفيين المستقلين في أنحاء المنطقة العربية إلى التحسب من عواقب ما ينشروه. وأشار التقرير إلى الأوضاع في العراق وقال إن الاعتداء على الإعلام في العراق يمثل دليلا أضافيا على مدى العنف الذي أصبح عليه حال المراسلين الصحفيين في مناطق النزاعات إلى الدرجة التي أخذت فيها فكرة حياد الصحفي ووضعه كشخص غير مقاتل تتلاشى تدريجيا في مناطق كالعراق مما يزيد من صعوبة عمل الصحفي في جمع الأخبار ونشرها. ودعت اللجنة الصحفيين في كل دول المنطقة إلى ضرورة التحرك من اجل وضع حد لظاهرة الإفلات من العقوبة التي أدت بدورها إلى زيادة معدلات الاعتداء على الصحفيين في مختلف بلدان المنطقة خاصة في الأراضي المحتلة في العراق وفلسطين.