أكد الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, في حواره لشبكة CNN أن العالم أجمع يجب أن يأخذ تصريحات مصر بشأن خطورة الإرهاب مأخذ الجد وأن تكون جميع دول العالم متوحدة لدحر الإرهاب والقضاء عليه منتقدًا في الوقت ذاته تجاهل العالم لهذه التحذيرات منذ أكثر من ثلاثين عامًا. وأضاف علام أن ما حدث للطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم منشقي القاعدة المعروف إعلاميًا ب"داعش" هو جريمة بشعة وعمل وحشي يخالف الفطرة الإنسانية السلمية، ويخالف تعاليم الأديان. وأشار علام إلى أن التطرف والعنف أصبحا ظاهرة عالمية، فالتطرف ليس له موطن ولا معتقد، بل يوجد في العالم كله، ومن غير المنصف أن نحصر المعارك العقائدية والأيديولوجية ومواجهتها في مصر والشرق الأوسط فقط. وأكد علام أن الإرهاب يمثل خطرًا عظيمًا يهدد الشعوب والدول، ولا يستثني أحدًا، وفاعلوه مجرمون مفسدون في الأرض، أساءوا فهم النصوص الدينية، وطوعوها لخدمة أغراضهم الدنيئة. وشدد علام على أن الانتماء لتلك التنظيمات والجماعات المسلحة التي تسعى لتخريب البلاد حرام شرعًا، وتشويه لصورة الإسلام في العالم أجمع بسبب أعمال هذه الجماعات الوحشية التي لا تمت إلى الإسلام أو الإنسانية بصلة. وأضاف علام أن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة ولكن يجب أن يتم ذلك دون المساس بالثوابت الدينية المتفق عليها مشيدا بدعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني ومؤكدا أنها لاقت أصداء إيجابية في العالم أجمع ورأى علام أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يكون عبر تجديد الطرق والأساليب والأدوات التي تُعرض بها الأحكام الشرعية والمفاهيم والتعاليم الإسلامية، وإزالة اللبس عن بعض الأمور التي قد تُلتبس على الناس. واعتبر علام أن غياب الإقناع العقلي عن الخطاب الديني يقلل من دوره الدعوي ومن قيمته، وبالتالي لابد من تفعيل دور العقل في الخطاب الديني، حتى يتسنى لنا أن نحارب الأفكار المتطرفة. ووجه علام في حواره نصيحة للشباب في أوروبا الذين يفكرون في الانضمام للجماعات الإرهابية بأن يسعوا دائمًا لأهل الاختصاص لفهم المعنى الحقيقي للإسلام وتعاليمه وألا يقعوا في براثن الأفكار المتطرفة البعيدة عن الفهم الصحيح للإسلام. وأضاف علام : "نحن نؤكد للشباب، أن الإسلام لم يكن يومًا داعيًا للتخريب والدمار، بل جاء لعمارة الأرض وخدمة الإنسانية، ومن أجل تحقيق السلام العالمي ونشر الرحمة في العالمين". شاهد الفيديو: