في الوقت الذي يواجه فيه الأزهر حربا شرسة ضد الإرهاب وهجمة تتعرض لها الأمة والشعوب العربية والإسلامية علي كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومخطط للتخريب وإثارة الفتن، وتصاعُد وتيرة العنف والإرهاب باسم الدين والانحلال الفكري والعقدي والأخلاقي و الإلحاد وإنكار الأديان فانطلاقا من دور الأزهر الشريف ومسئوليته السامية في الحفاظ علي ثوابت الدِّين ومقدساته ونشر صحيح الدين الإسلامي وثقافة التسامح ووسطية الإسلام وتصحيحه للمفاهيم المغلوطة التي يروّجها المتطرفون بالتأكيد علي أن الإسلام يعترف بكافة الأديان السماوية التي تُشكّل ركنا أساسيًا من أركان الإسلام واستعداده لتقدّيم الدعم اللازم لكافة الجهود التي تُبذل لمقاومة الإرهاب واجتثاثه من جذوره وإنهاء مظاهر التطرف الفكري. وانطلاقًا من هذا الأساس يجتمع في القاهرة بعد غدا الأربعاء في رحاب الأزهر أكثر من مائة عالم دين إسلامي ومسيحي من أكثر من 75 دولة إضافة إلي نخبة من علماء ورموز الأزهر الشريف وعلماء الدين الإسلامي من مختلف أنحاء العالم و بحضور سفراء جميع الدول العاملين في مصر لاسيما الدول الأوربية والغربية للمشاركة في أعمال الملتقي الدولي للأزهر الشريف لمحاربة التطرف والإرهاب والتأكيد علي براءة الإسلام من مثل هذه الأفعال وبحث آليات مواجهة التطرف والإرهاب وعلي الرغم من الانتهاء من الأعمال التحضيرية للمؤتمر فان هناك بعض القنوات المغرضة راحت تقول بإلغاء انعقاد المؤتمر وهو ما دعي الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر لعقد مؤتمر صحفي عالمي أمس الأحد للتأكيد علي انعقاد المؤتمر في موعده واصفا تلك الحملات الضارية التي يتعرض لها الأزهر الشريف والتي يبدو أن مقصودها لتشتيت الجهود والإلهاء عن الاستعداد للملتقي العالمي الذي يعقد بالأزهر مؤكدا إن المؤتمر سيعقد في وقته المحدد.لنعلن للعالم كله من قلب من الأزهر الشريف نبذ العنف والإرهاب من كل الأديان، والتبرؤ من المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والإخوان الإرهابية وإخوتها التي تهدد امن واستقرار المجتمع. يناقش المؤتمر عدة محاور منها حول تصحيح المفاهيم، والمواطنة والأقليات، والإرهاب والتطرف وخطره علي الأمة، والإلحاد وخطرة علي السلم العالمي. و ظهور الجماعات الدينية المتطرفة التي تأخذ من الإجرام سبيلاً لنشر موجة الإرهاب باسم الإسلام وتحرير الخطاب الديني من الروتين ومواجهة الفكر التكفيري وإعادة الصورة السمحة للإسلام وصورته البيضاء، ومحي صورة الإسلام التي طبعتها تلك الجماعات الإرهابية والتأكيد علي دور العلماء والمؤسسات الدينية في مواجهة الأفكار الهدامة تصحيح الصور المشوّهة للدين وكذلك تطوير خطاب ديني المعتدل في المجتمعات العربية وإعلاء المفاهيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف. يأتي انعقاد هذا المؤتمر في إطار جهود الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، لمواجهة الفكر المتطرف والدخيل علي صحيح الإسلام ومحاربة الفئات الضالة المشوهة لصورة الإسلام الصادقة، وانطلاقاً من المسئولية الشرعية والوطنية والإنسانية الملقاة علي عاتق الأزهر. الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب والذي يتابع الأعمال التحضيرية للمؤتمر العلمي العالمي والذي سيعقد في رحاب الأزهر في الأسبوع بعد غد الأربعاء والذي يستمر للخميس تحت عنوان 'مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب'. بحث مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وما تواجهه الأمة العربية من تحديات خطيرة، خاصةً في ظل تصاعد الأنشطة الإرهابية وانتشار الجماعات التكفيرية.والتواصل مع الدول العربية والإسلامية لمواجهة التطرف. وكان الإمام الأكبر قبيل انعقاد المؤتمر نفي وجود ما يُسمَّي بالاتحاد العالمي لعلماء الأزهر الشريف، مطالبا بإحالة كلِّ مَن يَثبُت انتماؤه لهذا التنظيم الوهمي، أو شارَك في البيان المنسوب إليهم لمجلس التأديب فورًا، مع ضرورة مواجهة الإرهاب واجتثاثه وإنهاء التطرف الفكري وانتشار الفهم المغلوط لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وإيقاف سقوط الضحايا الأبرياء جرّاء الأعمال الإرهابية. وأكد وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان أن الملتقي يرحب بالجميع كحضور وضيوف علي الأزهر لخدمة الإنسانية جمعاء وتحقيق الأمن والاستقرار لمحاربة التطرف والإرهاب وكشف الغطاء عن تلك الأفعال الإجرامية التي تقوم بها بعض التنظيمات الإرهابية في العالم، والتأكيد علي براءة الإسلام من مثل هذه الأفعال.وأضاف شومان أن الملتقي سيجمع علماء المسلمين البارزين من كل الدول، إضافة إلي ممثلين من غير المسلمين يمثلون كل التوجهات لتوضيح رؤية الإسلام الصحيحة حول هذه القضايا بما يحسم الجدل حولها.وأشار إلي إن عقد المؤتمر في تلك الفترة لتوضيح الرؤية الإسلامية الصحيحة لمواجهة الفكر المتطرف والدخيل علي صحيح الإسلام ومحاربة الفئات الضالة المشوهة لصورة الإسلام الصادقة انطلاقاً من المسؤولية الملقاة علي الأزهر، ودوره العملي لمواجهة الأفكار المنحرفة والمفاهيم الخاطئة حول الكثير من القضايا الإسلامية والمشاركة في التصدي للتحديات الإرهابية ومواجهة التطرف والإرهاب والعوامل التي تؤدي إلي انتشارهما من خلال مشاركة أصحاب الفكر المعتدل لنبذ العنف والتطرف وإعلاء القيمة السمحة.المؤتمر سيكون رسالة للعالم بأننا ندين الإرهاب والإسلام برئ منه ما يتطلب وحدة الصف والوقوف جنبا الي بعض في اتخاذ ما سنتفق عليه للإعلان عن إستراتجية محاربة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف من قلب الأزهر الشريف.