اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور محمد مورو، أن الشيخ عمر عبد الرحمن المعتقل بالولاياتالمتحدة هو "الأب الروحي للثورة المصرية"، ووصفه بأنه "أحد أهم أسباب اندلاعها، لأنه امتداد حقيقي للشيخ العز بن عبد السلام والشيخ ابن تيمية"، محذرا واشنطن من أنها ستدفع ثمنا باهظا نتيجة سجنه وإهانته. وذكر مورو خلال ندوة أقامتها "رابطة الصحفيين الإسلاميين" أمام مقر السفارة الأمريكية مساء الثلاثاء للمطالبة بالإفراج عن عمر عبد الرحمن، أن قضية الإفراج عن الشيخ الضرير تشكل الشغل الشاغل لجميع الأطياف الإسلامية بما فيها "الجماعة الإسلامية" والسلفيين و"الإخوان المسلمين"، ورأى أن الدعوة للإفراج عنه تمثل أهمية بالغة لا تقل عن قضية الانتخابات في مصر. وقال مورو: "علينا أن نقف مع الدكتور عمر عبد الرحمن ونحاول الإفراج عنه من السجون الأمريكية"، لافتا إلى أن الشيخ المعتقل منذ نحو 18 عاما هو من أرسى القواعد الأساسية للحركات الإسلامية في مصر، وأول من أفتى بجوار الخروج على الحاكم الظالم وهذا ما حدث في ثورة 25 يناير. من جانبه، استنكر مجدي أحمد حسين رئيس حزب "العمل" استمرار اعتقال الشيخ الضرير كل هذه السنوات، معتبرا أن هذا "نوع من الانتقام الصهيوني ضد الإسلام وتحد للإسلاميين في العالم، وأن هذا عداء صريحا للإسلام ورسالة لنا لأنه يمثل رمز إسلامي". وطالب حسين بإثارة قضية الشيخ عبر كافة المنتديات والمنابر، مضيفا: "لدينا سلاح خطير الآن ضد أمريكا هو سلاح الكلمة عن طريق إقامة منتديات أمام السفارة الأمريكية تناقش الديمقراطية الزائفة والمزعومة التي تتحدث عنها وكشف ذلك أمام العالم, وفضح المحاكم الأمريكية وما يجري بها من تدليس وما يجري في انتخاباتهم من تزوير عن طريق إذاعة الأفلام التسجيلية للانتهاكات لمبدأ الديمقراطية التي تنادي بها أمريكا". في حين رأى خالد الشريف الأمين العام للرابطة أن قضية الشيخ هي "قضية إنسان يتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان على يد السلطات الأمريكية"، مؤكدا أن الشيخ وهو أحد علماء علماء الأزهر "لم يخش سلطان الحاكم ولا جبروت الظالم، لأنه كان رأس الحربة ضد نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك". وتابع: "آن الأوان أن ترد الثورة المصرية الاعتبار للشيخ عمر عبد الرحمن الذي هو شريك في هذه الثورة ومطلق شرارتها ضد نظام مبارك وكان على حكومة الثورة والمجلس العسكري أن تطالب الإدارة الأمريكية بالإفراج عنه وتتحرك لعودته سريعا لوطنه وأهله.. ولا داعي للتقاعس والمماطلة أكثر من ذلك". وأكد الشريف أن المسلمين يرفضون العدوان على المدنيين الأمريكيين، وذلك بعد مرور عشرة سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكذلك الدعم الأمريكي للأنظمة الاستبدادية في البلاد العربية وعلى رأسها النظام المصري السابق، والتي كان أحد نتائجها سجن الشيخ عمر عبد الرحمن. فيما أعرب الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم رئيس تحرير موقع "العرب نيوز" عن توقعه بانهيار الأسطورة الأمريكية قريبا، وذلك بعد الأزمات الاقتصادية بعد الحروب التي شنها الجيش الأمريكي وأوروبا في العراق وأفغانستان، واستخدموا فيها كافة الأسلحة. وقال عبد المنعم: "نحن لم نبدأ الحرب بل الأمريكان هم من بدءوا الحروب الاستعمارية والاستباقية، وعالمنا يعرف أن هناك حالة من التمرد في اليابان وأمريكا اللاتينية على الولاياتالمتحدة". وأضتف أن لدى الغرب والولاياتالمتحدة خيارين، أما التعايش بندية واحترام مع الشعوب الإسلامية أو أن يعيشوا في صدام مع المسلمين، مؤكدا أن حركة "طالبان" الأفغانية استطاعت أن تهزم أمريكا وتكسر أنف جيشها في أفغانستان. وأوضح أن الولاياتالمتحدة خسرت مليون جندي بين قتيل وجريح في الحروب في العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى الخسائر في المعدات العسكرية من دبابات وطائرات وغيرها.