لطالما لاحقت الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها حزب "الحرية والعدالة" المنحل، الاتهامات بتوزيع الزيت والسكر على الناخبين قبل وبعد ثورة 25يناير، لتكتسب تلك السلع "سُمعة سيئة" في أذهان المصريين، بعدما أصبح كل مَن يقوم بتوزيعها قبل الانتخابات هو راش ويحاول كسب أصوات البسطاء، إلا أن الأحزاب المدنية لم تذهب بعيدًا في سعيها إلى كسب الأصوات في الشارع المصري، لكنها اختارت توزيع البطاطين مستغلة أجواء الطقس البارد التي تعيشها مصر هذه الأيام. واعتبرت تلك الأحزاب، هذا الأمر نوعًا من العمل المجتمعي، لا علاقة له تمامًا بالدعاية الانتخابية، بل هو دور يجب أن يؤديه كل مقتدر، وهو ما أكده المستشار يحيى قدري، النائب الأول لحزب "الحركة الوطنية"، الذي يرأسه الفريق أحمد شفيق، قائلاً إن العمل المجتمعي من مساعدات إنسانية وغيرها لا يجب أن تدرج تحت بند الدعاية الانتخابية. وأضاف قدري ل"المصريون"، أن "الحزب دائمًا يشارك في المساعدات الإنسانية بكل أنواعها والاهتمام بالفقراء دون الإعلان عنه منذ فترة طويلة"، موضحًا أن المساعدات للمحتاجين والفقراء لا يجب أن تُدرج تحت بند الدعاية الانتخابية، فهي بعيدة تمامًا عن ذلك. أما حزب "المصريين الأحرار"، فقد أطلق حملة تعتمد على التبرعات المادية والعينية لجمع البطاطين وغطاء الشتاء وتوزيعها على الفقراء، في ظل موجة الصقيع الشديدة التي تشهدها البلاد، تحت اسم "إنسان زيك" لجمع غطاء وبطاطين للمشردين والفقراء، في شمال القاهرة. وقال رائد مقدم، سكرتير عام الحزب بشمال القاهرة، إنها "فكرة عمل مجتمعى تهدف لمساعدة المحتاجين فى الحصول على غطاء فى ظل موجة الصقيع التى تمر بها البلاد، ويحتاج الكثير من البسطاء والمشردين بالشوارع لغطاء يحتمون به من البرد". وأضاف "الحملة ليست جديدة على الحزب بل إنها سنوية تعكف على الإعداد لها من خلال فتح باب التبرع لشراء بطاطين لمساندة الفقراء، وإعانتهم على إيجاد غطاء من الأمطار؛ كما دعا المتبرعين للمشاركة فى توزيع البطاطين على الفقراء". فيما امتنعت أحزاب أخرى عن "العمل المجتمعي"، واصفة إياه ب "الرشاوى الانتخابية"، إذ أكدت ماجدة البدوي، رئيسة اللجنة الإعلامية بحزب "المؤتمر"، أن "الحزب لم يشارك فى الحملات الإنسانية أو استخدام الأموال فى شراء بطاطين للفقراء فحزب المؤتمر لم يتحول لحزب الحرية والعدالة". وقال أمين إسكندر، القيادى بحزب "الكرامة"، إن "الحزب لا يتبع هذا النهج فى الدعاية الانتخابية ولم يشارك فى أى من حملات إنسانية، والفقراء ليسوا محورًا فى الدعاية الانتخابية للحزب، وأن مسئولية الفقراء أمر على عاتق الدولة من الدرجة الأولى".