قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها في 24 أكتوبر إن شرارة المواجهات الحالية في القدس كانت اختطاف وقتل الطفل محمد أبو خضير مطلع يوليو الماضي. وأضاف الصحيفة أن الحل في القدس لن يتحقق فقط عبر قوة جديدة أو إنفاذ آخر للقانون، مضيفة أن "العنف" في القدس لم يولد في فراغ, ولن ينتهي أمام "التصميم" الذي يظهره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . وتابعت "جذور العنف منغرسة في إحساس اليأس والخوف لدى الفلسطينيين في القدس، موضحة أن انهيار المسيرة السياسية والدعوات الإسرائيلية المتعاظمة لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى وتقسيمه بين المسلمين واليهود والإهمال المستمر للأحياء الفلسطينية من جهة, والتشجيع الحكومي للتوسع الاستيطاني في قلب تلك الأحياء من جهة أخرى, كل هذه تخلق المستنقع الذي ينبت فيه العنف". وخلصت الصحيفة إلى أن تجاهل جذور المشكلة والتركيز على إنفاذ القانون والعقاب لن يحل المشكلة، بل من شأنه أن يفاقمها، مجددة تأكيدها ضرورة وجود أفق سياسي لإنهاء الصراع. وعززت قوات الاحتلال انتشارها على مداخل البلدة القديمة بالقدسالشرقيةالمحتلة وأبواب المسجد الأقصى منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة الموافق 24 أكتوبر. وأعلنت شرطة الاحتلال عدم السماح لمن هم دون الأربعين عاما بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وتشهد المدينة المقدسة حالة من الغضب الفلسطيني بعد استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي على يد جنود الاحتلال في القدس الأربعاء الموافق 22 أكتوبر, إثر دهسه عددا من المستوطنين. واندلعت في 23 أكتوبر, مواجهات عنيفة في عدة أحياء من القدس منها مسقط رأس الشهيد الشلودي في حي سلوان وحي الصوانة ووادي الجوز ورأس العمود والعيسوية, وأسفرت في مجملها عن عشرات حالات الاختناق وعدد من الاعتقالات. كما شهدت البلدة القديمة في القدس وخاصة حي باب حطة وحارة السعدية مواجهات عنيفة أيضا. وفي بلدة أبو ديس شرقي القدس سجلت مواجهات بين الشباب الفلسطينيين المحتجين وجنود الاحتلال. واستخدمت قوات الاحتلال خلال المواجهات القنابل الصوتية والغاز المدمع والرصاص المطاطي, كما تم رش الشبان والمنازل بالمياه العادمة. وتأتي الإجراءات الإسرائيلية المشددة في القدس, تنفيذا لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي توعد "بأقصى رد على أي هجوم مستقبلي بالقدس". وفي بيان له, أعلن أن "القدس موحدة وكانت وستبقى دوماً العاصمة الأبدية لإسرائيل"، مضيفا أن "أي محاولة لإلحاق الأذى بسكانها ستقابل بأقصى رد". يذكر أن سلطات الاحتلال تحتجز حتى الآن جثمان الشهيد عبد الرحمن الشلودي "20 عاما", وترفض تسليمه لذويه إلا بشروط مفادها الدفن بجنازة محدودة، الأمر الذي ترفضه عائلته.