نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مقالا للكاتب بن كاسبيت في 24 أكتوبر تحت عنوان "الاندفاع نحو الهاوية", حذر فيه من مغبة مواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهوره بشأن مواجهات القدس. وأضاف بن كاسبيت أن الأمر الوحيد الذي يجب عمله الآن هو محاولة خفض اللهيب بسلسلة سريعة من الخطوات الرامية إلى تهدئة الخواطر وتعطيل أبخرة البنزين التي تندفع في الهواء، بانتظار الشرارة، وهو عكس ما يفعله نتنياهو تماما. وعززت قوات الاحتلال انتشارها على مداخل البلدة القديمة بالقدسالشرقيةالمحتلة وأبواب المسجد الأقصى منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة الموافق 24 أكتوبر. وأعلنت شرطة الاحتلال عدم السماح لمن هم دون الأربعين عاما بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وتشهد المدينة المقدسة حالة من الغضب الفلسطيني بعد استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي على يد جنود الاحتلال في القدس الأربعاء الموافق 22 أكتوبر, إثر دهسه عددا من المستوطنين. واندلعت في 23 أكتوبر, مواجهات عنيفة في عدة أحياء من القدس منها مسقط رأس الشهيد الشلودي في حي سلوان وحي الصوانة ووادي الجوز ورأس العمود والعيسوية, وأسفرت في مجملها عن عشرات حالات الاختناق وعدد من الاعتقالات. كما شهدت البلدة القديمة في القدس وخاصة حي باب حطة وحارة السعدية مواجهات عنيفة أيضا. وفي بلدة أبو ديس شرقي القدس سجلت مواجهات بين الشباب الفلسطينيين المحتجين وجنود الاحتلال. واستخدمت قوات الاحتلال خلال المواجهات القنابل الصوتية والغاز المدمع والرصاص المطاطي, كما تم رش الشبان والمنازل بالمياه العادمة. وتأتي الإجراءات الإسرائيلية المشددة في القدس, تنفيذا لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي توعد "بأقصى رد على أي هجوم مستقبلي بالقدس". وفي بيان له, أعلن أن "القدس موحدة وكانت وستبقى دوماً العاصمة الأبدية لإسرائيل"، مضيفا أن "أي محاولة لإلحاق الأذى بسكانها ستقابل بأقصى رد". يذكر أن سلطات الاحتلال تحتجز حتى الآن جثمان الشهيد عبد الرحمن الشلودي "20 عاما", وترفض تسليمه لذويه إلا بشروط مفادها الدفن بجنازة محدودة، الأمر الذي ترفضه عائلته.