نشرت صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية مقالا للمحلل العسكري أليكس فيشمان في 24 أكتوبر قال فيه إنه لا حاجة إلا إلى إحراق بساط داخل المسجد الأقصى لإشعال المنطقة كلها. وأضاف فيشمان أنهم في إسرائيل لا يتأثرون ب"الانتفاضة المصغرة" في القدس وكأنهم في "سبات الدب"، محذرا من تداعيات كارثية في حال عدم مسارعة الحكومة الإسرائيلية لتهدئة خواطر الفلسطينيين الغاضبين في القدس. وعززت قوات الاحتلال انتشارها على مداخل البلدة القديمة بالقدسالشرقيةالمحتلة وأبواب المسجد الأقصى منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة الموافق 24 أكتوبر. وأعلنت شرطة الاحتلال عدم السماح لمن هم دون الأربعين عاما بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وتشهد المدينة المقدسة حالة من الغضب الفلسطيني بعد استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي على يد جنود الاحتلال في القدس الأربعاء الموافق 22 أكتوبر, إثر دهسه عددا من المستوطنين. واندلعت في 23 أكتوبر, مواجهات عنيفة في عدة أحياء من القدس منها مسقط رأس الشهيد الشلودي في حي سلوان وحي الصوانة ووادي الجوز ورأس العمود والعيسوية, وأسفرت في مجملها عن عشرات حالات الاختناق وعدد من الاعتقالات. كما شهدت البلدة القديمة في القدس وخاصة حي باب حطة وحارة السعدية مواجهات عنيفة أيضا. وفي بلدة أبو ديس شرقي القدس سجلت مواجهات بين الشباب الفلسطينيين المحتجين وجنود الاحتلال. واستخدمت قوات الاحتلال خلال المواجهات القنابل الصوتية والغاز المدمع والرصاص المطاطي, كما تم رش الشبان والمنازل بالمياه العادمة. وتأتي الإجراءات الإسرائيلية المشددة في القدس, تنفيذا لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي توعد "بأقصى رد على أي هجوم مستقبلي بالقدس". وفي بيان له, أعلن أن "القدس موحدة وكانت وستبقى دوماً العاصمة الأبدية لإسرائيل"، مضيفا أن "أي محاولة لإلحاق الأذى بسكانها ستقابل بأقصى رد". يذكر أن سلطات الاحتلال تحتجز حتى الآن جثمان الشهيد عبد الرحمن الشلودي "20 عاما", وترفض تسليمه لذويه إلا بشروط مفادها الدفن بجنازة محدودة، الأمر الذي ترفضه عائلته.