العريان والباز ويعقوب على رأس الأسماء المطروحة.. عازر التقى بالرئيس أكثر من مرة.. الشباب والأحزاب غائبون.. وجمال الدين ممثلاً للأمن وميمش لقناة السويس قصر رئاسي، حيث تدب حياة لرئيس جديد يبحث عن فريق يدعمه، بين الفترة والأخرى يأتى زائر يمر بين ممراته لا تعرف ماهيته أو سبب وجوده، فيحظى بالاحترام ليخرج ولم يعد، ترى هل يكون أحد أعضاء الفريق المزمع تشكيله أم شخص كان يرى فيه الرئيس مساعدًا له ولكن انصرف عنه، أم ربما يكون الاثنان، هكذا تدور الأمور داخل قصر يحمل بين جدرانه وغرفه، وافد جديد يبحث عن شخوص يثق فيهم لتنفيذ مشاريع طالما وعد بها. هكذا يدور الوضع داخل أروقة قصر العروبة الذى يقيم فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى على تشكيل فريقه، وهو ما كشفت عنه مصادر مقربة من الرئيس والتى قالت إنه بشكل أسبوعي يأتى شخصيات عامة وخبراء أكاديميون يلتقون الرئيس ومنهم مَن يعود ومنهم من لا يخطو القصر للمرة الثانية. ووفقًا لكلام مقربين من الرئيس فيبدو أن السيسى انتهى أخيرًا من تشكيل فريقه الرئاسي، أو بشكل أدق خلص لأسماء بعينها. ويأتى على رأس هذه الأسماء كل من اللواء هشام الشريف، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وحاتم القناوى، كبير أمناء مراسم رئاسة الجمهورية، ومعه اللواء عباس كامل الذي كان يشغل منصب مدير مكتب السيسى بوزارة الدفاع، والذي لم يتحدد اختصاصه بالرئاسة حتى الآن، بالإضافة إلى العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة. وقال عمرو على، عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية الداعم للرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الفريق سيكون خاليًا تمامًا من أى محاصصة حزبية حيث لن يتم مكافأة أي حزب لدعمه للمشير، كما أن الشباب لن يكونوا موجودين ضمن الفريق الرئاسي لأنهم يحتاجون إلى تدريب على الإدارة واتخاذ القرارات. وكشف أنه سيتم اختيار شخصيات تكنوقراط معروفة بكفاءتها، مثل الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادى المصرى الأمريكي، وفاروق الباز، عالم الجيولوجيا، ومجدى يعقوب، جراح القلب، مشيرًا إلى أن السيسى التقى فعليًا خبير الطرق المصرى هانى عازر، المقيم فى ألمانيا، ومن المرجح أن يصل القاهرة قريبًا لبدء عمله كمستشار للرئيس. ونوه بأن الفريق أيضًا سيضم ممثلاً أمنيًا لتقديم المساعدة على الوضع التأمينى فى الشارع، علاوة على خبير خاص بشئون قناة السويس لمتابعة المشروع القومى الذى يعزم السيسى إقامته فى محيط القناة. من جانبه، قال المستشار رفاعي نصر الله، مؤسس حملة كمل جميلك، إن تأخر الرئيس فى إصدار وإعلان قرارات تتعلق بتعيين الفريق الرئاسى والمستشارين تأتى بسبب ما تشهده البلاد من مرحلة صعبة، مشيرًا إلى أن أحد أهم الأسباب الأخرى يتعلق بتروى المشير فى اتخاذ قراراته؛ حيث تحتاج تلك المرحلة إلى الكفاءة والخبيرة وألا سيكون مصير المشير نفس مصير سابقيه من الرؤساء. وكشف نصرالله أن لديه معلومات مؤكدة باستبعاد عدد من الشخصيات السياسية التى برزت فى الفترة الأخيرة والتى كانت ضمن حملة المشير، ومن بين هؤلاء المستبعدين محمود بدر، مؤسس تمرد، وعبدالله المغازى، عضو الحملة الرئاسية. في حين أن الفريق الرئاسى سيشمل كلاً من الدكتور محمد العريان، الاقتصادى المعروف، نظرًا لما تحتاجه المرحلة الاقتصادية من تطوير, إضافة إلى الدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية السابق. كما كشف نصرالله عن احتمالية تعيين اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق فى تعيينات المستشارين لتولى منصب مستشار الرئيس لشئون الأمن, كما أكد أن المستشار الإعلامى والمتحدث باسم الرئاسة سيكون العقيد أركان حرب أحمد محمد علي, مؤكدًا أن الرئيس السيسى سيكون اختياراته جميعها ممن هم على شاكلة ووطنية أحمد محمد علي. وأضاف: "الشباب لن يكونوا جزءًا من الفريق الرئاسى، موضحًا أن الرئيس السيسى قد أكد ذلك فى أكثر من مناسبة قبيل فوزه بالانتخابات, متابعًا أن الاختيار سيكون عبر آليات معتمدة على الكفاءة والخبرة وأن الشباب سيتم تأهيلهم فى المرحلة المقبلة, لتولى المناصب ولكنت فى مرحلة أخرى متأخرة لحين تكوين خبرات وكفاءات جديدة قادرة على صنع القرارات واتخاذها. وفى إطار توزيع الأدوار على المقربين من الرئيس والمساهمين فى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، جاء قرار رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، الذى عين المستشارة تهاني الجبالي، عضوًا فى المجلس القومى للثقافة. وهو ما علقت عليه الجبالى بنفسها ل"المصريون" قائلا إنها تعتز بالقرار، مؤكدة أن مصر على أعتاب رد الاعتبار للمنظومة الثقافية التى يجب أن تكون منبرًا جيدًا للتعبير عن المشروع الثورى والتغيير، لكي تتبوأ مصر الريادة فى الثقافة. وأضافت الجبالى أنها لم تغادر المؤسسة الثقافة طوال مشوار حياتها بالعمل القضائي وأتمنى أن تؤدى دورها فى إطار وضع المشروعات الثقافية لتنمية المجتمع وتثقيفه ووصولها إلى كل مواطن مصري استمرارًا للريادة المصرية فى الثقافة. وقال خالد الزعفراني، الخبير السياسى، والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن قرار رئيس الوزراء بتعيين المستشارة تهاني الجبالي، فى المجلس الأعلى للثقافة قرار يحمل علامة استفهام حول مدى قدرتها على الأداء فى هذا المنصب، مرجحًا أنه جاء بعد الدول الذى لعبته الجبالى خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف أن الجبالى كان بإمكانها أن تخدم الوطن فى مكان أفضل من ذلك كأن تكون عضوًا بالفريق الرئاسى للرئيس عبدالفتاح السيسي، أو عضوة فى البرلمان، مشيرًا إلى أنها قادرة على العمل السياسى.