تفاوتت ردود الفعل داخل جماعة "الإخوان المسلمين" تجاه إعلان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز بالجماعة عن نيته للترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية القادمة، ففي الوقت الذي أيد فيه عدد كبير من شبابها ترشيحه رغم قرار مجلس شوري الجماعة الرافض لترشيح أي من أعضاء "الإخوان" لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، تصاعدت فيه الحملة المضادة لفكرة ترشيحه بإنشاء عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اعتراضا على خوضه الانتخابات بالمخالفة لقرار الجماعة، و"لأنهم يتبعون المبادئ ولا يقدسون الأشخاص"، على حد قولهم. يأتي هذا في ظل عدم وجود موقف واضح ورسمي من قيادة "الإخوان" حتى الان إزاء تلك الخطوة رغم مسارعة الجماعة إلى النأي بنفسها عن ترشح أبو الفتوح، إذ فضلت إرجاء القرار الرسمي لحين إعلانه بشكل نهائي موقفه من تلك المسألة، وإن كان متوقعًا ألا يخرج عن إطار التأكيدات السابقة بأنها لن تدعم أيًا مرشح يخرج على قرار الجماعة ويخوض الانتخابات الرئاسية. وأكد الدكتور حمدي حسن، المتحدث الإعلامي السابق للكتلة البرلمانية للإخوان ببرلمان 2005 ل "المصريون "، أن الجماعة أعلنت أنها لن تدفع بمرشح لها علي منصب رئيس الجمهورية، ولن تدعم أيًا من أفرادها إذا قام بترشيح نفسه، وأن من سيتقدم بالترشيح سيتم فصله من الجماعة على الفور، وهو ما أكده الدكتور خيرت الشاطر نائب المرشد، حيث أكد أن "الدكتور أبو الفتوح إذا تقدم بترشح نفسه فسيُفصل من الجماعة" بشكل واضح وقاطع. وأضاف إن أبو الفتوح شخص له قدره داخل الجماعة لكنه قرر أن يكون له رأيه الشخصي المنفصل عن رأي الجماعة التي ينتمي إليها أو كان ينتمي إليها وخرج عن رأيها، وبالتالي فهو يعتبر مفصولاً من الجماعة أو ينتظر أن تتخذ الجماعة قرار بفصله، نتيجة موقفه الشخصي الذي خرج عن رأي الجماعة، لكنه في النهاية وصف الأمر بأنه حرية شخصية، بعد أن انحاز لوجهة نظرة الشخصية وقرر الانفصال عن جماعته. وشدد على "استحالة" أن يحظي أبو الفتوح بتزكية جماعة "الإخوان" إذا قام بترشيح نفسه- حتى ولو بشكل غير معلن- لكون الجماعة "صاحبة مشروع أخلاقي قبل أن يكون مشروعًا سياسيًا وما تعلنه قيادات الجماعة هو ما يطبق علي أرض الواقع"، وقال إن الذي يشكك في مصداقية قرارات الجماعة لا يدرك مشروعها الإصلاحي الذي تسعي لتحقيقه للبلاد. وأوضح أن مصر تحتاج الآن إلي أن يعلو فيها إرادة الشعب وأن تنعم بانتخابات ديمقراطية نزيهة تأتي بمن تأتي، كي يشعر الشعب بالفعل أن صوته هو الذي جاء بما يريده، وإذا حدث هذا فيزيد الانتماء والشعور الوطني وتتوطد العلاقة بين المواطنين، وهذا سيدفع أي حكومة قادمة لاتخاذ قرارات مصيرية لصالح الشعب. من جهته، اعتبر مختار نوح، القيادي الإخواني السابق، أن كلا الطرفين على حق فالجماعة علي حق في حساباتها التي تضعها قيادتها الحالية، أيًا كانت الصيغة، كما أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على حق في أن يرشح نفسه باعتباره كفاءة سياسية نادرة. وأعرب نوح عن تأييده لترشح أبو الفتوح لمنصب رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة، قائلا: "إنني بحكم اقتناعي بقدراته أعلن عن تأييده له طبعا، حتي وإن كان بذكائه قد تجنب إحراجي وسؤالي مباشرة عن موقفي من ترشيحه، وإن هذا الأسلوب الذكي هو الذي يزيد اقتناعي به". وأكد أن أبو الفتوح يملك من اللياقة والأدب والتواضع ما يجعله مؤهلا لهذا المنصب، لكن إدارة الجماعة أعلنت بالفعل عدم تأييده وعدم تزكيته، مؤكدا أنها لا ترحب بنجاحه، لأن لها حسابات خاصة لا تتخطاها وهي مصلحة الجماعة. وأشار إلى أن مصر بحاجة في الوقت الراهن إلى رئيس ليبرالي في هذه المرحلة أكثر من رئيس ذي توجه ديني علي مستوي الحياة السياسية، واصفا امتلاك أبو الفتوح بأنه شخصية ليبرالية كبيرة وأنه يؤمن بحرية الآخرين واحترام الرأي والرأي الآخر، وهو أقرب إلي احتياجات مصر، كما أنه ضد تشكيل التيارات الإسلامية بصيغتها السياسية الحالية. أنباء عن مقايضة مصرية قطرية