حسم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني البارز، موقفه أخيرًا وقرر الترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقررة قبل نهاية العام الجاري, فيما يعد خروجًا على قرار جماعة "الإخوان المسلمين" بعدم ترشيح أو تقديم الدعم لأي من أعضائها الراغبين بخوض معركة الرئاسة. وقرر أبو الفتوح، أحد أكثر الوجوه شعبية داخل جماعة "الإخوان"، وأبرز قيادات جيل الوسط والمعروف بآرائه الإصلاحية، بدء حملته الانتخابية من خارج القاهرة، حيث يعتزم القيام بجولات في محافظات الصعيد والوجه البحري، وكانت البداية أمس في المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، وسيتوجه اليوم الخميس إلى المنيا. وقال محمد هيكل، منسق الحملة الانتخابية، إن أبو الفتوح اجتمع أمس الأول مع عشرة من قيادات حملته الانتخابية ومنسقي الحملة بالمحافظات, وأكد أنه حسم أمره واتخذ قرارا نهائيا بالترشح لرئاسة الجمهورية. وأكد هيكل أن الفتوح اختار أن تكون انطلاقة حملته الانتخابية من المحافظات حتى يلتقي بالمواطنين البسطاء للتعرف على آلامهم وآمالهم والتعرف على مشاكلهم ومعاناتهم من خلال الجلوس معهم وجها لوجه وبدون أي وسطاء. يأتي ذلك في الوقت الذي تهدد فيه جماعة "الإخوان" بفصل كل من يشارك في مساندة أبو الفتوح بالمخالفة للقرارات الخاصة بالجماعة، وهو الأمر الذي لم يعره قيادات الحملة ومعظمهم في سن الشباب اهتمامًا. وأكد أحمد أسامة المتحدث الإعلامي باسم الحملة الانتخابية للدكتور أبو الفتوح ل "المصريون"، أن جميع منسقي حملة أبو الفتوح بالقاهرة والمحافظات حسموا أمرهم وقرروا الانضمام للحملة مهما كانت العواقب، خاصة وأنهم كانوا يعرفون جيدا أنهم سيتعرضوا لقرارات فصل من "الإخوان". وقال إن ذلك هو ما حدث بالفعل، بعد أن صدرت في الآونة الأخيرة قرارات عدة بالفصل لأعضاء من الجماعة، وأحيل عدد آخر للتحقيق الداخلي, مع ذلك أكد المتحدث باسم حملة أبو الفتوح أن المشاركين في الحملة لا يرغبون في التصعيد والدخول في حرب مع "الإخوان"، على هذه الخلفية. وشاطره الرأي منسق الحملة الانتخابية، مشيرًا إلى الدعوات المتكررة من أبو الفتوح ل "الإخوان" بأن تتفرغ للدعوة الإسلامية ونشر التدين والأخلاق والفضائل التي يدعو لها الإسلام وأن تركز الجماعة جهودها لتكون مرجعية دينية للشعب المصري والمسلمين, وأن تبتعد تمامًا عن العمل السياسي والحزبي. من جانبها، لم تتراجع قيادة الجماعة عن قرارها بعدم دعم أي مرشح "إخواني" يخوض انتخابات الرئاسة على خلاف موقفها. وأكد الدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة"، المتحدث باسم "الإخوان" أن موقف جماعة الإخوان واضح وأنها لن تدعم أي مرشح ينتمي لها في انتخابات الرئاسة المقبلة.