يوم 28/3/2014، قدمت "لميس جابر" على إذاعة "90و90" ، استعراضا مؤلما عن حياة رئيس مصر الأسبق محمد نجيب.. أظهر التقرير بشاعة عبد الناصر، وكيف أنه سمح ل"العساكر الجنود" بضرب رئيس مصر الأسبق.. بعد أن قتل أولاده وشرد الباقين، ولم يبق منهم إلا واحد، يعمل حاليا سائق تاكسي اللافت أن يُعرض هذا التقرير، في الإذاعة التي يقال إنها تابعة للجيش، ولا ندري مغزى إذاعته في هذا الوقت بالذات، خاصة وأن المشير عبد الفتاح السيسي، يقدمه الإعلاميون الموالون باعتباره امتدادا لجمال عبد الناصر؟!. وبالتوازي فإن ثمة مرشحا "ناصريا" لا يزال مصرا على أن يكمل منافسته لمرشح المؤسسة الأقوى في مصر حاليا.. ولا ندري لمصلحة من أذيع هذا التقرير في الوقت الحالي، ل"السيسي" أم ل"صباحي"؟! وكلاهما كما يبدوان لنا يستمدان شرعيتهما من عبد الناصر "الصورة" أو ناصر "الأيديولوجيا". التقرير قدم صورة غير إنسانية لعبد الناصر، وهي الصورة التي قد تمتد لروافده وطبعاته الجديدة التي نراها على مشهد انتخابات 2014، وبالتالي فيمكن اعتباره مسيئا ل"السيسي" و"صباحي" معا. وفي أغلب الظن فإن التقرير لم يكن مستهدفا لأي منهما، ولكن كان من المستغرب، أن يذاع من على محطة إذاعية يقال إنها مملوكة للجيش، وفي اليوم التالي من إعلان سليل عبد الناصر السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية.. وأيا ما كان الأمر، فإنه بالتأكيد أضر بالمشير، ورسم صورة "مخيفة" عن نظامه السياسي المتوقع. صباحي ربما يكون أسعد حالا، بعد أن باعه الناصريون، ونظموا ضده حملة توييخ قاسية، ل"جرأته" على منافسة السيسي، الذي رأوا فيه إحياء للناصرية، وعودة الناصريين إلى التدثر بدفء الحكم العسكري مجددا. من الصعب بعد خيانة الناصريين لصباحي، أن يظل الأخير على ناصريته، ولعل توجهه إلى شخصية ليبرالية بارزة في حجم ووزن د. وحيد عبد المجيد، لكتابة برنامجه الانتخابي، يشير إلى تحولات جذريه في العقيدة السياسية لصباحي، وهو التحول الذي يعيد رسم صورة مغايرة، لتضاريس القوى المتصارعة على المقعد الرئاسي، وربما تحصرها بين قوتين إحداهما تمثل "الدولة العسكرية" والأخرى تعبر عن "الدولة المدنية". من الصعوبة التنبؤ بشكل يقيني بالنتائج، وإن كانت "المقدمات" تحسمها لصالح المشير عبد الفتاح السيسي، ولكن يظل السؤال الأهم، ما إذا كان من صالح مصر، أن يفوز السيسي بنتائج أقرب إلى ما حدث في الاستفتاء على دستور 2014؟! وهو السؤال الذي ربما يضفي مزيدا من الأهمية على دور صباحي، صحيح أنه من الصعوبة أن يكسب الانتخابات، ولكن من المفيد ديمقراطيا، أن يحقق نتائج "مفزعة" للفائز.. إذ سيظل والحال كذلك يمثل "البديل المدني" القوي للجنرال الموجود على رأس السلطة، وهو وضع "ردعي" مهم، قد يحول دون توحش النظام الجديد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.