يقول الناصريون إن المشير عبد الفتاح السيسي، هو صورة طبق الأصل من جمال عبد الناصر!!. واللافت أن الخطاب الناصري المؤيد ل 3 يوليو، يقصر "شرعية" السيسي على هذه الفرضية.. رغم أن الأخير في خطاب عزل مرسي، كان يؤسس لشرعية أخرى مختلفة.. شرعية "وحدة البلاد" والحيلولة دون اتساع الانقسام السياسي والاجتماعي، لدرء حرب أهلية "مزعومة". المتواتر داخل المجتمع السياسي، أن "هيكل" هو الذي أقنع النخبة العسكرية، بتطابق التجربتين 1954 و2013.. وأن عودة "ناصر" في شخص "السيسي" ليست مستحيلة.. بل إن جهاز علاج فيروس سي والإيدز، المعروف تهكما باختراع "الكفتة".. يقال إن هيكل هو صاحب الفكرة استوحاها من فترة الداعية لعبد الناصر في الستينيات، بل إن صحفيين كبارا، نشروا مانشيتات للأهرام في بدايات حكم عبد الناصر وأثناء وجود هيكل على رأسها، تطابقت تماما مع مانشيتات ذات الصحيفة بشأن العلاج ب"الكفتة" على حد تعبير الاصطلاحات المتهكمة عليه حاليا.. ما جعل البعض يقطع بأن "هيكل" الذي صاغ مانشيت الأولى هو ذاته الذي اقترح فكرة الاختراع وطريقة الدعاية له في الصحف، مستندا إلى خبرته "الماضوية" في وقت بات فيه مغيبا تماما عما طرأ على الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية من تحولات كبيرة ومفصلية جعلت من مصر أكبر من أن يحكمها مؤسسة واحدة أو جماعة منفردة. الناصريون يتكلمون وكأن مصر تحتاج إلى عبد الناصر.. فيما يغيب السؤال ما إذا كانت مصر تحتاجه فعلا أم تحتاج شيئا آخر؟! الناصريون يتكلمون عن السيسي وحده.. ويحملونه فوق طاقته، حيث تدار وسائل الإعلام التي يهيمنون عليها، على النحو الذي يصنع رأيا عاما ضاغطا عليه.. ويحاصره بالشكل الذي يوصد كل فرص الاعتذار.. وقد يفضى إلى مشاعر عاطفية خطرة ومتطرفة، قد تتهمه ب"الخيانة" حال اعتذر عن الترشح وفضل البقاء في منصبه وزيرا للدفاع. قد تطارده الاتهامات كما طاردت البرادعي الذي قدم استقالته اعتراضا على خيار الدم في فض اعتصام رابعة.. إذ اتهموه بالهروب من الواجب الوطني وخيانة الشعب والثورة.. وما انفك الرجل يكابد عذابات الدعاية الرخيصة ضده. الناصريون من حيث لا يشعروا يضيقون مساحات الحركة أمام وزير الدفاع، ليس قناعة بأنه "الحل" لمصر.. وإنما إيمانا بأنه "الحماية" للناصريين.. الذين اعتادوا على الاستمتاع بدفء الثكنات والسلطات العسكرية. مصر لا تحتاج إلى عبد الناصر.. وإنما تحتاج إلى حل مشاكلها الاقتصادية المتردية وإصلاح اقتصادها الذي أفسده عبد الناصر وخلفاؤه من بعده. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.